بعد الانسحاب الاميركي من سوريا..

رسالة عبد المهدي للأسد.. تنسيق استراتيجي متواصل

رسالة عبد المهدي للأسد.. تنسيق استراتيجي متواصل
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

تلقى الرئيس السوري بشار الأسد صباح اليوم رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض تمحورت حول تطوير العلاقات بين البلدين وأهمية استمرار التنسيق فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب لا سيما على الحدود بين البلدين.

العالم - تقارير

وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وتطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية حيث تم التأكيد على ضرورة تطويرها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين السوري والعراقي.

الرئيس بشار الاسد

الرئيس السوري أكد أن الأحداث الإيجابية التي تشهدها المنطقة وخاصة على صعيد استعادة الأمن والاستقرار في معظم المدن السورية والعراقية تؤكد أن إرادة شعوب المنطقة في الحفاظ على سيادة بلدانها كانت أقوى من المخططات الخارجية.

وشدد الأسد على أن العلاقات الجيدة مع العراق الشقيق والتعاون القائم في مكافحة الإرهاب شكل عامل قوة لكلا البلدين في حربهما على الإرهاب، مؤكداً أهمية مواصلة هذا التعاون والتنسيق حتى القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في بعض المناطق السورية والعراقية.

المستشار فالح الفياض

من جانبه قال الفياض إن نجاح الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب والانتصارات التي حققتها سورية وتمكنها من استعادة الأمن ودحر الإرهاب على معظم أراضيها والتي كان آخرها دخول الجيش السوري إلى منبج، تشكل بشائر خير على المنطقة بأكملها.

وتأتي هذه الزيارة الزيارة تأتي بعد زيارة ترامب المفاجأة لقاعدة "عين الأسد" في العراق، وإعلانه من هناك أن "الجيش الأميركي قد يتخذ العراق قاعدة لشن عمليات داخل الاراضي السورية"، وهو ما اعتبرته كتل سياسية عراقية "انتهاكاً للسيادة العراقية، وتدخلاً في شؤون البلاد الداخلية".

وأعلن ترامب في وقت سابق قراراً مفاجئاً بسحب قوات بلاده من سوريا، مبررا ذلك بهزيمة جماعة "داعش" في سوريا.

امريكا تبدأ بأول افراغ من سوريا

وفي هذا السياق أفرغت الولايات المتحدة الأمريكية امس الجمعة أحد مستودعاتها العسكرية في مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، للمرة الأولى، عقب إعلانها قرار سحب قواتها، وبحسب مصادر محلية موثوقة في المحافظة، فإن المستودع يضم عدة مخازن، ويعمل فيه نحو 50 جنديا أمريكيا.

ولفتت المصادر إلى أنه جرى إرسال سيارات مصفحة من نوع "همر"، وشاحنات كانت موجودة داخل المستودع إلى العراق. فيما أكدت مغادرة الجنود الأمريكيين العاملين في المستودع إلى العراق.

ويعد المستودع أحد مراكز توزيع الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى القوات الكردية في سوريا عبر العراق. وتتوزع القوات الأمريكية في سوريا على 18 قاعدة عسكرية.

وفي الاسبوع الماضي كشفت مصادر محلية في العراق ان القوات الاميركية شرعت بإدخال اعداد من جنودها للاراضي العراقية بعد ان قامت بسحبهم من سوريا، وهو ما اثار موجة من السخط في العراق واحتجاجات ومطالبات للحكومة العراقية برفض هذا الامر والرد عليه.

كما اعربت العديد من الجهات السياسية والحزبية العراقية عن قلقها مما تخطط له الولايات المتحدة عبر ادخال جنودها الى العراق، الذي احتفل قبل اسابيع بالذكرى الاولى للقضاء على جماعة داعش الوهابية في البلاد وانهاء وجوده فيها، حيث يتوجس العراقيون من مخطط امريكي محتمل للعمل على اعادة هذه الجماعة الارهابية الى العراق وما يترتب عليه من خسائر وضحايا.

كما ان العراق حكومة وشعبا يرفض ان يكون منطلقا للعدوان على اي دولة شقيقة او جارة او اقليمية، وعبر عن ذلك عبر تصريحات لمسؤوليه.

مطالبة بالكشف عن اعداد القوات الاميركية

وفي هذا السياق طالب اليوم السبت رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق همام حمودي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بكشف الاعداد الحقيقية للقوات الامريكية في العراق، ومواقعها، والصفات التي تتواجد بها، وطبيعة مهامها في العراق، مبينا ان "المجلس الاعلى سبق ان تبنى من خلال مجلس النواب مطلبا من الحكومة السابقة بتحديد سقف رحيل القوات الاجنبية، وتم اقراره بالاجماع، إلا انه حدث تقاعس في تنفيذ ذلك رغم المطالبات المتكررة".

واضاف حمودي ان "العراق انتصر بدماء ابنائه، واصبح نموذجا تحتذي به جيوش العالم، خاصة بعد حسمه المعركة مع داعش بزمن قياسي في وقت كان الامريكان يقولون ان المعركة ستستغرق سنوات طويلة"، داعيا عبد المهدي الى "تحديد سقف زمني لانهاء التواجد العسكري الاجنبي".

واشار حمودي الى ان "العراقيين اخرجوا القوات الامريكية بالجهاد العسكري والسياسي، وليسوا بحاجة اليوم لاي قوات اجنبية تحمي حدودهم"، مشددا على ان "انهاء القواعد العسكرية مطلب كل العراقيين، وعلى نواب الشعب في البرلمان الامتثال لارادة الشعب واتخاذ قرار لتجسيده".

وسبق للقوات الاميركية ان اخلت مواقعها القريبة من داعش عند الحدود العراقية السورية، ما تسبب بفراغ امني، وهو ما اعتبره المراقبون ان المقصود منه اعطاء الفرصة لداعش لتجمع نفسها وتعيد ترتيب اوضاعها لتستفحل في تلك المناطق، ما دفع بقوات الحشد الشعبي للتواجد هناك والتنسيق مع الحكومة السورية لمنع اي خرق امني.

تنسيق متواصل

العراق، طوال الحرب في سوريا كان داعما لدمشق وعلى تواصل معها سياسيا واستخباريا وعسكريا، واسفر هذا التنسيق عن تحرير العديد من المناطق السورية والعراقية المتقابلة، كما قتل طيران الجيش العراقي العديد من قيادات الارهابيين باستهدافهم داخل الارضي السورية وذلك بعد التنسيق مع دمشق.

وتأتي رسالة رئيس الوزراء العراقي اليوم الى الرئيس السوري استكمالا لهذا التنسيق، خاصة في ظل المخططات المحتملة للادارة الاميركية بعد فشل فريقها في كل من سوريا والعراق، ومخاوف من خطوات انتقامية او مشاريع جديدة في هذين البلدين.