بالفيديو... اتفاق بين واشنطن وطالبان يمهد لخروج اميركي من البلاد

الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

بعد سبعة عشر عاما من غزوها لافغانستان، قررت الولايات المتحدة اخراج قواتها من بوابة جماعة طالبان التي قالت انها توصلت الى اتفاق مع واشنطن لاخراج القوات الاجنبية من البلاد مقابل اشراك طالبان في حكومة انتقالية. فيما يبدو الخروج الاميركي مشبوها بعد سنوات من الفشل في تحقيق اهداف واشنطن ما يثير تساؤلات عن خفايا هذا الخروج.

العالم - خاص بالعالم

سبعة عشر عاما قضتها القوات الاميركية في افغانستان حتى الان، يمكن معرفة نتيجتها في الحال الذي وصلته افغانستان على كافة المستويات.

وبعد سبعة عشر عاما، قررت الولايات المتحدة اخراج قواتها، لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول هذا الخروج، خاصة المفاوضات التي تجريها مع جماعة طالبان والتي استمرت اخر جولاتها ستة ايام في قطر، حيث تم التوصل الى مسودة اتفاق تتضمن خروج القوات الاجنبية من البلاد خلال ثمانية عشر شهرا فيما تتعهد طالبان بعد السماح باستخدام افغانستان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها. كما سيتم اشراك طالبان في حكومة انتقالية في البلاد.

المبعوث الاميركي الخاص زلماي خليل زاد وصل الى العاصمة كابل لاطلاع الرئيس اشرف غني على نتائج مفاوضات قطر، في محاولة لاقناعه بقبول ما الت اليه، وسط رفض من قبل طالبان لاشراك حكومة غني في المفاوضات.

وكما في دول اخرى ومنها سوريا، لا يبدو الخروج الاميركي من افغانستان بريئا. فرغم الارقام التي تكشف ان واشنطن تكلفت حوالي تريليون دولار منذ غزوها لافغانستان عام 2001 ، تقول ارقام اخرى ان الادارات الاميركية المتعاقبة منذ ذلك الحين استرجعت اكثر بكثير من هذا المبلغ من مصادر عدة لاسيما تجارة الافيون حيث ارتفعت المساحات المزروعة بالافيون من حوالي سبعة الاف هكتار عام2001 الى328 الف هكتار عام2017.

التقارير تكشف ان القوات الاميركية هي التي تحمي زراعة الافيون في افغانستان والتي عادت على واشنطن بارباح هائلة خلال سبعة عشر عاما.

اضافة لذلك يؤكد المراقبون ان الولايات المتحدة فشلت في تحقيق اي من اهدافها المعلنة عندما غزت افغانستان وبعض فشلها كان متعمدا. فهي لم تبن جيشا افغانيا قويا قادرا على الامساك بالأمن، كما انها لم تقض على طالبان كما اعلنت، بل وصلت الى مرحلة باتت فيها طالبان اللاعب الاهم في خطة واشنطن للخروج، ما يضع الشارع الافغاني امام تساؤلات كثيرة تتعلق بمصير البلاد مع سعي الاميركيين لاعادة الطرف الذي لطالما قالوا انه عدو الافغانيين الى السلطة .

وعليه فان الواقع الاوضح هو ان سبعة عشر عاما من وجود الجنود الاميركيين دفع الافغانيين ثمنا باهظا، ليبقى السؤال الاهم عن الثمن الذي سيدفعونه ايضا مقابل خروج هؤلاء الجنود.

التفاصيل في الفيديو المرفق....