هاسبل تدلي بإفادتها للشيوخ حول خاشقجي.. ماذا في جعبتها؟!

هاسبل تدلي بإفادتها للشيوخ حول خاشقجي.. ماذا في جعبتها؟!
الثلاثاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

تسعى الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، جاهدة إلى الحفاظ على علاقات واشنطن مع الرياض، لأنها تخشى من أن يخاطر أي توتر في العلاقات الأمريكية السعودية بالمصالح الإسرائيلية في المنطقة وينهي الإستحواذ الأمريكي على مصادر النفط السعودي ويعطل صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية.

العالم - تقارير 

من المقرر أن تدلي اليوم الثلاثاء 4 كانون الأول/ ديسمبر، مديرة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)،جينا هاسبل، أمام مجلس الشيوخ بإفادة حول قضية مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، القضية المثيرة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها بعدُ.

وتؤكد التقارير الصحفية الأمريكية أن هاسبل وافقت في نهاية المطاف على الحضور في مجلس الشيوخ وإطلاع رؤساء عدد من لجانه على آخر ما توصلت إليه وكالتها حول إختفاء ومقتل خاشقجي في 2 من أكتوبر الماضي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

وللتذكير أن هاسبل لم تحضر في الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي لبحث النتائج التي توصلت إليها وكالة السي آي إيه حول قضية الصحفي السعودي الذي كان يقيم في أمريكا قبل توجهه إلى تركيا لإتمام الإجراءات الإدارية المتعلقة بزواجه من خطيبته خديجة جنكيز.

في حين حضر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس جلسة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي وقدّما تقييمهما حول القضية التي تشغل الرأي العام العالمي الذي يطالب بالكشف عن ملابساتها والاعلان عن الجناة الحقييين وإحالتهم للقضاء.ل

وقد زعم بومبيو وماتيس أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا علاقة له بمقتل خاشقجي لا من قريب ولا من بعيد ولا توجد أدلة قاطعة تثبت تورطه في هذه الفضيحة العالمية، ولكن التقارير الصادرة من الصحف الأمريكية ومنها "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وغيرها تؤكد أن وكالة السي آي إيه، تملك "أدلة" على أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

وخلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد "أمر على الأرجح" بقتل الصحفي جمال خاشقجي وهو استنتاج يعتمد على 11 رسالة أرسلها إبن سلمان إلى مستشاره سعود القحطاني الذي أشرف على فرقة تصفية خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وكتب مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية وارين ب. ستروبل تقريرًا في الصحيفة كشف فيه كيف استنتجت وكالة السي آي إيه، أن خاشقجي قد قُتل بناءً على أوامر ولي العهد السعودي، وذلك بعدما إطلع المراسل على أدلة سرية وراء تقييم سري للغاية للإستخبارات الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن التقييم قوله إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أرسل ما لا يقل عن 11 رسالة إلى أقرب مستشار له، الذي أشرف على الفريق الذي قتل خاشقجي، في الساعات التي سبقت وتلت وفاة الصحفي السعودي في أكتوبر الماضي، وفقًا لتقدير سري للغاية لوكالة الإستخبارات المركزية.

وفي هذا الصدد، كتبت صحفية "نيويورك تايمز" أن تسريب النتائج التي توصلت إليها السي آي إيه تسبب بغضب وإستياء هاسبل وتكثيف الضغوط التي تُمارس على سمسار البيت الأبيض دونالد ترامب لإتخاذ ما يلزم من أجل كشف الحقيقة والتعامل بقوة وجدية مع سلطات الرياض التي إعترفت بعد جحد وإنكار متواصل بتعذيب ومقتل وتقطيع جثة خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا على يد فريق مرتبط بالبلاط السعودي.

واللافت في الأمر أنه مع إعتراف السلطات السعودية بمقتل جمال خاشقجي الذي كان يكتب لصحيفة "واشنطن بوست"، ما زال الرئيس الأمريكي يرفض إتهام ضلوع بن سلمان في مقتل خاشقجي كـ"الآمر بقتله" ويزعم أن لا يوجد ما يثبت ضلوع ولي العهد السعودي في مقتل منتقد سياساته الداخلية والخارجية.

والجلسة التي ستُعقد اليوم الثلاثاء في مجلس الشيوخ الأمريكي للإستماع إلى إفادة مديرة وكالة الإستخبارات الأمريكية ستكون مغلقة ولا تحضرها وسائل الإعلام لكيلا يتسرب المزيد من تفاصيل الفضيحة التي تطال السعودية وأمريكا على حد سواء بسبب قوة العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية والتجارية والإقتصادية التي تربط بين البلدين المتحالفين.

وتقول الصحف الأمريكية إن هاسبل ستدلي بإفادتها اليوم أمام رؤساء ثلاث لجان هي لجنة العلاقات الخارجية والقوات المسلحة والمخصصات أمام المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين الذين كان بعض منهم قد عبّروا عن غضبهم من عدم مشاركة هاسبل في جلسة الأسبوع الماضي.

-الإبقاء على العلاقات مع السعودية

وتخشى السلطات الأمريكية، خفض مستوى العلاقات مع السعودية بأسباب مختلفة أهمها الإستعانة بالرياض لتحقيق المصالح التوسعية للكيان الاسرائيلي المحتل في الشرق الأوسط وضمان إستيراد النفط السعودي بأسعار مفضلة وتدفق السلاح الأمريكي إلى السعودية بصفقات نجومية من جيب الشعب السعودي، لذا ليس من مصلحة واشنطن ولا أي ممن يدور في فلكها من الدول الغربية أن تخفض، إن لم نقل تقطع، علاقاتها مع الدولة الوهابية التي تزعم قيادة العالم العربي.

وقد عبّر كل من بومبيو وماتيس عن خوفهما من تأثير قضية خاشقجي في توتر العلاقات بين واشنطن والرياض حيث حضّا نواب مجلس الشيوخ على الحفاظ على العلاقات مع النظام السعودي كما هي والإمتناع عن خفض مستوى العلاقات معه.

- حاجة أمريكا للنفط السعودي  

ويقول خبراء في مجال النفط إن أمريكا التي تستورد نحو مليون برميل من النفط السعودي يومياً، لا تستطيع الإستغناء عن النفط السعودي خلال العشر سنوات المقبلة على أقل تقدير والحصول على الإكتفاء الذاتي لأن النفط الصخري الذي تنتجه أمريكا لايمكنه سد فجوة النفط السعودي في السنوات العشر المقبلة لان استخراجه مكلف للغاية حيث تصل تكلفته إلى 70 دولارًا لبرميل واحد في حين لا تتعدى تكلفة إستخراج برميل واحد من النفط التقليدي 7 دولارات. ولا يخفى أن إستخراج النفط الصخري يدمر البيئة ويتسبب بأضرار يصعب تلافيها في المستقبل القريب.

وبالنظر إلى ما سبق يمكن القول إن أمريكا التي تُعدّ من أكبر مستهلكي النفط في العالم، سوف تبقى تعتمد على النفط السعودي الرخيص ولن تقوم بما يسوء السعودية، أيًا كان حجم القضية التي تشغل الرأي العام العالمي حاضرًا ومستقبلًا.