هل للانسحاب الاميركي تأثير على عودة سوريا الى الواجهة الدبلوماسية

هل للانسحاب الاميركي تأثير على عودة سوريا الى الواجهة الدبلوماسية
الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

بدأت دمشق تتحول إلى عاصمة حج دبلوماسي، بعد وفود برلمانية ودبلوماسية وأمنية أغلبها غير معلن للإعلام، فقد زار وفد برلماني أردني رفيع العاصمة السورية، حمل الرئيس بشار الأسد ذلك الوفد رسالة تحية للأردن قيادة وشعبا وحكومة، بادل الملك الأردني تلك التحية بمثلها وتمنى الخير لسورية قائلا: “إنها تتعافى وإن الوضع فيها سيعود لما كانت عليه قبل الحرب”. 

العالم - تقارير

وزار الرئيس السوداني عمر البشير دمشق، بادئا الحلقة الأولى من مسلسل زيارة زعماء ومسؤولين عرب لدمشق في المستقبل، تم الحديث عن تجهيز إعادة فتح السفارة الإماراتية، وهناك المزيد من السفارات العربية والغربية التي سيتم الإعلان عنها.

أما الروسي فقد قال إن التواجد العسكري التركي في إدلب شمال سورية متفق عليه مع الحكومة السورية، أعطى التصريح إشارة للكثيرين بأن التنسيق سيتطور، أما فيما يخص اللجنة الدستورية والانتخابات فإن الروس يعلمون أن هناك قاعدة شعبية واسعة للرئيس الأسد في الداخل؛ بل وحتى لدى الجاليات في الخارج، سيتم تعديل الدستور وتعود المياه العربية إلى مجاريها في دمشق.

لبنانيا الأمر مرتبط بدول الجوار، البلد الجميل والجدلي، يتأثر فلكيا بما يحدث حوله، بعد التسوية السورية، ستشهد الساحة اللبنانية هدوءا، سيعود كل اللاجئين السوريين، ويتم تحقيق حلم باسيل بإقامة سكك حديدية وطرق برية تربط لنبان بسورية والعراق ومنها للعالم، كما سيتم افتتاح مناطق للتجارة الحرة على الحدود، ليس مبالغة إنْ تم القول إنه في حال تسوية الأزمة السورية، فإن لبنان قد يتحول إلى ترانزيت اقتصادي لعملية إعادة إعمار سورية، مع السماح لقوى وجهات لبنانية بالمشاركة في إعادة الإعمار، الحكومة اللبنانية ستكون أمام خيار التخلي عن سياسة النأي بالنفس؛ لأن التسوية الشاملة تعني اختفاء المشكلات الإقليمية، ما يعني عدم الحاجة للنأي بالنفس بعد الآن، لكن التحدي الأصعب لبعض الأحزاب اللبنانية هو إمكانية الذهاب لدمشق، يقول بعضهم إنْ كان زعماء وقادة عرب سيذهبون إلى سورية فلم لن يذهب سياسيون لبنانيون أيضا؟ هذا سيخفف من حرج الموقف على هؤلاء.

أما عربيا فإن السعودية حاليا في مرحلة صعبة من تاريخها، المملكة واجهت وما تزال تواجه تحديات، من مصلحتها هدوء الساحة السورية، وإنهاء كوابيس المخاوف الحوثية بمصالحة أو هدنة طويلة الأمد، إعادة ترتيب البيت السعودي الداخلي وتعبيد الطريق لابن سلمان من أجل وصول سلس إلى العرش، مع هدنة إقليمية مع تركيا المنافسة للمملكة بزعامة العالم الإسلامي على أساس مذهبي.

‏في غضون ذلك أفاد مصدر عسكري عن عودة مركز التنسيق الروسي مع وحدة من الجيش السوري إلى مواقعهم في بلدة العريمة في ريف منبج الغربي، شمالي سوريا.

وكانت حشود كبيرة تابعة للفصائل المسلحة قد اتجهت نحو الحدود الإدارية لمدينة منبج استعدادا لانسحاب القوات الأمريكية والمعركة المرتقبة التي أعلنت عنها تركيا ضد الوحدات الكردية.

وعززت فصائل تدعمها أنقرة مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج في إطار استعدادهم لانسحاب القوات الأمريكية بعد قرار واشنطن المفاجئ سحب قواتها.

