غوايدو يستهدف الشرعية في فنزويلا بسلاح أمريكي

غوايدو يستهدف الشرعية في فنزويلا بسلاح أمريكي
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٩ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي الشاب وزعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه "رئيسا بالوكالة" للبلاد أمام الآلاف من مؤيديه في كراكاس، مكشرا أنيابه امام الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو الذي أعيد انتخابه رئيسا للبلاد لولاية ثانية أمدها 6 سنوات في الانتخابات الرلائاسية التي جرت في 20 مايو/ أيار 2018.

العالم تقارير

البروز المفاجيء لهذا الشاب المغمور و محاولته لانتزاع السلطة من الرئيس الفنزويلي اثارت الكثير من التساؤلات واذكت التكهنات باحتمال حدوث مؤامرة وما يعزز هذه النظرية مسارعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأييد غوايدو وتلميحه باستخدام كافة الوسائل المتاحة لحمايته. في حين انقسمت المواقف الدولية ما بين مؤيد لمادورو و اخرى لغوايدو.

نصّب خوان غوايدو، النائب الفنزويلي البالغ من العمر 35 عاماً، نفسه "رئيساً" مؤقتا للبلاد، وأصبح خلال أسابيع رأس حربة المعارضة الساعية لانتزاع السلطة من الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو.

وقال رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة: أقسم أن أتولى رسميا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا للتوصل الى حكومة انتقالية واجراء انتخابات حرة.

البروز المفاجيء لهذا الشاب المغمور الذي لا يعرفه احد قبل يومين ودوره في اعادة تعبئة خصوم الرئيس الاشتراكي ومحاولته لانتزاع السلطة من نيكولاس مادورو اثار الكثير من التساؤلات.

تؤكد غالبية التحليلات بأن هناك أيادي خفية وراء تولي هذا الشاب البعيد عن السياسة، رئاسة البرلمان، وسر عميق وراء حصول هذا المهندس الصناعي المجهول على دعم الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية والبرازيل والبيرو وكندا.

وانتشرت لقطات توقيفه من قبل الاستخبارات الفنزويلية في 13 يناير الجاري خلال عملية في وسط طريق سريع عندما كان في طريقه إلى اجتماع سياسي، في جميع أنحاء العالم مثل النار في الهشيم خلال لحظات. وقد أفرج عنه خلال ساعة.

بعد يومين، اتصل به نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لينوه بـ"قيادته الشجاعة" ويعبر عن "دعم حازم" من قبل الولايات المتحدة للجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) وادعى أنها "الكيان الديموقراطي الشرعي الوحيد في هذا البلد".

وعند تنصيب نفسه رئيساً حصل بعد دقائق فقط على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب به كرئيس بالنيابة، وكذلك على اعتراف الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية بحجة تحفيز عودة الديموقراطية إلى هذا البلد.

وقال ترامب في بيان صدر عن البيت الأبيض: أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) لفنزويلا، خوان غوايدو، رئيسا انتقاليا لفنزويلا. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية الفنزويلية، ودعا الدول الغربية إلى الاعتراف ببغوايدو رئيسا بالوكالة للبلاد.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض عندما سئل إن كان يدرس إرسال الجيش الأمريكي إلى فنزويلا "لا ندرس شيئا لكن كل الخيارات على الطاولة".

الى ذلك ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى دعم الديمقراطية وحماية المدنيين حسب تعبيره.

وعلى اثر ذلك أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الولايات المتحدة بعد اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.

وقال مادورو أن زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا للدولة، هو رئيس غير الدستوري، متهما المعارضة بتنفيذ محاولة انقلاب.

واكد مادورو في كلمة امام مسيرات كبرى نظمها انصاره في العاصمة كراكاس بان مايحدث انما هو انقلاب على ارادة الشعب وان الولايات المتحدة تتدخل بشؤون بلاده وشدد على ضرورة قطع العلاقات مع امريكا لدورها في دعم الانقلاب وتاييده واعلان الاعتراف به.

الى ذلك أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أن الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا. وكتب بادرينو في حسابه على موقع "تويتر"، أن «اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة. نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية».

