التطبيع العلني.. الركض الخليجي وراء السراب!

التطبيع العلني.. الركض الخليجي وراء السراب!
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

في ظل هرولة الدول الخليجية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية سيدها واشنطن، بهدف نسيان قضية فلسطين، قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال "غادي آزينكوت"، الإمارات، بزيارة سرية الى الامارات، حيث التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد".

العالم- تقارير

كشف رئيس لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، مورت فريدمان، في اجتماع عقد قبل أيام مع أعضاء كنيسة مسيحية صهيونية، في مدينة تينت بولاية نيوجيرسي الأمريكية عن زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آزينكوت، الى الإمارات، مرتين وبشكل سري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حيث التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد".

وقال "فريدمان" إن "آزينكوت" التقى خلال إحدى زيارتيه "بن زايد"، وعددا من كبار العسكريين الإماراتيين؛ حيث تم الاتفاق على بيع أسلحة لأبوظبي، وزيارة ضباط إماراتيين كبار لـ"إسرائيل" قريبا جدا، من دون تحديد موعد.

وأضاف: "علاقاتنا السرية مع الإمارات مستقرة منذ سنوات".

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر، عن مساعٍ إماراتية في السنوات الأخيرة لشراء أراضٍ في القدس وتسليمها لليهود، في جريمة تعكس السلوك العدواني لحكامها وتطبيعهم السافر مع دولة الاحتلال.

في شهر أكتوبر الماضي وفي زيارة هي الأولى من نوعها، زارت العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وزيرة الثقافة والرياضة في الكيان الصهيوني “ميري ريغيف”.

وانضمت ريغيف إلى الوفد الرياضي للكيان الصهيوني الذي سيشارك في بطولة للجودو، عقب قرار الاتحاد الدولي للعبة، بإعادة منافسات بطولة الجائزة الكبرى للجودو إلى الإمارات، إثر موافقة أبوظبي على الاعتراف بعلم الاحتلال الصهيوني ورموزه.

وعلى شرف هذه الوزيرة المتطرفة التي لم يكن لها أي شرف، سمحت السلطات الإماراتية بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي، حتى إن “ريغيف” بكت من شدة فرحتها، حينما تم عزف النشيد الصهيوني.

وأثارت زيارة الوزيرة غضب رواد مواقع التواصل الذين ذكروا المسئولين الإماراتيين بتاريخ هذه المرأة وأنها ليست وزيرة للرياضة بل “مجرمة حرب”.

وخلال 24 ساعة من زيارة الوزيرة، وصل وزير الاتصالات الإسرائيلي،أيوب قرا، الإمارات بزيارة رسمية و القى خطابأ في مؤتمر بدبي.

من ناحية أخرى، كشف رئيس لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، "مورت فريدمان" أن المحطة الخليجية العلنية المقبلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ستكون البحرين.

ولفت إلى أن السعودية ستعطي الضوء الأخضر للبحرين لافتتاح ممثلية رسمية لـتل أبيب خلال هذه الزيارة.

وكانت القناة الثانية الإسرائيلية ذكرت، مؤخرا، أن "نتنياهو" يرغب بتطبيع العلاقات مع البحرين بشكل معلن، بعد جدل تناولته وسائل الإعلام حول نيته زيارة المملكة قريبا، بيد أن وزير خارجية البحرين "خالد بن أحمد آل خليفة"، قال إن أنباء زيارة "نتنياهو" إلى المنامة "غير صحيحة".

وزار "نتنياهو"، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سلطنة عُمان والتقى السلطان "قابوس بن سعيد"، في أول زيارة له إلى بلد عربي لا تربطه علاقات بكيان الإحتلال.

الووصف "فريدمان"، السعودية، بأنها باتت "الحليفة المقربة لـتل أبيب في كل الملفات والقضايا الإقليمية والدولية"، لافتا إلى أن العلاقات قائمة منذ عقود! بين "إسرائيل" وكل من مصر والأردن والمغرب، في حين كانت سرية مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي.

وقبل أسابيع، دعا وزير الخارجية السعودي، "عادل الجبير"، إلى أن تكون عملية السلام في فلسطين مفتاحا لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

وقبل أشهر، نشرت تقارير صحفية عدة تحدثت عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين الصهيوني والسعودي وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" زيارة إلى الأراضي المحتلة.

أما عن الكويت، فقال "فريدمان": "لقد مهّدنا الطريق لتطبيع العلاقات معها، إلا أن الكويتيين يصرون على أن يكونوا آخر دول مجلس التعاون الخليجي التي تقيم علاقات علنية مع "إسرائيل"، حسب قوله.

وفي الختام يجب التذكير بأن الأنظمة الخليجية والعربية التي تسعى وراء التطبيع العلني تظن ان حبل نجاتها بيد الإسرائيليين والأمريكان، في حين أن جوهر المشروع الصهيوني داخل الأمة، يقوم على بقاء البلدان العربية والإسلامية ضعيفة مفككة متخلفة، لأن الحالة النهضوية الحقيقية في الأمة تعني بالنسبة له خطراً وجودياً.