بعد الجدل.. السعودية تغير مكان مسابقة مصارعة الثيران

بعد الجدل.. السعودية تغير مكان مسابقة مصارعة الثيران
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٣:١٢ بتوقيت غرينتش

قرر رئيس هيئة الترفيه السعودية، "تركي آل الشيخ"، عدم إقامة فعاليات جري الثيران في قرية شقراء التاريخية، وذلك نزولا على رغبة أهل شقراء.

العالم - السعودية

وقال في تغريدة له على "تويتر"، "أهل شقراء الغاليين.. وصلني رسايل كثيرة برغبتكم عدم إقامة الفعالية داخل المدينة القديمة.. ورضاكم هدفنا".

وأضاف: "لذلك قررنا نقلها لمكان مفتوح في أحد الطرق السريعة.. غاليين والطلب رخيص".

وكان "آل الشيخ"، أعلن في المؤتمر الصحفي للهيئة، إقامة فعالية "جري الثيران"، وقال وقتها: "سننظم مهرجان لتحدي الثيران لكن علينا تحديد المكان. لقد جلبنا الحيوانات والخبراء الإسبان لانطلاق الحدث لكن لا زلنا نفكر في المدينة التي سيقع الاختيار عليها".

ردود فعل متباينة أثارها الإعلان عن التحدي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دعا مغردون تحت وسم "إلغاء تحدي الثيران" إلى عدم تنظيم المهرجان لما فيه من تعذيب للحيوانات، ووجه مغردون انتقادات للمهرجان الذي تخطط له الهيئة.

وتصطدم الفعاليات الجديدة التي تعتزم هيئة الترفيه السعودية إقامتها خلال الفترة المقبلة بإرث فقهي من عشرات الفتاوى والمؤلفات والاختيارات الفقهية لمفتي المملكة التي ترى معظم ما ذكره في مخططاته حراما وفسوقا ينبغي للمسلم أن يتجنب حضوره، فضلا عن إقامته ورعايته في بلاد الحرمين.

وبالرجوع إلى الموقع الرسمي للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية، فإن أرشيف الفتاوى الصادرة عن هيئة الإفتاء السعودية تناولت مسألة مصارعة الثيران التي أعلنت الهيئة إقامة مسابقات لها.

وقالت الفتوى: "الملاكمة ومصارعة الثيران من المحرمات المنكرة لما في الملاكمة من الأضرار الكثيرة والخطر العظيم، ولما في مصارعة الثيران من تعذيب للحيوان بغير حق، أما المصارعة الحرة التي ليس فيها خطر ولا أذى ولا كشف للعورات فلا حرج فيها".

ونقلت الفتوى كذلك رأي المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة المنعقدة بمكة المكرمة عام 1987، قال فيها: "وأما مصارعة الثيران المعتادة في بعض بلاد العالم، والتي تؤدي إلى قتل الثور ببراعة استخدام الإنسان المدرب للسلاح فهي أيضًا محرمة شرعًا في حكم الإسلام، لأنها تؤدي إلى قتل الحيوان تعذيبًا بما يغرس في جسمه من سهام".

وأضافت الفتوى: "وكثيرًا ما تؤدي هذه المصارعة إلى أن يقتل الثور مصارعه وهذه المصارعة عمل وحشي يأباه الشرع الإسلامي الذي يقول رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. فإذا كان هذا الحبس للهرة يوجب دخول النار يوم القيامة فكيف بحال من يعذب الثور بالسلاح حتى الموت؟".

ويحذر مراقبون، من أن الخطوات التي يتخذها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لانفتاح المملكة، بغض النظر عن صوابها من خطئها، أسرع مما يحتمله المجتمع السعودي المحافظ الذي تربى على تقاليد دينية عقودا طويلة، وهو ما يستوجب مراعاة أبعاد احتمال المجتمع كيلا تؤدي تلك الخطوات المتسارعة إلى ردة فعل عكسية.