هل اقتربت ساعة الصفر في منبج؟

هل اقتربت ساعة الصفر في منبج؟
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

جمعت العاصمة الروسية موسكو وزيري الخارجية والدفاع الروسيين مع نظيريهما التركيين لبحث تطورات الاوضاع في سوريا.

العالم - تقارير

طالما اجتمع الطرفان الروسي والتركي لمناقشة الاوضاع المتلاحقة المشتعلة في سوريا ولكن ياتي اجتماع اليوم بعد تطورات اقل ما يقال عنها انها تطورات قوية ومفاجئة. فهي تاتي بعد اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا واعلان الرئيس التركي اردوغان نية بلاده شن عملية عسكرية في شمال سوريا ضد القوات الكردية واصفا اياهم بالارهابيين ورد الفعل الكردي على كل هذه المتغيرات.

الاكراد يستنجدون بدمشق

فكان طلب الاكراد من الحكومة والجيش السوري بالدفاع عن شمالي سوريا ومناطق شرق الفرات والوقوف امام اي هجمة تركية اول رد فعل قوي ومباشر من الاكراد بعد ان تخلت عنهم الولايات المتحدة ليستجيب الجيش السوري لهذا النداء.

ونقلت وكالة "سانا" السورية عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، القول: "انطلاقا من الالتزام الكامل للجيش والقوات المسلحة بتحمل مسؤولياته الوطنية في فرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، واستجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها".

طبق منبج الدسم يجمع تركيا وروسيا على طاولة الحوار

هذه التحركات السورية كانت اهم ما تم مناقشته على طاولة الحوار بين الطرفين.

فقد وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المباحثات التي عقدت اليوم السبت 29 كانون الأول/ديسمبر، بأنها مفيدة، مشيرا إلى أنه تمت مناقشة محاربة الإرهاب وعودة اللاجئين والشؤون الإنسانية.

وقال لافروف عقب المباحثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أنه "تم بحث الخطوات المقبلة لتنفيذ المهام، التي تم وضعها في صيغة أستانا، في المقام الأول في سياق محاربة الإرهاب وتسوية المسائل الإنسانية وتوفير ظروف لعودة اللاجئين".

وصرح أن الجانبين ركزا على الوضع في سوريا والوضع القائم بعد انسحاب القوات الأمريكية، مؤكدا أن روسيا وتركيا اتفقتا على التنسيق "على الأرض" في سوريا مع السعي لدحر الإرهابيين نهائيا في البلاد معربا عن أمل روسيا في ألا يعوق الغرب جهود موسكو وأنقرة وطهران في إنشاء اللجنة الدستورية السورية.

فيما أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو ، عزم بلاده على مواصلة التعاون مع روسيا وإيران حول سوريا وغيرها في المنطقة.

وقال تشاووش أوغلو إن بلاده وروسيا تمتلكان إرادة مشتركة لتطهير الأراضي السورية من كافة المنظمات الإرهابية مضيفا انه: "باعتبارنا ضامنين لمسار أستانا، فإننا ندافع عن وحدة تراب سوريا وكيانها السياسي، ونعارض جميع الجهود التي من شأنها الإخلال بهما".

منبج على صفيح ساخن

هذه المباحثات تجري في نفس الوقت الذي يشهد فيه الصعيد السوري تطورات متلاحقة لحظة بلحظة.

فقد كشفت مصادر ميدانية فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الجيش العربي السوري دخل إلى النقاط التي تقع على تماس مباشر مع الجيش التركي في شمال غرب وغرب مدينة منبج، وشرق مدينة الباب بريف حلب الشرقي. واشارت إلى أن مسألة الدخول إلى قلب المدينة لم تبدأ بعد، بسبب وجود "قوات الاحتلال الأمريكي" في عدد من النقاط، أبرزها قاعدة "عون الدادات" الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الساجور.

وكان لدخول الجيش السوري الى منبج اكبر تاثير سياسيا وعسكريا. فقد أكد خبراء، أن دخول قوات الجيش دون قتال يؤكد حكمة القيادة والحلفاء في الحفاظ على دماء السوريين، وأن جميع الأرض ستعود تحت سيطرة الدولة خلال فترة قريبة. فيما اعلن عدد من النواب السوريين استعداد الجيش السوري للسيطرة على مناطق شرق الفرات كاملة خلال الفترة المقبلة.

اما عن الجانب الامريكي ووجوده فقد كشفت وكالة الاناضول ان الولايات المتحدة الأمريكية أفرغت أحد مستودعاتها العسكرية شمال شرقي سوريا، للمرة الأولى، عقب إعلانها قرار سحب قواتها منها حسب ما افادت وكالة الاناضول التركية.

وأفادت مصادر محلية موثوقة في محافظة الحسكة، للأناضول السبت، أن الولايات المتحدة أخلت أحد مستودعاتها في مدينة المالكية التابعة للمحافظة،امس الجمعة. وأردفت أن المستودع يضم عدة مخازن، ويعمل فيه نحو 50 جنديا أمريكيا.

وتعليقا على هذا الخروج قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، كارلا غليسون، لوكالة "تاس"، اليوم السبت: "نحن نركّز على العملية المتوازنة والقابلة للمراقبة لسحب القوات، ونتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة عسكريينا وهم يلاحقون المسلحين المتبقين".

ومع ذلك فقد رفضت المتحدثة التعليق على صحة تقارير إعلامية عن مغادرة الدفعة الأولى من القوات الأمريكية لأراضي سوريا يوم 28 ديسمبر، قائلة: "لا نية لدينا للحديث عن تفاصيل العمليات".

ويبقى سؤال هل اقتربت ساعة الصفر في منبج؟ الاهم والذي يطرح نفسه حاليا خصوصا بعد هذا اللقاء الذي من المؤكد لم ولن يكن مجرد لقاءا عاديا. فهذا اللقاء الذي جمع اهم الدول ذات التاثير على الملف السوري وهي الباقية بعد رحيل القوات الامريكية في اعتراف ضمني منها بالهزيمة. وفي ظل اصرار الجيش السوري على تحرير كل شبر من اراضيه.