وتشهد مدينة منبج في الشمال السوري حالة من الترقب والتوتر بعد إعلان واشنطن نيتها سحب قواتها من سوريا، وتوجه رتل عسكري تركي إلى الحدود الجنوبية بولاية كليس التركية.

وكانت المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية، جيهان أحمد، قد أكدت أن “قسد” لا تعارض رفع العلم السوري على المؤسسات الحكومية في منبج، وأنها لا تسعى للانفصال عن سوريا، بل تريد فقط الاتفاق على الإدارة الذاتية.

وقالت أحمد ردا على سؤال حول مصير منبج ورفع العلم السوري على المؤسسات الحكومية في المدينة: "نحن جزء من سوريا ولسنا من دعاة الانفصال، لكن نحن نريد أن يكون هناك اتفاق على الإدارة الذاتية لإدارة شؤوننا الخاصة ضمن سوريا الحرة".

الى ذلك كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم المحمداوي عن دخول غير معلن للقوات الأمريكية المنسحبة من سوريا لمحافظات الانبار ونينوى واربيل، مؤكدا إن واشنطن تحاول استغلال الاتفاقية الإستراتيجية المبرمة مع بغداد لإدخال قواتها القتالية الى الأراضي العراقية.

واكد المحمداوي ان: "هنالك نية من قبل القوات الامريكية الا يكون العراق خالي من داعش وهناك امر من البنتاغون الامريكي ان تتوجه القوات الى اربيل".

وأضاف المحمداوي أن لجنة الأمن والدفاع النيابية ستجتمع بالقيادات الأمنية لمناقشة التواجد الأجنبي في البلاد ووضع الحدود المشتركية بين العراق وسوريا مؤكدا العمل على الغاء الاتفاقية الإستراتيجية مع واشنطن كونها غير مجدية.

وكالة الأناضول التركية نقلت عن مصادر أن مئة شاحنة محملة بمعدات عسكرية أميركية غادرت مناطق سيطرة قوات الكردية المعروفة بقسد شرق سوريا متوجهة إلى معبر سيمالكا الحدودي عائدة إلى العراق وقالت الوكالة إن الشاحنات الأميركية خرجت محملة للمرة الأولى بعد أن كانت تدخل سوريا محملة بالمعدات العسكرية وتخرج فارغة.

عضو مجلس الانبار فرحان الدليمي اكد بناء القوات الاميركية لقاعدة في منطقة الرمانة التابعة لقضاء القائم وقاعدة اخرى في منطقة الرطبة، كما اعلنت مصادر في الحشد عن فتح 8 مقرات للجيش الاميركي توزعت بين مناطق القائم والرطبة والخط الدولي وال 160 ومفرك الوليد وذلك بهدف السيطرة على مناطق غرب وجنوب الرطبة على الحدود مع سوريا.

وكانت مصادر اعلامية قد كشفت في وقت سابق ان واشنطن تهدف لاعادة انتشار قواتها في شرق سوريا وغرب العراق بهدف خلط الاوراق والحيلولية ومواجهة قوى المقاومة التي تتصدى لجماعة داعش الارهابية على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.

من جانب اخر ذكر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أن السلطات العراقية لم تتلق طلبا من إدارة واشنطن بشأن نشر القوات الأمريكية التي ستنسحب من سوريا في القاعدة العسكرية الكائنة في أربيل، وقال إنه سيتم إستخدام الأراضي العراقية أثناء عملية الانسحاب.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده عبد المهدي في بغداد.

ونفى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي صحة الإدعاءات التي أشارت إلى أن العراق سيرسل قوة عسكرية إلى سوريا بناء على طلب من واشنطن أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي من هذا البلد، و قال "لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تطلب منا إرسال قوة عسكرية إلى سوريا، و لم نتلقى أي طلب بهذا الخصوص. والقرارات بهذا الصدد تتخذ من قبل العراق وليس الولايات المتحدة الأمريكية".

وأشار عبدالمهدي إلى أنه سيكون لقرار الإنسحاب العسكري الأمريكي إنعكاسات كبيرة على العراق وأضاف " ثمة علاقة مباشرة لقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بالعراق. و إننا نجري إتصالات مع جميع الأطراف لمنع الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالعراق جراء تضعضع الوضع الأمني في سوريا. و إن تنظيم داعش قد يغادر الأراضي السورية متجها نحو الأراضي العراقية".

