مستقبل الجزائر على ضوء الترشح لرئاسيات 2019

مستقبل الجزائر على ضوء الترشح لرئاسيات 2019
الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

مع فتح باب الترشح لرئاسيات 2019 في الجزائر، تتزايد التخمينات والتساؤلات حول السيناريوهات المحتملة للاستحقاق الرئاسي ومخرجاته، في وقت حسمت فيه الرئاسة الجزائرية موقفها بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة واعلنت أنها ستجرى في 18 نيسان/أبريل المقبل. وأصدر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرسوما يدعو فيه الناخبين في الجزائر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

العالم- تقارير

اعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، مساء الإثنين، تلقيها 32 طلب ترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 18 أبريل/نيسان المقبل، بعد 3 أيام من فتح باب الترشح. وقالت الوزارة في بيان لها: "استقبلنا 32 رسالة رغبة في الترشح منها 9 لرؤساء أحزاب سياسية و23 رسالة لمرشحين أحرار (مستقلين)".

ونشرت الوزارة قائمة الشخصيات والأحزاب التي قدمت طلبات ترشح لسحب استمارة التوكيلات. وأوضحت أن الأحزاب المتقدمة هي "جبهة المستقبل" (يقودها مرشح الرئاسة السابق عبد العزيز بلعيد)، "النصر الوطني"، "طلائع الحريات" (يقوده رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس)، "التجمع الجزائري"، و"حركة الانفتاح".

وقدمت أحزاب "عهد 54"، "جبهة العدالة والديمقراطية"، "حركة الديمقراطية الاشتراكية"، و"الحركة الوطنية للأمل" طلبات ترشح. وبالنسبة للمرشحين المستقلين بدا، وفق القائمة التي نشرتها الوزارة، أن أغلبهم شخصيات مغمورة باستثناء الجنرال المتقاعد علي غديري (64 سنة)، والناشط السياسي المقيم بفرنسا رشيد نكاز (47 عامًا) والبرلماني السابق رابح ميسوم.

والسبت، أعلنت الداخلية الجزائرية فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة بوضع استمارات جمع التوكيلات تحت تصرف المرشحين، وهي العملية التي تستمر 45 يومًا.

وجرت العادة في الانتخابات السابقة أنه غالبا ما تخفق الشخصيات التي لا تتمتع بشعبية في البلاد، في جمع 60 ألف توكيل للمواطنين التي يشترطها القانون لدخول السباق رسميًا.

ترشح بوتفليقة

وينهي بوتفليقة (81 سنة)، الذي يحكم الجزائر منذ 1999، ولايته الرابعة في أبريل/نيسان المقبل. إلا أن بوتفليقة لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية خامسة، ولم يرُد على دعوات متجددة لمؤيديه للاستمرار في الحكم وسط ترقب لموقفه النهائي.

تأجيل الإنتخابات..

وتباينت مواقف التيارات السياسية إزاء الاستحقاق الانتخابي الذي ينتظره نحو 42 مليون جزائري. وكانت حركة "مجتمع السلم" المعارضة (إخوان الجزائر)، قد دعت رسميا إلى تأجيل الانتخابات بهدف اختيار رئيس توافقي، مشيرة الى ان العهدة الخامسة حظوظها ضعيفة بسبب تفاقم مرض الرئيس. لكن حركة "المواطنة" المعارضة انتقدت بشدة هذا الاقتراح , واكدت ضرورة احترام نصوص الدستور وتنظيم الانتخابات في موعدها المحدد .

اما أحزاب الموالاة المسانِدة لبوتفليقة، ومنها حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الديمقراطية وحزب العدل والبيان، ستشارك في الانتخابات بشكل واسع على الأرجح.

أحزاب الموالاة وبعدما كانت تدعو لعهدة خامسة لبوتفليقة، غيرت فجأة خطابها السياسي وأصبحت تتحدث عن مبدأ استمرارية تنفيذ برنامج بوتفليقة وليس بالضرورة انتخابه .

وكان بوتفليقة عزل خلال الاشهر الماضية نحو عشرة من كبار قادة الجيش في خطوة اعتبرها محللون تهدف لتركيز السلطة في دائرته المقربة من غير العسكريين.

ما بعد الانتخابات

ويرى بعض المراقبين، بأن الجزائر تشهد معركة إنتخابية شبيهة بسابقتها سنة 2004 التي عرفت معركة بين الرئيس الحالي بوتفليقة وأحد أكبر المقربين له في عهدته الأولى، ورئيس حكومته أنذاك علي بن فليس. مع متغير هذه المرة متمثل في منافس متخرج من الحياة العسكرية، وبدعم من الحرس القديم لوزارة الدفاع الوطني، وهو اللواء علي غديري، الذي أعلن عن ترشحه.

وبحسب المتابعين، أيًا كان خليفة الرئيس الحالي -المستبعد ترشيحه نظرًا لوضعه الصحي- فإن إرث الرئيس بوتفليقة سيلاحقه، ومن سيتقلد سدة الحكم في الجزائر عليه أن يحافظ على مكتسبات الرئيس الحالي.