اليمنيون يضعون إصبعهم في عين قاتلهم .. "أمريكا"

اليمنيون يضعون إصبعهم في عين قاتلهم ..
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في اليمن والذي اتى متاخرا بعد أربع سنوات من الحصار والقتل والتشريد هو إشارة واضحة على التوجه الجديد للمجتمع الدولي نحو إنهاء أكبر مأساة إنسانية في العصر لكن الموقف الأمريكي الرافض لإدراج بند التحقيق في الانتهاكات المروعة بحق اليمنيين منذ بدء العدوان كان اعترافا رسمياً بارتكابها وحلفائها وأدواتها جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن.

العالم - اليمن

وانكشفت الحقيقة امام الجميع بان امريكا هي من تقتل الشعب اليمني وتقف وراء كل الجرائم بحق الشعب اليمني وهي من خطط ورسم وأعلن الحرب والعدوان على اليمن باستخدام ادواتها وإلا لماذا سعت الى عرقلة أي اتفاق لوقف إطلاق النار والحرص على استمرار معاناة المواطن اليمني .

كما ان قرار مجلس الشيوخ الامريكي بوقف الدعم العسكري الامريكي للنظام السعودي ايضا هو اقرار رسمي امريكي بان امريكا هي من تقف وراء كل جرائم الابادة بحق الشعب اليمني.

ودشن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني و#امريكا_تقتل_اطفال_اليمن اكدوا فيه على الدور الامريكي في قتل الشعب اليمني واستمرار معاناته .

وكانت عجلة الدعوات إلى وقف الحرب في اليمن انطلقت من أمريكا كما تحددت ساعة انطلاقها من واشنطن عام 2015 أيضاً.

واللافت هو السيطرة الأمريكية الواضحة، على قرار الحرب في اليمن، بحيث أن تصريحات المسؤولين جميعها تشي بأنها وحدها من يملك قرار إيقاف الحرب، أو الاستمرار بها، مهمّشةً بذلك دور حلفائها، لا سيما المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودور الأمم المتحدة، بحملها لغة أمرٍ، وإلزامٍ بالتنفيذ في تصريحات مسؤوليها.

وتدعو أمريكا والدول الأوروبية، بضرروة معالجة الوضع الإنساني في اليمن للترويج لدعواتها إلى وقف الحرب في اليمن لكن هذه الدول هي ذاتها التي مازالت تعقد صفقات بيع الأسلحة لدول تحالف العدوان السعودي، برغم التقارير الحقوقية الموثقة، ومن منظمات أممية مختلفة، والتي أكدت أن تلك الأسلحة تستخدم في قصف الشعب اليمني، وفي ضرب المنشآت الاقتصادية والمدنية اليمنية والبنى التحتية بشكلٍ يومي، ما يوضح أن "صحوة الضمير" الغربية، ليست بالفعل كذلك.

هل نسيت أمريكا أنها هي من تقتل الأطفال والنساء بآلاف من القنابل والصواريخ التي تزود بها السعودية لتقتل الآلاف من الشعب اليمني وانها هي من تحاصر الشعب اليمني وتقتله جوعا ومرضا.

فدائما يتحدثون عن صاروخين أطلقا من اليمن نحو السعودية ردا على الجرائم والمجازر التي ترتكبها السعودية بحق ملايين من قبل أبناء الشعب اليمني في حين لا يتحدثون عن أشلاء الأطفال والنساء وعن دماء الأبرياء وعن جرائم الإبادة التي تمارس من أمريكا والسعودية بحق أهل اليمن.

أصبح واضحاً ، كالشمس في كبد السماء أن أمريكا هي من تعتدي على الشعب اليمني وتقتلهم وترتكب ابشع المجازر الوحشية بحقهم وإن اختلفت الوسائل فيما مضى ، فهي كانت تقتلهم عبر اداتها التي صنعتها المسماة بالقاعدة وداعش وعملائها طيلة المدة السابقة بعمليات انتحارية تارة، وعمليات اغتيالات تارة اخرى، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها بطائراتها بدون طيار، وهي الان تقلتهم مجدداً بعدوانها الغاشم الذي اعُلن من واشنطن ولكن بصورة أكثر اجراماً ومجازر أكثر وحشية وعلى مرأى ومسمع من الكل بلا استثناء غير مكترثة بالمواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان التي ضربت بها عرض الحائط.

