واشنطن تطعن "قسد" في الظهر

واشنطن تطعن
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

أعلنت واشنطن تخليها عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في حال تعاونها مع الحكومة السورية أو روسيا، ليتبين أن التعاون الامريكي مع "قسد" هو "تكتيكي ومؤقت". ويرى بعض السياسيين الاكراد ان الحل الأخير لدى "قسد" بعد تخلي الولايات المتحدة عنها، هو الاحتماء بالقوى الشرعية، المتمثلة في حكومة الرئيس بشار الأسد.

العالم - تقارير

هددت واشنطن، أمس الأحد، بقطع مساعداتها العسكرية عن قوات سوريا الديمقراطية (المسلحين الأكراد)، في حال تحالفهم مع الحكومة السورية أو روسيا. حيث قال الجنرال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف الأميركي، إن واشنطن ستضطر لقطع مساعداتها العسكرية عن "قوات سوريا الديمقراطية"، في حال تحالفها مع الحكومة السورية أو مع روسيا، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام أميركية. وأضاف لاكاميرا "سنستمر بتدريبهم وتسليحهم طالما بقوا شركاء لنا".

وفي معرض ردّه على سؤال ما إذا كان الدعم الأميركي سيستمر حال تحالف التنظيم مع الأسد، أجاب لاكاميرا بـ"لا". مضيفا انه حينها ستُقطع العلاقة، لأنهم يعودون للحكومة السورية التي لا نتمتع بعلاقة معها، أو الروس. في حال حصول ذلك، حينها لن نكون شركاء معهم.

وتأتي هذه التصريحات بعد مساع لقادة في "قسد" لإجراء محادثات مع الحكومة السورية، بغية "حماية منطقتهم" بعد الانسحاب الأميركي.

إلى ذلك، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن بلاده ترفض بشدة سيطرة الجيش السوري على شمال شرقي سوريا بعد سحب قواتها من هناك.

وقال جيفري، خلال مشاركته في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، إن استراتيجية الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا "لم تتغير"، موضحاً أنها "تنطوي أولاً على الحفاظ على الأمن في تلك المنطقة، ما يعني أننا لا نؤيد على الإطلاق عودة الحكومة.

يأتي هذا التصريح الجديد، منافيا لتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية المسبقة،التي كانت قد أوضحت فيها مصير "قوات سوريا الديمقراطية-(قسد)" و"الوحدات" الكردية المنضوية تحتها بعد انسحاب قواتها من سوريا، على لسان المتحدث باسم الوزارة روبرت بالادينو: "تحدثنا كثيرًا عن ذلك مع شركائنا على مختلف المستويات، أي عن كيفية سحب قواتنا من شمال شرقي سوريا بشكل آمن وإحلال الاستقرار في المناطق المحررة". واضاف: "أعلنَّا بوضوح أن "قوات سوريا الديمقراطية" لا يمكن استهدافها بعمليات عسكرية. وهذا يشمل أيضًا المكون الكردي لـ "قسد".

تحذير فرنسي

حذرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، من جعل الأكراد السوريين ضحايا جددا للنزاع السوري بانسحاب واشنطن المرتقب والتدخل العسكري التركي المحتمل في المنطقة.

وقالت بارلي في مقال كتبته الأحد في صحيفة "لو باريزيان"الفرنسية، إن "إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا خلط الأوراق في المنطقة ولا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي".

وتابعت: "من واجبنا فعل كل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضحايا لهذه التطورات"، التي تقاتل تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

خلاف بين واشنطن والأوروبيين على ضمان أمن الأكراد

بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فان وزارة الدفاع الأمريكية طلبت من حلفائها على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، تشكيل "قوة مراقبين" في شمال شرق سوريا لضمان أمن الفصائل الكردية من هجوم تركي محتمل.

وأوضحت الوكالة أن الطلب لم يلق أي تجاوب وقال مصدر حكومي فرنسي إن "أعضاء التحالف يرفضون هذا الأمر"، معربا عن أسفه إزاء "سياسة فرض الأمر الواقع" التي تنتهجها الولايات المتحدة.

وأضاف: "الحل البديل هو الاتفاق بين النظام السوري والأكراد لكن هذا لن يتم بالضرورة، فدمشق تريد استعادة سيادتها ومن هنا تظهر أهمية الروس في اللعبة".

مخاوف قسد

وترجع مجلة "نيوز ويك" الأمريكية في مقال لها، التعاون بين الحكومة السورية والأكراد، إلى مخاوف الأخيرة من تخلي واشنطن عن حمايتها أمام حليفتها في الناتو "تركيا". مضيفة أنه مع اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، أعرب العديد من المقاتلين الأكراد عن مخاوفهم من عداء تركيا، التي تعتبرهم تنظيمًا إرهابيًا.

وبحسب ريزان حدو، السياسي الكردي والمستشار الإعلامي السابق لوحدات حماية الشعب الكردية، أن الحل الأخير لدى "قسد" بعد تخلي الولايات المتحدة عنها، هو الاحتماء بالقوى الشرعية، المتمثلة في حكومة بشار الأسد، لافتًا إلى أنه لم يمض الوقت بعد لعقد تحالفات مع السلطة.

ويتمنى حدو، أن تتوصل قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق مع الحكومة الشرعية، ليكسب "كفاحها" ضد أنقرة ناحية سياسية، حتى يصنف أي وجود تركي احتلالاً، في حالة تحركت قواتها هناك.

ويقول السياسي الكردي إنه من المستحيل أن تضحى الولايات المتحدة بحليفتها في الناتو، وبالتالي التنسيق بينهما الواضح على تلك البقعة يمكن أن يستمر خلال المستقبل، ويسفر عن سيطرة أنقرة عليها، مشددًا على ضرورة تعاون "قسد" مع دمشق، حسب تعبيره.​