اجتماع المعارضة السعودية في لندن.. ودلالات توقيته

اجتماع المعارضة السعودية في لندن.. ودلالات توقيته
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

التئم شمل المعارضة السعودية من التيارات المختلفة مرة اخرى بعد 15 عاما ضمن "مؤتمر المهجر الثاني" في لندن، فما معنى هذا الاجتماع في هذا التوقيت؟ وما تأثيره على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟.

العالم - تقارير

اجتمع اليوم اطياف مختلفة من المعارضة السعودية في لندن لبحث التحديات التي تواجه المعارضة، والأولويات التي ينبغي عليهم الاتفاق عليها في مواجهة القمع والتهديدات الداخلية التي تتعرض لها بلادهم.

اجتماع المعارضة السعودية هذا اليوم له طابع مختلف فهو يأتي في اجواء متأججة ومشحونة من غالبية دول العالم ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووسط تكنهات ومطالبات بمحاسبته على الجرائم المرتكبة ضد الابرياء في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ويأتي المؤتمر الذي ضم المعارضة بجميع اطيافها في وقت تدب فيه الخلافات داخل الأسرة الحاكمة في السعودية. وأكد المشاركون في المؤتمر وعلى نقيض خلفياتهم الفكرية والسياسية، ضرورة الاستمرار في الانفتاح على كل الأطياف السياسية.

فقال الحقوقي يحيى عسيري، وهو مدير مؤسسة "ديوان" ومنظم المؤتمر، إن الجميع متفق في المعارضة على أهمية العمل المشترك رغم الخلفيات المختلفة، موضحا أن اجتماعهم اليوم هو رد على ادعاءات النظام بأنهم منقسمون.

وأضاف أن هذه الوحدة هي في الوقت نفسه رد على ما يدعيه النظام بأن سقوطه سيؤدي للفوضى، ومبينا أن المعارضة السعودية معارضة نوعية وواعية تجتمع وتنسق باستمرار، فيما أكد الناشط السعودي محمد العمري نجاح المؤتمر، وقال إنهم خاطبوا قرابة 100 ناشط ومعارض سعودي، ووافق منهم 34 ناشطا على المشاركة، وهم من خلفيات مختلفة ودول أوروبية متعددة.

المؤتمر خصص جلسة لبحث فكرة استعمال النظام السعودي للدين، وتكريس بعض رجاله أرضية شرعية لمفاهيم تخدم فكرة الدفاع عن الحكام المتسلطين.

ورأى الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي أن من مظاهر استعمال السلطة لرجال الدين أن بعض العلماء في السعودية سوغوا للسلطة وبرروا قتل الصحفي جمال خاشقجي.

كما ذكّر الغامدي بما جاء على لسان عضو مجلس الشورى عبد الله الفوزان بضرورة تخوين المعارضين أو المصلحين، ساردا عددا من الأدلة بأن ظلم الحاكم هو ما يجر كل الويلات، حسب قوله.

وفي كلمة للناشطة سحر الفيفي، استعرضت الآلية التي يلجأ لها النظام في استعمال الحركات والتنظيمات لمصالحه ودعم أجندته، أو التخويف منها واستعمالها فزاعة.

وضربت الفيفي عددا من الأمثلة عن استعانة السلطات في السعودية بالمتطرفين وبعض العلمانيين وتوظيفهم تاريخيا بحسب الحاجة وبحسب الخصوم، فقد تروع السلطة الشعب باستعمال جماعات العنف كتنظيم "داعش" لقمعه، أو تروع الشعب تحت عنوان مواجهة العلمانيين، وبين محاربة الإرهاب والعلمانية والمحافظة على الدين تجد شعبا ممزقا استنزف بين كل الاتجاهات ويبحث عن الوسطية، بحسب الناشطة، موضحه أن الهدف من هذا الاستنزاف هو إلهاء الناس بصراعاتهم.

وضح الناشط السعودي المعارض محمد العمري، في "مؤتمر المهجر الثاني"، انه كيف تمت السيطرة على القبائل العربية والقضاء على هويتها في المملكة منذ تأسيس النظام السعودي. واشار الى اذابة الهوية الوطنية للقبيلة في السعودية كما تمت اذابة جثة الصحفي المعارض جمال خاشقجي فلم يعد لها أثر.

واضاف الناشط السعودي ان القبائل وصلت الى ذروة الاذلال بعد فقدانها للارض والزعامة وتهجيرها من جيزان او المناطق الاخرى واصبح المواطن الان اجيرا حيث لا يستطيع ان يشتري شقة على سبيل المثال بعد ان اصبحت القبيلة بلا رأس وبلا نظام سياسي وفقدت كيانها.

واكد ان الفرصة الان مؤاتية لبدء التغيير بعد ان خدع النظام السعودي المواطنين باسم الدين وباسم التنمية والخطط الخمسية السابقة والاكاذيب الكثيرة الاخرى كرؤية العامل الاقتصادي الذي اوصل المواطنين الى التململ.

هذا وقد نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقرير مثيرا تحت عنوان "أفراد بالعائلة المالكة في السعودية في رعب من ولي العهد"، تناولت فيه نظرة أفراد بارزين من العائلة المالكة في السعودية لولي العهد محمد بن سلمان.

وبدأت الصحيفة التقرير الذي أعدته مراسلتها لشؤون الشرق الأوسط لويز كالاهان، بتناول ما حدث مع الأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود الذي تقول المراسلة إنه استدعي للقصر الملكي في الرياض مع عدد من أقاربه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وتعلق كالاهان بالقول إنه أيا كان سبب سجنه، فهو دليل على وجود انقسام داخل العائلة المالكة التي تعرّض فيها الكثيرون للعقاب.

وقال مسؤول غربي: ان السؤال الشائك حول الخلافة سيظهر بعد وفاة الملك البالغ من العمر 82 عاما، فمن الناحية الفنية يقوم مجلس البيعة المكون من الأمراء البارزين بقسم البيعة للملك الجديد حتى يتولى السلطة.

وقال محلل إن البعض في مجلس البيعة ربما تردد في تقديم البيعة للملك، "لكنه يتمتع بدعم كبير داخل الأمراء البارزين". ويعول الكثير من نقاد "م ب س" الأمراء على الأمير أحمد بن عبد العزيز البالغ من العمر 76 عاما، والذي درس في الولايات المتحدة وعاد إلى السعودية في الخريف بعدما كان يقيم في لندن.

ونتيجة لذلك، يفسر البعض ان مؤتمر المعارضة جاء الان بعد ان اصبح مستقبل ولي العهد السعودي في خطر بسبب قضية خاشقجي وسط انشقاق داخلي يديره امراء سعوديون ضد الامير الشاب حديث العهد مطالبين باختيار الامير احمد بديلا عنه، لانهم يرون ان بن سلمان يهدد مستقبل الاسرة الحاكمة، بسحبه ولاية العهد وجعلها حصرا في ايدي ابناء الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد ان كانت متداولة بين أبناء عبد العزيز وكذلك بسبب جرائمه البشعة في اليمن وتورطه في قتل خاشقجي وسياسة القمع التي ادت الى تقليب الراي العام العالمي على السعودية.