واكد الباحث والكاتب السياسي طارق ابراهيم، انه من خلال ملاحظة المواقف السعودية الاماراتية من وفد هادي لم يكن هناك توافق بالكامل او على الاقل كان هناك انزعاج كامل من نتائج مشاورات السويد.
وقال ابراهيم في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان فريق مغتاظ بسبب ان انصار الله قد انجزوا انتصاراً في مشاورات ستوكهولم، مشيراً الى ان اولى معالم هذا الانتصار هو الاعتراف الدولي بانصار الله كطرف مفاوض، رغم محاولة التحالف السعودي الاماراتي ألا يشربوا من هذا الكأس المرّ، بان يعترف بانصار الله كطرف دولي محاور.
واوضح، ان انصار الله على الرغم من انهم قدموا تنازلاً جزئياً، ولكن هم دائماً كانوا يريدون ادخال الامم المتحدة في دائرة التفاوض على محافظة الحديدة من الناحية الانسانية والاجتماعية والطبية، وهم ليس لديهم اي مانع مشاركة اممية في الاشراف على ميناء الحديدة.
وشدد على ان انصار الله كانوا يؤكدون دوماً على ضرورة مشاركة الامم المتحدة في المشاورات، مبيناً الى ان ما انجز هو السياق العام وفي السياسة العامة لانصار الله، فيما كان الطرف الاخر ما يسمى بالشرعية انه كان يرفض دوماً اشراف انصار الله في ادارة الحديدة ومينائها ومطار صنعاء، اضافة الى رفضهم الدور المباشر الواسع للامم المتحدة، ولكن عندما تم الاتفاق بين الامم المتحدة وانصار اخذت هذا الموقف المشكك في تطبيق وقف اطلاق النار.
من جانبه، اكد القيادي في حركة انصار الله وعضو الوطني المفاوض سليم المغلس، ان تحالف العدوان السعودي الاماراتي ابدى انزعاجه من اتفاقية وقف اطلاق النار في الحديدة.
وقال مغلس: ان الامارات كان لديها مشروع للسيطرة على محافظة الحديدة بشكل كامل وتسليمها لبعض ادواتها من الميليشات والجماعات المتواجدة في الحديدة، معتبراً ان اتفاق وقف اطلاق النار قد افشل هذا المشروع.
واوضح، ان تحالف العدوان يعتبر الحديدة مهمة بالنسبة له وكورقة تحاورية في المستقبل، ورأى ان هناك محاولة لافشال هذا الاتفاق من قبل العدوان وخصوصاً الامارات المسيطرة وادواتها على محيط الحديدة وهي قائدة المعركة في هذه المنطقة، لذلك ما نشاهده من خروقات لوقف اطلاق النار يأتي في هذا السياق.
واشار مغلس الى ان تحالف العدوان يحاول عرقلة اتفاق وقف النار في الحديدة، لانه وافقوا مجبراً وبضغط كبير على هذا الاتفاق في آخر لحظة بعد آخر اتصال الامين العام للامم المتحدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي بدوره وجه هادي ووفده بالموافقة على اتفاق التهدئة.
واضاف، انه كان هناك ضغطا دوليا وتوجها دوليا للخروج بحل بشأن الحديدة، كون خلال اربعة سنوات لم يستطيع تحالف العدوان من الوصول الى الحديدة وحسم المعركة عسكرياً، مشيراً الى ان هناك قناعة دولية بعدم وجود حسم عسكري سواء في الحديدة وغيرها من المدن.
وبين عضو الوفد الوطني المفاوض، ان خروقات تحالف العدوان لاتفاق وقف النار كانت منذ بدء التوقيع عليه، ولم يقتصر على الصواريخ الموجهة هنا وهناك، وانما هناك تعزيزات وتحصينات قبالة مدينة الشعب وكذلك منطقة كيلو16، ما يعتبر مؤشراً لتصعيد قادم ومساعي لافشال هذا الاتفاق وافشال تنفيذه.
واكد مغلس، ان تحالف العدوان ضلل وخدع مقاتليه بانه لا يمكن ان يقدم على اتفاق مع القوى الوطنية ومع انصار الله بالذات، بدون تسليم اسلحتها والانسحاب والتسليم ما يسمى للشرعية، مشيراً الى ان تحالف العدوان اصبح في وضع محرج امام هؤلاء المقاتلين بعد ان تلاشت تهديداته في اتفاق وقف النار، ما ادى الى حصول ردة فعل وهزة من قبل قواعدهم ومقاتليهم في الميدان، الامر الذي دفع تحالف العدوان الى تفسير وتضليل اتفاق التهدئة عبر خرق الاتفاق ليعزز بذلك جبهات مقاتليهم.
بدوره، اكد عضو في حزب المحافظين البريطانيين وفيق مصطفى، ان المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث قد اشار الى نقطة في منتهى الاهمية وهي ان مأساة اليمن ستستمر اذا كان هناك اعتراضات على الحل السياسي، وعلى الكل يجب ان يتفق.
وقال مصطفى: ان الجامعة للدول العربية اثبتت انها تساوي صفر ازاء المواقف السياسية الحادة والمشاكل مثل اليمن.
واوضح، ان الامم المتحدة تأمل ان تكون الحديدة بداية الحل الانساني في اليمن، ورأى ان العدوان المستمر لم يخرج بشيء سوى احلال الدمار، لذا تقع على الجميع مسؤولية احلال السلام من اجل انقاذ ارواح 22 يمنياً يعانون الجوع والحرمان، وسط استشهاد مئات الالاف منهم جراء القصف وانتشار الاوبئة.
ضيوف الحلقة:
الباحث والكاتب السياسي طارق ابراهيم
القيادي في حركة انصار الله وعضو الوطني المفاوض سليم المغلس
عضو في حزب المحافظين البريطانيين وفيق مصطفى
يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3960271