القوات الامريكية ترجع بخفي حنين من سوريا

القوات الامريكية ترجع بخفي حنين من سوريا
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

اجبرت القوات الامريكية على الانسحاب من سوريا ورغم عدم تحديد جدول زمني للانسحاب الكامل، ففي المقابل شككت موسكو بالاعلان الاميركي واعلنت عدم ثقتها به وقالت إن لديها انطباعا بأن واشنطن تريد البقاء في سوريا.

العالم - تقارير

منذ ان اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قراره بسحب قواته من سوريا اشتعلت الاجواء ورجح البعض انه سوف يعلن تراجعه عن قراره نتيجه الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها خصوصا من الكيان الصهيوني الذي يرى في الانسحاب الامريكي هزيمة كبرى له وتهديد لوجوده.

لكن على ما يبدو بدأت القوات الامريكية اليوم بالانسحاب من سوريا حيث اعلن الناطق باسم التحالف الاميركي شون راين بأن عملية الانسحاب من سوريا بدأت، من دون أن يوضح إن كان يتحدث عن القوات الأميركية وحدها أم جميع قوات التحالف.

راين قال ان التحالف بدأ عملية الانسحاب المدروسة من سوريا ولن يعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للجنود.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون إن الجيش الأمريكي يمضي قدما في خططه لسحب جميع القوات من سوريا تمشيا مع توجيهات البيت الأبيض.

وأكد البنتاغون في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي جون بولتون بشأن وجود شروط مسبقة لتنفيذ سحب القوات الأمريكية من سوريا، أن تنفيذ خطة سحب الجيش من منطقة النزاع متواصل.

ونقلت صحيفة أمريكية عن مسؤولين في البنتاغون قولهم في هذا الشأن: "لم يتغير شيء. نحن لا ننفذ أوامر بولتون"، إضافة إلى تأكيدهم أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتلق أي أوامر جديدة بشأن سوريا من البيت الأبيض.

فيما أكد مسؤول أمريكي أن سحب القوات الأمريكية من سوريا لم يبدأ بعد، وإنما تم حتى الآن سحب بعض الآليات العسكرية. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، أن سحب المعدات هو جزء من بدء سحب القوات من سوريا.

ومن جهتها قالت روسيا اليوم الجمعة على لسان ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين إنه يتعين نقل السيطرة في الأراضي التي كانت تنتشر بها القوات الأمريكية إلى الحكومة السورية.

وذكرت أن موسكو لديها الانطباع بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا برغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نحو مفاجئ الشهر الماضي سحب القوات الأمريكية من هناك.

ولا زالت الابعاد والدوافع الحقيقية من وراء الانسحاب الامريكي غير واضحة لذا اعرب رئيس معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية، والمستشار السابق للمبعوث الأممي الخاص السابق إلى سوريا، فيتالي نعومكين، عن مخاوفه من أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، قد لا يكون إلا غطاء لسيناريو مرعب.

وقال نعومكين "مثل هذه السيناريوهات المرعبة واردة، وإحداها يقوم على التشكك في أن ترامب سيرحل الآن، وسيسحب كل الأمريكيين من سوريا، وسيرحل أيضا حلفاؤه. وبعدها سينفذ أحد ما مجددا استفزازا باستخدام الأسلحة الكيميائية، والتي ستلصق بالأسد، وعندها يوجه الأمريكيون ضربة إلى أهداف في سوريا…وكل الأحاديث هي غطاء، والهدف هو توجيه ضربة للـ"إيرانيين". ومن جهة أخرى الإطاحة بالحكومة السورية".

ورغم عدم معرفة هل سيكون انسحاب الامريكي مئة بالمئة او من سيشغل مكان الأمريكيين، فان من المؤكد ان الجيش السوري بدعم من روسيا، سيفعل كل شيء لكي يضع الأراضي شرق الفرات تحت سيطرته لانها جزء لا يتجزء من الاراضي السورية.