وفي السياق أكد "الحشد الشعبي" جاهزيته للتعامل مع أي خطر محتمل ينتج عن تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، محذرا من النوايا من وراء هذه الخطوة.

وشدد الحشد على أن هذه الخطوة تهدف "لإفساح المجال لعناصر "داعش" بالتوغل في الأراضي العراقية".

وقال مساعد قائد عمليات نينوى بالحشد الشعبي حيدر عادل، في تصريح نقله الموقع الرسمي للحشد: "قطعاتنا الموجودة في محافظة نينوى كبيرة وكافية ولدينا قوات احتياطية جاهزة".

وأضاف أنه ليس بالجديد أن تخطو الولايات المتحدة خطوة الانسحاب أو إفساح المجال لعناصر "داعش" بالتوغل في الأراضي العراقية.

وأوضح أن الحشد الشعبي أخذ احتياطاته في هذه المرحلة خاصة، مؤكدا أن حادثة قريبة كشفت ترك القوات الأمريكية معداتها وآلياتها لتنظيم "داعش" من أجل استخدامها ضد العراق.

وأشار مساعد إلى وجود تعاون بين مختلف صنوف القوات الأمنية وطيران الجيش والقوة الجوية لتأمين الحدود مع سوريا.

والأربعاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء انسحاب قوات بلاده من سوريا، دون تحديد جدول زمني لذلك.

الى ذلك قال أحمد الشريفي الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، إن القوات الأمريكية التي ستنسحب من سوريا تتجه فعليا إلى قاعدة في الأراضي العراقية.

وأضاف، أن القوات الأمريكية قامت بمناورة، حيث أن عملية انسحابها تعد إعادة انتشار في المنطقة لا أكثر، وأن الآليات التي خرجت من سوريا وصل بعضها إلى قاعدة أربيل العسكرية، ويتم العمل حاليا على توسعة المدارج والمساحة لاستيعاب أعداد أكبر، خاصة أنها قاعدة قديمة للقوات الأمريكية.

وتابع، أن القواعد الأخرى هي قاعدة "عين الأسد" على خط التماس في منطقة البغدادي، وتقع على الحدود العراقية السورية، وأنها تخطط لوضع اليد عليها.

وأشار إلى أن القوات الأمريكية تتحرك في الأراضي العراقية في إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية، كما أنها تمتلك مرونة في التحرك بقواتها تأسيسا على القرارات الصادرة من مجلس الأمن؛ في فترة دخول داعش، وهي التي تتيح للقوات الأمريكية بالتحرك في العراق وسوريا، باعتبار تلك الأماكن تهدد السلم والأمن الدوليين، وبالتالي تمتلك القوات الأمريكية تفويضا في التحرك في تلك الأماكن.

من ناحيته قال اللواء الركن عبد الكريم خلف الناطق الرسمي ومدير عام عمليات الداخلية السابق، إن الجانب العراقي لم يؤكد بشكل رسمي انتقال القوات الأمريكية إلى العراق حتى الآن.

وأضاف أن قاعدة أربيل هي قاعدة قديمة، وحتى الآن لم تعلن أي ترتيبات بشأن الانتقال إليها، في حين أن القوات الأمريكية تسعى للتخفيف من تواجدها بالمنطقة، خاصة أنهم لديهم علاقات صداقة مع الكرد في تلك المنطقة، في حين أن ترامب لا يوافق على بقاء قوات امريكية لا تدفع تكلفتها.

واستطرد أن الانتشار البري على الحدود العراقية السورية غير وارد، خاصة أنها ستعمل على تعزيز تواجها في القواعد العسكرية في العراق.

وشدد على صعوبة إنشاء مركز عمليات مشتركة بين القوات الأمريكية والبيشمركة العراقية، وبيشمركة "روج أفا" على الحدود العراقية السورية، وأنه في هذه الحالة ستكون البيشمركة عرضة للضغط التركي والعراقي والسوري، وهو ما لا يتحمله البيشمركة، كما أنه يمثل خرقا للقانون الدولي لكون يعد تحريضا على التمرد حال حدوثه.