ملخص...مع الحدث – التنسيق العراقي السوري في مواجهة خطط ترامب

الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

تنسيق بين بغداد ودمشق على أعلى المستويات العسكرية والأمنية لمواجهة المخاطر وما تخطط له ادارة ترامب بعد قرار الانسحاب الاميركي من سوريا، ونيته استخدام العراق كمنصة لمهاجمة سوريا مستقبلا.

فما حقيقة التنسيق العسكري والامني بين العراق وسوريا؟ كيف ستتعاون بغداد ودمشق لمواجهة الخطط الاميركية، هل يتجرأ ترامب على استخدام العراق منصة ضد سوريا؟ وما طبيعة التعاون العسكري بين البلدين لمواجهة داعش؟

وقال استاذ العلوم السياسية والقانون الدولي علي فضل الله ان "خروج اميركا المفاجأ من سوريا يشبه الدخول الروسي الى الحلبة السورية قبل عدة اعوام، وكما الدخول الروسي اخذ عدة مراحل فإن الخروج الاميركي قد يأخذ اكثر من مرحلة"، مشيرا الى ان الخروج الاميركي سيكون بطئيا للغاية لا سيما وان ترامب تحدث عن خروج بطيئ ومنسق مع الجانب التركي.

واوضح فضل الله ان المدة الزمنية التي تم الحديث عنها لخروج قوات اميركية صغيرة الحجم من 60 الى 100 يوم، ذاك يعني في السياسة انه قد يكون هناك تعديلات في القرار حسب سير العمليات والتغيرات السياسية. مشيرا الى ان التعليق الروسي على الانسحاب الاميركي من سوريا كان حذرا للغاية حيث اشار الى ان هذا القرار هو غير متوقع ولا يناسب طريقة التفكير الاميركية ولا المصلحة الاميركية، مشددا على ضرورة مراقبة الامور الى اين ستتجه.

واضاف فضل الله بان "الاميركي شعر بانه يجب فعل شيء في سوريا نتيجة التغيرات على الارض"، موضحا ان "الاميركي يدرك ماذا يحدث على الارض وان الحكومة السورية باتت مسيطرة على مجريات الامور بشكل كبير، وهناك تحشدات غرب الفرات والوضع غير مستقر في شمال سوريا وفي ادلب ومنبج اضافة الى شرق الفرات وموضوع داعش، واعادة تعزيز داعش في مكان ما".

بدوره قال رئيس المركز العراقي للتنمية عدنان السراج ان "هناك حاجة عراقية الى وضع امن في سوريا خصوصا على الحدود السورية العراقية، موضحا انه كان هناك تنسيق امني منذ حكومة حيدر العبادي مع دمشق لكي تبقى القوات السورية على الحدود على خلاف ادعاءات اميركية بانها لا تسمح للقوات السورية والحشد الشعبي بالتواجد على الحدود السورية لمسافات معينة ابقاءا للواقع السياسي الذي تريد اميركا ابقائه بعنوان المد الخط الايراني السوري العراقي الذي تقوا اميركا دائما ان ايران تحاول بنائه وصولا الى لبنان".

واضاف السراج ان العلاقات لم تنقطع مع الحكومة السورية، مضيفا انه حتى في ذروة التوتر الاميركي مع ايران ومع سوريا، كان العراق مصرا على التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري، وكان التنسيق يتم من خلال اللجنة المشتركة بين سوريا والعراق وايران وروسيا.

واوضح السراج ان ترامب بانسحابه المفاجئ الذي يظهر بوضوح فشل المشروع الاميركي، من خلال احتواء داعش والجماعات الارهابية واستهلاك الدولة السورية والجيش السوري لصالح الكيان الاسرائيلي، مشيرا الى ان الوجود الروسي والايراني وحزب الله وجميع الحلفاء غير المعادلات من الاحتواء الى القضاء، وبالتالي حقق مشروع المقاومة نجاحات كبيرة على مستوى الساحة الاميركية.

واكد السراج ان الانسحاب الاميركي المفاجئ يشير الى تعرض الادارة الاميركية لضغوطات كبيرة على الارض ومن قبل تركيا وروسيا.

من جانبه اكد الباحث في القانون الدولي احمد قلعه جي ان هناك الكثير من المخاطر والتحديات تواجهها سوريا والعراق وتدفع بهما الى التنسيق فيما بينهما.

واوضح قلعه جي ان المشروع الاميركي الجيوسياسي لا يرتكز فقط على مسئلة احتلال سوريا والعراق او اعادة القوات الاميركية التي خرجت من العراق عام 2011 تحت ذريعة محاربة داعش وغيرها، مشيرا الى ان الامر يحمل ابعاد جيو استراتيجية ابعد من ذلك بكثير متمثلة بالسيطرة على مراكز حيوية داخل سورية، والعراق وتحقيق المشروع الشرق الاوسط الكبير.

وشدد قلعه جي ان المشروع الاميركي في المنطقة يتعارض مع مزاعم ترامب بانه يريد سحب القوات الاميركية من سوريا، وتركيز هذه القوات في العراق.

وتساءل قلعه جي بانه اذا اراد ترامب سحب قواته من سوريا لماذا دفع بتعزيزات جديدة مكونة من اكثر من 50 حافلة محملة بالعتاد الثقيل دخلت من الكويت الى قاعدة عين الاسد في العراق؟ ولماذا زار ترامب قاعدة عين الاسد ولم يلتقي اي من المسؤولين العراقيين؟

واضاف الباحث في القانون الدولي ان اميركا وفق التكتيك الحالي لا تستبعد سوريا ولا العراق بل تحاول ان تقود العملية من الخلف، وذلك بعد ان ادركت ان خصومها على الارض باتوا اقوياء "روسيا، ايران، سوريا، حزب الله"، مشيرا الى ان اميركا تحاول ان تغير في التكتيك من خلال خلق تصادم بين تركيا وروسيا، وبين الجيش السوري والانفصاليين الاكراد في شمال شرق سوريا، واحياء داعش من جديد، واحداث تنظيمات ارهابية جديدة.

واكد قلعه جي ان هذه الاستراتيجية الاميركية تحتاج الى استراتيجية مواجهة، بحيث انها لا تقتصر على التنسيق فقط بمحاربة تنظيم "داعش".

ضيوف الحلقة:

علي فضل الله استاذ العلوم السياسية والقانون الدولي

عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية

احمد قلعه جي الباحث في القانون الدولي

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3982241

https://www.alalamtv.net/news/3982246