من واشنطن كان إعلان العدوان الأمريكي السعودي وحينها لم يكُن البعض مقتنعاً بأنه "عدوان أمريكي سعودي صهيوني" على الرغم من أن القيادة الحكيمة في اليمن اعلنت منذ الوهلة الاولى بأنه عدوان أمريكي بالدرجة الاولى، حيث کشف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اول خطاب له بعد العدوان ان هذا العدوان هو أمريكي صهيوني وما النظام السعودي وحلفاؤه سوى أدوات لتنفيذ مخططات أمريكا وإسرائيل التدميرية للمنطقة، واشار الى أن هدف العدوان هو تنفیذ مشروع أمريكي إسرائيلي على ید النظام السعودی وداعش وحلفائهم يترجم مطماع أمريكية إسرائيلية لموقع الیمن الجغرافي وجزرة، لا سيما وان أمريكا وإسرائيل لديهم مطامع في اليمن بموقعه الجغرافي الاستراتيجي.

فكانت الـيـمـن ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي الصهيوني كونها تتمتعُ بمواصفات الموقع الاستراتيجي الذي يمنح أمريكا امتيازات السيطرة على أهم مفاصل طرق التجارة الدولية ونقل الطاقة، مضافاً إليها مخزون الثروات الهائلة فيها، فتضمن بذلك أوراقَ الضغط على تجارة الصين الذاهبة إلَـى القارة الأفريقية والأوروبية ، كما تضمنُ بقاء دول أوروبا العظمى في دائرة التبعية لها، وبذلك تكون أمريكا صاحبة اليد العليا في التحكم بالمصير العالمي أمام أقوى الخصوم الدوليين، بالإضافة الى احتلال باب المندب والشريط الساحلي الغربي لليمن لصالح العدو الاسرائيلي كما ان مدينة النور التي اعلن عنها ضابط المخابرات السعودي التي يريدون اقامتها من حضرموت الى جيبوتي هي أيضا لصالح كيان العدو الاسرائيلي ليضمن سيطرته على نفط الخليج الفارسي والعراق، و محاولتهم السيطرة على مأرب والجوف لما فيهما من ثروات طبيعية كبيرة، وهذه الاهداف اصبحت واضحة، وفوق كل ذلك هدف اساسي في القضاء على ثورة 21 سبتمبر وإفشالها.

وحاولت قوى تحالف العدوان ووسائل إعلامها ان تستخدم عناوین تضليلية لعدوانها على الشعب اليمني منها اعادة الشرعية المزيفة والحفاظ على الامن القومي العربي و.. فجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي وقتها جون كيري لتكشف المكشوف وتوضح الواضح وتكشف حقيقة العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن .

فيما مضى كانت ذريعة العدوان اعادة الشرعية تلك التي قدمت استقالتها بإرادتها بعد ان استطاع الشعب الیمنی بثورته افشال مساعيها لتنفيذ مطامع أمريكا وإسرائيل في اليمن، واليوم لم تّعد الشرعية عنوانا واتضح ماذا تريد امريكا، حرب وقتل جماعي ومجازر وحشية وجرائم ابادة جماعية وانتهاك للقانون الدولي والانساني، واصبح واضحاً أن هادي ومرتزقته والنظام السعودي لا يملكون قرار إعلان العدوان أو إيقافه، فالعدوان اعُلن من واشنطن والأمريكان والصهاينة هم أصحاب الحل والعقد في العدوان.

وبات واضحاً أن العدوان على اليمن له خلفياته التي تدل على انه عدوان خارجي مخطط له مسبقاً ، حيث اعلن العدوان من واشنطن وسبقته ارهاصات ومخاوف للعدو الاسرائيلي من ثورة 21 سبتمبر اليمنية، وهذا ما اكدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية حين قالت ان استيلاء انصار الله على اليمن دق جرس الإنذار على إسرائيل، ولم يكن خافياً ما قاله رئيس أركان العدو الصهيوني السابق «بيني غانتس» قبل عدة أشهر أن باب المندب والطرق البحرية هي أشد إقلاقا على إسرائيل من البرنامج النووي الايراني، ليتلوه بعد عدة اسابيع زحف بري وقصف بحري وجوي على باب المندب من قوى الغزاة على اليمن.

