في اول تعليق كردي على قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا..

انسحاب اميركا يأتي على حساب وجودها المستقبلي بالمنطقة

انسحاب اميركا يأتي على حساب وجودها المستقبلي بالمنطقة
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٦ بتوقيت غرينتش

قال رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس “سوريا الديمقراطية” مساء الأربعاء ، تعليقا على آخر تصريحات واشنطن المتعلّقة بالانسحاب من سوريا، إن”انسحابهم سيكون على حساب وجودهم المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط، وسيعلنون خسارتهم بذلك أمام حلف الشرق المتمثل بتركيا وروسيا وإيران”.

العالم - سوريا

وتابع “إن الأميركيين في الأصل جاؤوا لمواجهة تنظيم داعش في المنطقة، ثم شرعوا بتصعيد مواقفهم حول الموقف من إيران والحل السياسي في سوريا، وفي كل الأحوال الحل السياسي في البلد سيطول، لأن مشكلة سوريا لم تبدأ بعد باعتقادي”.

إلى ذلك، اعتبر أن “تلك المخططات الأميركية هي على مستوى عالمي، وبالتالي قد يكون انسحابهم لأجل حدث آخر، قد خططوا له مسبقاً”، مستبعداً في الوقت عينه “انسحاب أميركي من مناطق سوريا الديمقراطية في الوقت الحالي”.

وأشار إلى أن “الصراع لم يعد بين السوريين، وصار دولياً، ويمكن أن تكون بدايته هذا التدخل التركي في بعض مناطق سوريا، لأن الجبهات الجديدة سوف تفتح، وهو صراع دولي بكل تأكيد”.

كما رأى أن تصريحات واشنطن الأخيرة ليست فيها دراسة حسابات استراتيجية واضحة، معربا عن اعتقاده بأن “الطرف الروسي، هو الوحيد الذي يعرف ماذا يريد”.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق الأربعاء، البدء بإعادة القوات الأميركية المتمركزة في سوريا، مضيفا أن الانتصار على داعش في سوريا لا يعني نهاية دور التحالف الدولي.

وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن “تلك الانتصارات على داعش في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف الدولي أو حملته. بدأنا إعادة القوات الأميركية إلى الوطن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة”.

وقبل ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأربعاء، أن الولايات المتحدة هزمت “داعش” في سوريا، وهو الهدف من وجودها هناك.

وغرد ترمب على “تويتر”: “هزمنا داعش في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال فترة رئاسة ترمب”.

في حين علقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على خطط الانسحاب من سوريا، قائلة :”سنواصل العمل مع شركائنا في المنطقة”.

وفي ما يتعلق بالعملية التركية في شرق الفرات، أعرب درار عن “مخاوفه من تدخل تركي محتمل بشنّ هجوم برّي على شرق نهر الفرات”، حيث المناطق الكردية الخاضعة لسيطرة قوات “سوريا الديمقراطية” التي تشكل وحدات حماية الشعب “الإرهابية” حسب أنقرة، أحد أبرز مكوناتها الأساسية.

وأكد في هذ السياق “إن الخوف أمر طبيعي، لأن مواجهة جيش جرار وكبير مثل الجيش التركي، ليس أمراً سهلاً، لكن الدفاع عن الوطن مسؤولية، لذلك خاطبنا النظام السوري ليتحمل مسؤولياته”.

وتابع: “انشغلنا في مراحل سابقة بمواجهة داعش، ولم نكن نتهيأ لا للدفاع عن الحدود ولا لحمايتها، لأننا لم نفكر بمحاربة تركيا لحظة واحدة، لكنها الآن تعتدي علينا، ونحن نحضر أنفسنا للدفاع عن مناطقنا”.

إلى ذلك، قال مسؤول كردي بارز إن “القلق في الوقت الحالي حول مصير مناطقنا أمر طبيعي، ولكن يجب أن نثق بأنفسنا وبشعبنا. نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا”.