العالم - السعودية
ومن المنتظر أن تناقش القمة المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية في الدول الاعضاء، وكذلك مستجدات الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن هناك عدة ملفات مهمة سيتم النظر فيها في مقدمتها الموضوع الإيراني، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي، والتكامل الدفاعي، ومشروع السكك الحديدية بين دول المجلس، ومشروع العملة الموحدة.
وفي العام الماضي، أرسلت السعودية والإمارات والبحرين وزراء أو نوابا للوزراء إلى القمة الخليجية التي عقدت بالكويت، بعدما قررت فرض حصار على قطر بالاشتراك مع مصر. لكنها وجهت العام الجاري، إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، دعوة لحضور القمة.
ولم يصدر بعد أي تعليق قطري حول ما إذا كانت هناك نية لأمير البلاد في حضور القمة بنفسه، أم سيرسل من ينوب عنه.
هل سيحضر امير قطر القمة؟
وبحسب صحيفة الشرق القطرية فان كل الدلائل تشير إلى أن تميم بن حمد لن يكون على رأس الوفد القطري في قمة الرياض غداً، وكلام كثير بأن قطر لن تحضر أصلاً وإن حضرت فسيكون حضورها برتوكولي لا أكثر ولا أقل.
ملك السعودية بعث برسالة خطية لامير قطر هي الرسالة الرسمية الأولى منه منذ بداية الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017 ، يدعوه فيها للمشاركة، وقبل ذلك حاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استرضاء الدوحة بالقول بأن اقتصادها قوي ومتطور، وهذه تحركات سعودية رأى فيها كثير من المراقبين بأن الهدف منها استمالة القيادة القطرية بعد عام ونصف من الحصار وتبييض صورتها امام الراي العام العالمي بعد الاعتراف بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
كما قال المغرد الشهير "بوغانم" على تويتر إنه وصلته معلومات غير مؤكدة تفيد بأن قطر تنوي مقاطعة قمة مجلس التعاون المقبلة في الرياض بشكل تام، ردا على استمرار الحصار.
واضاف: "وصلتني معلومه نسبة تأكيدها 80% ان لا..أحد من دولة قطر سيحضر لقمة الرياض"، موضحا: "بمعنى لا..سمو الامير ولا..وزير الخارجيه ولا..وفد مخفض التمثيل السياسي".
وفي خطوة سعودية جديدة رفرفت الأعلام القطرية جنباً إلى جنب مع أعلام دول مجلس التعاون الأخرى في الرياض الجمعة، قبيل القمة.
كما فاجأت السعودية، دولة قطر، قبل يوم من بدء القمة، بإجراء جديد وأطلقت أمس الجمعة، سراح المواطن القطري أحمد خالد مقبل بعد اعتقال "تعسفي" دام قرابة عام كامل، في حين تواصل اعتقال ثلاثة مواطنين آخرين منذ بداية الحصار، دون أي سندات قانونية.
والمراقب للحالة السعودية سيلاحظ بأن هناك شيئاً ما مختلف تعمل عليه الرياض في الوقت الراهن، فبين تصدير إشاعات بفتح معبر سلوى وفك الحصار الجوي والبري وغيرها من الشائعات التي يقرأ منها محاولة النظام السعودي جس نبض الشارع القطري في إمكانية حل مقبل للأزمة الخليجية.
ويتراس الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وفد بلاده في الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.
واعلنت سلطنة عمان اليوم السبت ان نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد ال سعيد سيترأس الوفد العماني الرسمي في القمة الخليجية نيابة عن سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد وسيرافقه الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي ووزير التجارة والصناعة علي السنيدي ووزير الشؤون القانونية عبدالله السعيدي
كما قالت وكالة الأنباء الكويتية، اليوم، إن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يترأس وفد دولة الكويت في قمة الرياض.
