هل تنسق أنقرة مع دمشق أم يعاد سيناريو "إدلب" شرق الفرات؟

هل تنسق أنقرة مع دمشق أم يعاد سيناريو
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد الانسحاب الأمريكيّ من سورية، واستمرار الهدنة الإدلبيّة إلّا فيما يتعلّق بخروقات فصائل يقال إنّ تركيا لا تمون عليها كالنصرة، يكثر الحديث عن أنّ أردوغان بات مجدّدا وكيلا حصريّا في المنطقة للأمريكيّ بعد أن شابت علاقاته الكثير من التوتّر مع واشنطن.

العالم - مقالات

يقول أحد المتابعين: "إنّ الاتّصال الأخير بين ترامب ونظيره التركيّ وتلاه قرار الانسحاب من شرق سورية أعطى انطباعا بأنّ أردوغان حصل على ما أراد"، فيما اعتبرت بعض وسائل الإعلام لا سيّما العبريّة أنّ أردوغان بات صديق ترامب الجديد.

التركيّ وعلى ما يبدو صحّح علاقته بالأمريكيّ أو الأخير هو من فعل ذلك، ما زال ضمن الثلاثيّة الضامنة فيما يخصّ الشّمال (إدلب تحديدا) مع كلّ من روسيا وإيران، تجمع أنقرة علاقات تنسيق وصداقة مع الروسيّ والإيرانيّ، وها قد عادت المياه إلى مجاريها مع الأمريكيّ "يوصّف بعض المراقبين المشهد".

ما يلفت الانتباه ضمن هذا المشهد هو تصريح وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، الذي قال فيه: "إنّ التواجد العسكريّ التركيّ في إدلب شمال سورية متّفق عليه مع الحكومة السوريّة".

ربط بعضهم تصريح لافروف بحملة الاتّصالات التي تتلقّاها دمشق من جهات عربيّة وغربيّة على حدّ سواء "بحسب أحد المصادر"، يرى هؤلاء أنّ أنقرة ستعيد علاقاتها بدمشق، ووجودها في إدلب ليس استفزازيّا بالمعنى الحرفيّ، والدليل ما كشفه لافروف أنّه تمّ بعلم دمشق، سواء عبر قنوات مباشرة بين الجانبين أو عبر الوسيطين الروسيّ والإيرانيّ، في كلّ الأحوال ما يفهم ممّا سبق أنّ أنقرة لا تريد الصّدام مع دمشق أيضا.

متابعون آخرون يرفعون سقف آمالهم ربّما يكون فرطا بالتفاؤل أو مبالغة بالتحليل، لكن هؤلاء يقولون: "إنّ تركيا تنسّق عبر الروسيّ مع سورية في العديد من الملفّات"، يذهب هؤلاء بعيدا في تحليلهم ليقولوا إنّه من غير المستبعد أن نرى الجيش السوريّ شرق الفرات باتّفاق (تركيّ ـ روسيّ ـ إيرانيّ) بعد إيجاد حلّ لما تراه أنقرة خطرا عليها "يقصدون قوّات قسد".

بدوره يتوقّع أحد المراقبين أنّ سيناريو شرق الفرات سيكون قريبا من السيناريو الإدلبيّ، فالفصائل المحسوبة على تركيا ستبسط سيطرتها هناك في حال شنّ عمليّة عسكريّة، ويمكن أن يتمّ تحويل المنطقة إلى خفض تصعيد وتحييدها عن القتال، وكذلك عن سلطة النظام، حتّى يتمّ التوصّل إلى صيغة دستور جديد وانتخابات، وحتّى ذلك الحين يعود كلّ شيء إلى ما كان عليه تحت كنف الدولة "بحسب اعتقاده".

المصدر : اسيا نيوز