وعلى خلفية الاحداث في فنزويلا، أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، دعمه للسطات الشرعية في مواجهة ما اعتبره تدخلا خارجيا تخريبيا في شؤون فنزويلا الداخلية. وشدد بوتين على أن التدخل الخارجي التخريبي يدوس بشكل سافر المبادئ الأساسية للقانون الدولي.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في معرض تعليقه على الاحداث في فنزويلا إن هناك خروقات وتدخلا في الشؤون الداخلية لفنزويلا، مؤكدا أن الولايات المتحدة اعترفت بالرئيس المزعوم، وهذا يدل على تورطها في الأمر.

وأشار لافروف إلى أن الغرب والولايات المتحدة متورطون في هذا الأمر، وهذا مؤسف للغاية، قائلا: الولايات المتحدة تقول بأن دولة ما تتدخل في شؤونها، ولكنها هي من تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا الأمر غريب جدا.

فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في وقت سابق أن روسيا تحذر الولايات المتحدة من التدخل العسكري في فنزويلا، لأن هذا الأمر ستكون له عواقب وخيمة.

من جهته اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الحكومة والشعب الفنزويلي امام اي تدخل اجنبي او انقلاب.

فيما اتصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو واكد وقوف تركيا الى جانب الشعب الفنزويلي.

الى ذلك اكدث بوليفيا اعترافها بنيكولاس مادور، واعتبرت حكومته ممثلًا شرعيًا لفنزويلا واعلن رئيسها خوان إيفو مورالس تضامنه مع شعب فنزويلا، مشيرًا إلى أن كاراكاس تواجه هجومًا إمبرياليًا. كما اكد رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الاعترف بمادورو رئيسًا شرعيًا لفنزويلا

ورفضت كوبا اعلان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا واعتبرتها محاولة انقلاب مؤكدة دعمها لمادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لزعزعة استقرار البلاد.

ونظمت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وقفة تضامنية مع السلطة الشرعية في فنزويلا شارك فيها العشرات من السياسيين و رجال الدين الى جانب المواطنين أمام مقر السفارة الفنزويلية في مدينة رام الله.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والفنزويلية وشعارات مؤيدة للرئيس مادورو مرددين هتافات مطالبة بنصرة فنزويلا ومساندتها من قبل الدول المؤيدة للحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير.

والمقابل سارعت واشنطن الى الاعتراف بتنصيب رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد، وانضمت كولومبيا والبرازيل، حليفتا واشنطن، الى الموقف الاميركي، اضافة الى الارجنتين وتشيلي وباراغواي.

وضم الرئيس الفرنسي الذي تشهد بلاده موجة احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ اسابيع، صوته الى المؤييدن لغوايدو، فيما دعا الاتحاد الاوروبي الى الاستماع لصوت الشعب وطالب بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

اما الأمم المتحدة فقد دعا امينها العام أنطونيو غوتيريش إلى الحوار في فنزويلا لتجنب كارثة في هذا البلد.

وأدى مادورو اليمين الدستورية قبل أيام، إثر فوزه بفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات، في انتخابات رئاسية جرت في 20 مايو / أيار 2018، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا نتائج الانتخابات، معتبرين أن مخالفات واسعة شابتها.

وشهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس الاربعاء الماضي مظاهرات حاشدة لمؤيدي ومعارضي الرئيس نيكولاس مادورو. ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومؤيدي المعارضة، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات. وأعلنت منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان، أن 13 شخصا قتلوا خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في فنزويلا.

وقد كان غوايدو من الأعضاء المؤسسين لحزب الإرادة الشعبية في 2009 وأصبح أحد قادته في غياب ليوبولدو لوبيز الذي أمضى السنوات الأخيرة في السجن أو في الإقامة الجبرية بتهمة التحريض على العنف خلال موجة تظاهرات في 2014. وفي 2010 انتخب غوايدو الذي ناب عن لوبيز برئاسة الحزب، نائباً عن ولاية فارغاس في 2015.

ويرى المحللون ان تطورات الاحداث التي تشهدها فنزويلا تثبت بان المعارضين لا يتمتعون بالقدرة على الاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وان الدعم القوي الذي يقدم الجيش الى جانب موقف موسكو الصارم في دعم الحكومة الشرعية في فنزويلا ومنع اي تدخل عسكري في البلاد قد حال دون تحقيق اي نجاح لمحاولة الانقلاب التي تقودها الولايات المتحدة عبر عملائها في فنزويلا.