لقد كان يبرر البعض أن مشاركة أمريكا تقتصر على تقديم المعلومات الاستخباراتية فقط وبعض الدعم اللوجستي الا ان ذلك اتضح بشكل واضح، واخذ طابعاً أبعد من مجرد الدعم اللوجستي والاستخباراتي الى المشاركة الفعلية في العدوان، والشواهد على ذلك كثيرة لتأكيد المؤكد أنه عدوان أمريكي صهيوني ومنها اعُلن العدوان على اليمن من واشنطن على لسان سفير السعودية آنذاك «عادل الجبير» الذي صرح فيما بعد أنه يتم التنسيق مع الامريكان دقيقة بدقيقة في عدوانهم على اليمن، بعد إن اكد بأن العدوان على اليمن جاءت بعد أشهر من التشاور مع الولايات المتحدة الأميركية.

واشارت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، انه في يوم الأربعاء 25 مارس / اذار الماضي، نشر البيت الأبيض بياناً جاء فيه: “لقد أعطى الرئيس أوباما إذناً بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن”.

وفي 30 مارس / اذار 20015 أي بعد بدء العدوان على اليمن بأربعة أيام ، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي يستعد لتوسيع مساعدته إلى السعودية في حملتها الجوية ضد اليمن، من خلال توفير المزيد من المعلومات الاستخبارية، والقنابل ومهمات التزوّد بالوقود في الجو للطائرات التي تنفّذ الغارات هناك، كما كشفت صحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بقائمة الأهداف، وذلك في تقرير لها نقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن المخططين العسكريين الأمريكيين يستخدمون المعلومات الاستخباراتية والصور الحية التي توفرها طلعات المراقبة الجوية على اليمن لمساعدة النظام السعودي في تحديد الهدف ومكانه وموعد قصفه ، ويتم توفير مثل هذه الأشرطة المصورة عبر طائرات أمريكية بدون طيار.

ونشرت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية تقريراً في الـ20 من نوفمبر 2015 يكشف عن طبيعة الدعم الأمريكي للسعودية ضد اليمن تحت عنوان: السعودية تخوض حرباً بمساعدة الولايات المتحدة، حيث كشفت الصحيفة عن معلومات عن دعم عسكري أمريكي كبير للنظام السعودي في عدوانه على اليمن شمل تنفيذ 471 طلعة جویة لنحو أربعة آلاف ساعة، وقالت المجلة في تقرير لها عن اليمن نشرته أن بدء إقلاع الطائرات الأمريكية لدعم عمليات العدوان العسكري على اليمن بدأ في الخامس من شهر إبريل الماضي، أي بعد أقل من أسبوعين على بدء العدوان السعودي، وأشارت فورين بوليسي في تقريرها إلى أن أغلب الطائرات المستخدمة في العدوان على اليمن أمريكية الصنع، وتستخدم ذخائر أمريكية الصنع فی المقام الأول، وتم تعزيزها مؤخراً بسلاح وعتاد بقیمة 1.29 ملیار دولار.

كما لفتت المجلة إلى توقيع صفقة سلاح امريكية مع السعودیة بقیمة 1.29 ملیار دولار، وشملت 22 ألف قنبلة وألف قنبلة محسنة موجهة باللیزر، وأکثر من خمسة آلاف طقم من المعدات التي يمكنها تحويل القنابل القدیمة إلى قنابل موجهة عن بعد.

واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها حول انتهاكات السعودية في عدوانها على اليمن، أنه توجد أدلة ذات مصداقية عالية تؤكد على أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع أمريكا، واوضحت المنظمة الدولية أن حياة الكثير من المدنيين تعرضت للخطر اثر استخدام مثل هذه القنابل من قبل النظام السعودي، مشيرة إلى أن السعودية وأمريكا تضربان القانون الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية.

يكذب على نفسه من لا يزال يظن أن أمريكا لا تشارك في العدوان على اليمن، وباختصار فإن ذلك هي خلاصة ما تريده امريكا واسرائيل في اليمن، ويدرك ابناء الشعب اليمني ذلك جيداً فعليهم ان يكونوا على مستوى عالي من الوعي والبصيرة بالمؤامرات لأن قوى العدوان وإعلامه يحاولون استغفال الناس عن حقيقة هذه الاهداف.