عملية "درع الشمال" الإسرائيلية.. الأهداف والتوقعات

عملية
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

يبدو ان العملية الجديدة التي أطلقها جيش الإحتلال الإسرائيلي عند الحدود الشمالية مع جنوب لبنان، بذريعة ما قال إنها انفاق حزب الله، تهدف إلى إنقاذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من ورطته السياسية والعسكرية.

العالم - تقارير

مؤامرة اسرائيلية جديدة ضد المقاومة وهذه المرة بذريعة ما زعمت انه "أنفاق حدودية"، حفرها حزب الله اللبناني على الحدود الجنوبية باتجاه المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة، حيث بدأ جيش الاحتلال الاسرائلي عملية لكشف هذه الانفاق تحت مسمى "درع الشمال".

العملية الإسرائيلية بدأت الثلاثاء الماضي 4 ديسمبر الجاري، والتبرير الذي تسوقه سلطات الإحتلال لإجراء هذه العملية هو أن الأنفاق الحدودية تسمح لحزب الله بالتسلل إلى الاراضي المحتلة، حسب زعمها.

وقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا للقوات الدولية "اليونيفيل" على "خرق" ما اسماه "السيادة الإسرائيلية" من قبل حزب الله في المنطقة الشمالية.

ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تغريدات له على صفحته الرسمية على "تويتر"، جاء فيها أن قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية اشتكى باسم جيشه، حزب الله، لقوات اليونيفيل التي تفقدت المنطقة الحدودية.

كما تحدث رئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة هاتفيًا حول "الأنفاق الحدودية" وطلب منه أن يدين ما وصفه بـ"خرق السيادة الإسرائيلية" على يد حزب الله.

وقد رافق نتنياهو الدبلوماسيين الأجانب في تل أبيب إلى الحدود الشمالية مع لبنان وطلب منهم أن يعملوا لدى حكومات بلدانهم من أجل فرض عقوبات أشدّ صرامة على حزب الله.

- التغطية على ملف فساد نتنياهو

وقد رافق ضجيج إعلامي كبير عملية ما يسمى "درع الشمال" وهذا الأمر يثير سؤالًا لماذا هذا الضجيج الكبير الذي لم يسبق له مثيل عندما كان جيش الإحتلال يقوم بهدم الأنفاق بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ويبدو أن إتهامات الفساد المالي التي تلاحق نتنياهو لعبت دورًا في إطلاق عملية "درع الشمال" للتغطية على فساد رئيس وزراء كيان الإحتلال وصرف أنظار المجتمع الإسرائيلي عن فساد زعمائهم.

ومما يعزز هذا الرأي أن الإسرائيليين قد نظموا خلال الاشهر الماضية تظاهرات في شوارع تل أبيب وطالبوا بإستقالة نتنياهو وتقديمه للمحاكمة بسبب تلقي الرشى والإحتيال وخيانة الأمانة.

ويُظهر إستطلاع للرأي أجرته القناة التلفزيونية العاشرة أن 50 بالمئة من جمهور المجتمع الإسرائيلي يعتقدون أن نتنياهو يجب أن يقدّم إستقالته.

الخبير الإستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد ناجي ملاعب رأى أن هذا التطور الأمني على الحدود الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي ليس بمعزل عن مجريات المشهد السوري الذي يجمع كلّاً من "إسرائيل" وإيران وروسيا.

واشار في حديث لـ"لبنان 24"، إلى "أنّ مسرح الساحة السورية مُنع عن الإسرائيلي بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية على ساحل اللاذقية، ويبدو أن هناك اتفاقًا جديدًا بين الروس والإسرائيليين لمراقبة تطور الوضع العسكري للقوى المحسوبة على إيران في سوريا"، بحسب تعبير الخبير اللبناني.

وهذا التفاهم الروسي الإسرائيلي من شأنه بحسب ملاعب، أن "يقلّص مساحة سيطرة هذه القوى في الميدان السوري، ويعزز من سيطرة الروس على الأوضاع هناك".

واضاف: "ضمن هذا السياق تولي اسرائيل جبهة الجولان وجبهة الجنوب السوري أهميّة تفوق اهتمامها بالجنوب اللبناني، حيث تبدو اسرائيل مرتاحة لدور قوات اليونيفل".

ويرجّح ملاعب بتحليله خلفيات "درع الشمال"، العامل الداخلي الإسرائيلي للتغطية على اتهامات الفساد التي تلاحق نتنياهو واستقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ويخلص إلى استبعاد قيام الكيان الاسرائيلي بشنّ حرب على لبنان.

وقال: "عمليًا لا أُعطي مجريات الحدود درجة كبيرة من الخطورة، وباعتقادي ما حصل يخدم من حيث توقيته الداخل الإسرائيلي، الذي يشكّك بقيادة نتنياهو بعد استقالة ليبرمان، وإثارة هذا العامل الأمني تنطلق من حاجته إلى تعويم نفسه عبر القول إنّه يقوم بحماية الكيان الاسرائيلي مستخدمًا فزّاعة حزب الله".

واضاف ملاعب: "ولا زلت أعتبر أنّ روسيا تسمح لإسرائيل بالتصرف على الساحة السورية والقضاء على كلّ ما يهدّد أمنها من أسلحة حديثة تُرسل إلى حزب الله، وبالتالي طالما هي قادرة على استهداف مخازن الذخائر والصورايخ التي تُرسل إلى بيروت عبر دمشق، والقضاء عليها في سوريا، فلن تورط نفسها في الداخل اللبناني، الذي لا زال يحظى بغطاء دولي لحماية استقراره، وأكبر دليل على ذلك الإبقاء على المساعدات العسكرية الممنوحة للجيش اللبناني وللقوى الأمنية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، واعتبار أنّ الأمن في لبنان خطّ أحمر".