ملخص...مع الحدث : الإنفتاح على دمشق – حصاد الانتصار السوري

الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

لم يعد المناخ العالمي علنا او سرا الانفتاح على دمشق بخافي على مسار السياسة الدولية والاقليمية والعربية تجاه سوريا، واذا كانت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير اليها قد كسرت جدار مقاطعة الزعماء العرب منذ اكثر من سبع سنوات فانها فتحت الابواب على اعادة الاعتبار لعلاقات عربية واجنبية مرجوة ما كانت لولا الانتصار السوري في الحرب التي شنت عليها. فما حقيقة الانفتاح الدولي والعربي على سوريا؟ كيف تستثمر دمشق انتصارها الميداني لتسريع الانفتاح ؟ لماذا تبقي دولا كثيرة اتصالاتها مع دمشق سرية؟ وهل تفتح زيارة الرئيس السوداني لزيارات زعماء اخرين؟.

اكد الباحث السياسي، وسيم البزي في حواره لبرنامج (مع الحدث) على (قناة العالم) ان مصطلح الانفتاح على دمشق ليس فيه مبالغة بل هو حقيقة كانت موجوده وقائمة منذ فترة لكنها الان خرجت الى العلن.

واعتبر ان هذا الانفتاح هو نتيجة تضحيات وانتصار الجيش السوري وحلفاءه في الميدان ومنذ بدء الغرب باساليبة الاعلامية يمرر رسائل ان الاسد باقي في سوريا كانت هذه الادبيات اعلان بشكل غير مباشر ان المعركة قد حسمت في الميدان، وان هزيمة كبرى للمشروع الغربي الاسرائيلي على الارض السورية قد تجسدت. واحد اكثر مناظر هذه الهزيمة تعبيرا عن شراكة العدو الاسرائيلي فيها كان طريقة اجلاء الخوذ البيضاء من ميدان الجنوب السوري بعملية كان الكيان الصهيوني عنصر اساسي فيها.

واضاف ان ما يحدث ان عملية التظهير تحتاج الى كتيبة استطلاع بالنار قد تكون زيارة الرئيس البشير هي راس الحرب الاستطلاعية التي تخفف الاحراج عن الاخرين فتخلق مناخ طبيعي وصور الرئيس بشار الاسد مع الرئيس عمر البشير تمهد للحظة جلوس الاخرين القادمة، واشار الى كلام الرئيس الاسد الذي قال فيه نحن نتطلع الى المستقبل وليس الى ما مضى لكن دائما من موقع الوفاء للذين سقطوا وللايمان بان القضية الام هي التي انتصرت.

من جانبه قال مستشار الرئيس السوداني السابق د. قطبي المهدي ان موقف الرئيس البشير لم يتغير تجاه سوريا وان علاقته بالرئيس الاسد وبسوريا قديمة لذلك الرئيس البشير يتحرك ليس فقط انطلاقا من الموقف السوداني المحدود ولكن ينظر الى المستقبل.

واكد المهدي ان الوضع الان يسمح بخطوات ايجابية في المنطقة لاقرار سوريا ودعم وحدتها وموقفها خاصة فيما يتعلق بموقفها من القضية العربية لذلك سوف تشهد الايام القادمة مزيد من الاتصالات واللقاءات يقوم بها الرئيس البشير للدفع في هذا الاتجاه.

واضاف ان الزيارة السودانية ترمي الى ما هو ابعد وذلك بتحقيق انفتاح اكثر في العلاقات والاعتراف بالموقف التاريخي لسوريا تجاه القضية العربية واستعادة التأييد العربي لهذا الموقف.

وحول ما قلته صحيفة الوطن السورية بان زيارة البشير تاتي في سياق الحديث عن اعادة سوريا الى جامعة الدول العربية قال مستشار في رئاسة الوزراء السورية د. عبد القادر عزوز، ان زيارة البشير الى سوريا كانت محل ترحيب من قبل الدولة السورية وكان البعد العربي حاضرا في طبيعة المحادثات بين الرئيسين وكذلك ايضا العلاقات الثنائية المشتركة بالتالي تعتبر هذه الزيارة اعادة تاكيد للدور الطليعي للدولة السورية في العمل العربي المشترك ودورها التاريخي في مؤسسات العمل العربي المشترك وايضا في الحفاظ على الامن القومي العربي.

واعتبر ان انتصار النظام الاقليمي المقاوم فرض الكثير من التحولات في المشهد اقليميا ودوليا ومن جهة اخرى تعود هذه الزيارة بالنفع على مصالح كلا البلدين والعلاقات التي تربطهم على المستوى الاقتصادي والسياسي والتجاري ورغم ظروف الحرب فلم تنقطع العلاقات بين البلدين وكان هناك تبادل للوفود على مستوى الدبلوماسية الشعبية وتبادل تجاري في اطار هيكلية الصادرات والواردات بين البلدين.

واشار الى ان المباحثات ركزت على قضايا العمل العربي وضرورة اعادة التضامن العربي من جديد وايضا دفع العلاقات الثنائية بما يحقق مصلحة البلدين وشعوب المنطقة. مؤكدا ان سوريا حاضرة في المشهد العربي ودور السوري الرائد في المواقف فيما يتعلق بالموقف تجاه قضية الصراع الفلسطيني الصهيوني وايضا في لبنان، لذلك عبرت سوريا عن ان العروبة التي تحمل مشروعها حالة حضارية تتفاعل مع شعوب المنطقة ووفق الية لمواجهة تحديات العولمة المتعاظمة على المستوى العالمي.

فيما لفت الباحث في الاعلام السياسي من لندن د. مكرم خوري مخول، الى ان هناك ظاهرة رمزية للطائرة التي اقلت الرئيس عمر البشير الي مطار دمشق فهي طائرة روسية لذلك هناك تجازبات وتغير مواقف وقرأة مجددة للعمليات الاقليمية والدولية .

وقال مخول عن مصادر دبلوماسية ان هذه الزيارة لم يتم التحضير اليها اليوم ورغم انه تم التسويق للزيارة بشكل فجائي وهذا شئ طبيعي بسبب الاوضاع السياسية والامنية الا ان التحضيرات لهذا الزيارة بدء قبل حوالي العام اي انه يجب ان نفرق بين ما نستهلكه كمشاهدين من الخطاب الاعلامي وما يجري في الاروقة السياسية.

واوضح ان هذه الزيارة تكسر الجليد من الناحية النفسية ما بين بعض اعضاء في جامعة الدول العربية وان كسر الجمود لن ياتي فقط بزيارات اخرى لمسؤولين عرب الى دمشق بل ستكون هناك مطالبة او قرار جماعي لاعادة سوريا الى مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق..

ضيوف الحلقة:

الباحث السياسي د. وسيم البزي

مستشار في رئاسة الوزراء السورية د. عبد القادر عزوز

الباحث في الاعلام السياسي من لندن د. مكرم خوري مخول

مستشار الرئيس السوداني السابق د. قطبي المهدي

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3957771

https://www.alalamtv.net/news/3957781