تحديات جادة أمام القمة الخليجية
وتحتضن السعودية القمة الخليجية في ظل أوضاع وتطورات إقليمية ودولية غاية في التعقيد والصعوبة، فالمنطقة العربية في مجملها، ومن ضمنها منطقة الخليج الفارسي تمر بحالة عدم استقرار على مدى عدة عقود.
وتشهد الدول الخليجية حاليا توترا داخليا بقطع كل من السعودية والإمارات والبحرين بالاضافة الى مصر، جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار عليها. وتتهم هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن قطر تنفي بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم لا أساس لها من الصحة.
القمة الحالية تعتبر الثانية بعد تفجر الخلاف مع الدوحة، فقمة الكويت الماضية التي حضرتها جميع دول المجلس بتمثيل متفاوت، لم تستطع معالجة هذا الخلاف ولا التخفيف من وطأته وتأثيره على مسيرة المجلس، ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى أن القمة الحالية ستكون قادرة على إنجاز ما عجزت عنه قمة الكويت فيما يتعلق بهذا الخلاف، الأمر الذي يمكن القول عنه بأنه أهم تحد يواجه مسيرة مجلس التعاون حتى الآن وأن تركه من دون حل سيجلب المزيد من الأضرار السلبية على هذه المسيرة.
منظومة مجلس التعاون شكلت بالنسبة لمواطني دول المجلس بارقة أمل نحو إيجاد كيان خليجي قادر على تلبية رغبات مواطني دول المجلس نحو المزيد من التقارب والتلاحم على مختلف المستويات، لكن مع الأسف الشديد فإن مسيرة هذه المنظومة كانت بطيئة جدا في محطات كثيرة وراوحت مكانها في أكثر من محطة على مدى تاريخها الذي يقترب من عقده الرابع، ما يؤخذ على المنظومة الخليجية أنها لم تستطع إيجاد آلية فعالة قادرة على فك ما قد ينشأ من خلافات بين أعضائها بحيث تستطيع المنظومة مواصلة مسيرتها من دون أن تؤثر عليها تلك الخلافات أو تحد من تحركاتها ومن الطموحات نحو تطويرها، وقد تجلى ذلك حين اثير الحديث عن الانتقال إلى صيغة الاتحاد.
ليست هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن الخلاف مع قطر سيكون على أجندة قادة دول المجلس خلال اجتماعهم غدا، ولكن الأقرب أنه لن يكون على هذه الأجندة. وربما يكون هذا الاجتماع هو الاخير لقادة مجلس التعاون بعد ورود شكوك حول مشاركة قطر في القمة المقررة غدا، بل ان الشكوك طالت بقاء الدوحة في المجلس نفسه. ورجحت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن يكون قرار الدوحة الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تمهيدا لخروجها من مجلس التعاوني، في سعي إلى استقلالية أكبر وخروج من الهيمنة السعودية.
من جهتها نقلت صحيفة الراي الكويتية عن مصادر دبلوماسية ان هناك نقاشا يدور في قطر حول بقائها في منظومة مجلس التعاون او الخروج منها. واضافت انه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن بعد. واضافت المصادر للصحيفة ان الدوحة تحرص على بقاء مجلس التعاون في خدمة شعوب المنطقة، لكنها تتساءل عن الآلية التي تجعل هذه الشعوب بمنأى عن الخلافات السياسية. وتعتبر هذا الامر أساسا قويا لبقاء المجلس واستمراره على قواعد مؤسساتية.
ان خرجت قطر من المجلس ربما يكون ضربة استباقية للسعودية والامارات حيث اكدت مصادر دبلوماسية ان الرياض وابوظبي تحاولان إخراج الدوحة من المجلس، لكن ذلك يتطلب إقناع الكويت وسلطنة عُمان العضوين الآخرين في المجلس وهما الدولتان اللتان بقيتا على الحياد إزاء الحصار المفروض على قطر وعبرتا عن غضبهما مما أسمتاه تجبرا سعوديا في الأزمة مع الدوحة.