نشاطات روسيا العسكرية في حديقة امريكا الخلفية!

الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

في وقت يوكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ان اميركا وحلفائها يخططون لانقلاب عسكري يطيحه بحكمه، دخلت روسيا بكل ثقلها العسكري في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة لاحباط اى مخطط اميركي يهدف الى زعزعة استقرار فنزويلا.

العالم تقارير

فقد وصلت قاذفتان روسيتان عملاقتان أسرع من الصوت من طراز "تو-160" الاثنين إلى مطار سيمون بوليفار الدولي، شمالي العاصمة الفنزويلية كراكاس. التي وصفت بأنها قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وكان برفقة الـ"تو-160" أيضا طائرة شحن عسكرية ثقيلة من طراز "أنطونوف 124"، وطائرة "إليوشن 62" لنقل الركاب.

وتتسم "تو-160"، التي يطلق حلف الناتو عليها اسم "بلاك جاك"، بقدرتها على حمل صواريخ برؤوس حربية تقليدية أو نووية يصل مداها إلى 5500 كيلومتر، ويمكنها التحليق بسرعة تزيد على سرعة الصوت بمرتين.

و في هذا السياق أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز الاثنين أن القوات الجوية الروسية والفنزويلية ستجري مناورات عسكرية مشتركة لضمان الدفاع عن البلد الواقع في أميركا الجنوبية والذي يتهم الولايات المتحدة على الدوام بالتخطيط لشن هجمات عسكرية عليه.

وقال الجنرال بادرينو لوبيز خلال استقباله وفدا يضم نحو مئة طيار روسي وصلوا الى كراكاس في طائرات عسكرية عدة “نقول للشعب الفنزويلي والعالم بأسره إننا، كما نتعاون في مجالات تنمية مختلفة من اجل الشعبين (الفنزويلي والروسي)، نستعد أيضا للدفاع عن فنزويلا”.

و وصف المراقبون رحلة الطائرات التابعة لسلاح الجو الروسي من روسيا إلى فنزويلا حدثا تاريخيا، حيث حلقت الطائرات فوق أكثر من ربع الكرة الأرضية، قاطعة مسافة تزيد على 10 آلاف كيلومتر.

وتوالت ردود الافعال الاميركية الغاضبة على خلفية المناورات الروسية - الفنزويلية

حيث نقلت صحيفة واشنطن فري بيكون رد فعل مسؤولي البنتاغون قبل وصول الطائرات الروسية إلى فنزويلا. وذكرت الصحيفة نقلا عنهم أن واشنطن ستتابع طائرات "تو-160" باهتمام لأن هذه الطائرات تسطيع توجيه الضربات الصاروخية لأهداف في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقا لمسؤولي البنتاغون، وصلت قاذفتا الصواريخ الروسيتان إلى فنزويلا لإجراء جملة تمارين منها تمرين التزود بالوقود في الجو.

اما تعليق وزير الخارجية الاميركي على المناورات الروسية – الفنزويلية كان مثيرا للجدل حيث واصفا المناورات بالمضيعة للأموال العامة

فقد كتب بومبيو عبر حسابه على موقع تويتر: "أرسلت الحكومة الروسية قاذفات القنابل عبر نصف العالم إلى فنزويلا. على شعوب روسيا وفنزويلا إدراك ما يعنيه ذلك، حكومتان فاسدتان تهدران الأموال العامة وتقمعان الحرية والاستقلال بينما يعاني شعباه" حسب زعمه.

ولم يتردد الكرملين في الرد على اتهامات بومبيو الخارجة عن الأطر الدبلوماسية حيث صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين لا يتفق مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول هدر روسيا وفنزويلا للأموال و قال أن ميزانية الدفاع الأمريكية قادرة على اطعام قارة أفريقيا.

ووصف بيسكوف تصريحات بومبيو بغير الدبلوماسية وغير المناسبة، قائلا: "بالطبع، ليست وظيفة الكرملين أن يعلق على تصريحات وزير الخارجية، فمن المؤكد أنه شأن وزارة الخارجية. ولكن في هذه الحالة، بالطبع، ليس من الدبلوماسي سماع ذلك من وزير الخارجية. إنه اتهام خطير — عندما يطلق مثل هذه التصريحات حول القيادة الروسية. إننا نعتبر هذه التصريحات غير مناسبة".

وأضاف أن "الرئيس يقيم وزراء خارجية الولايات المتحدة مع الوقت وربما سيتم تقييم تصريحات السيد بومبيو غير الدبلوماسية في الوقت المناسب".

وأكد أن الجانب الروسي يواصل البحث عن وسائل إقامة علاقات بناءة مع الشركاء خلف المحيط. وأعرب عن أمل روسيا باستجابة واشنطن بالمثل عاجلا أم آجلا.

وكانت روسيا قامت بتحديث أسطولها من قاذفات "تو-160"، بحيث يمكنها استخدام أسلحة حديثة، كما قامت بتحديث التجهيزات الإلكترونية فيها بحيث أصبحت الطائرة بمجملها أكثر حداثة وتطورا.

و نشر موقع "زفيزدا" فيديو مذهلا من قمرة قيادة قاذفة الصواريخ "تو - 160"، خلال التدريبات العسكرية الروسية الفنزويلية المشتركة.

وقام طيارو حاملة القاذفات "تو — 160" خلال الزيارة الدولية لوفد روسيا بهدف إقامة التدريبات العسكرية الروسية الفنزويلية المشتركة، بتنفيذ رحلات فوق البحر الكاريبي.

ويظهر على مقطع الفيديو طاقم حاملة الصواريخ، ولوحة القيادة للطائرة، ومظهر البحر الكاريبي من داخل قمرة القيادة.

وامتدت الرحلة عشر ساعات قطعت خلالها مسافة أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر وتم تنفيذ جميع المهام بالكامل.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعرب، في وقت سابق، عن أمله في أن تستمر الرحلات الجوية للقوات الروسية إلى المطارات الفنزويلية ورحلات السفن إلى موانئ هذه الدول الأمريكية الجنوبية.

ووفقا لأقواله، فإن مثل هذه الرحلات تكسب العسكريين خبرة في الطيران البعيد المدى والحفاظ على المعدات في حالة قتالية جيدة.

استعراض روسيا لعضلاتها في البحر الكاريبي لا يروق لامريكا و حلفائها التي تعتبر منطقة المناورات حديقة خلفية لها و لكن على امريكا ان تدرك ان زمن الغطرسة والتفرد بالعالم قد ولى من دون رجعة و فشل مخططها في سوريا والتي تبنته الرجعية العربية الى جانب الكيان الصهيوني خير دليل على ذلك.