وسط مطالبات دولية بالإفراج عن معتقلي الرأي..

سجون السعودية تنتفض ضد بن سلمان بـ"معركة الامعاء الخاوية"

سجون السعودية تنتفض ضد بن سلمان بـ
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش

تشهد السجون السعودية، تنفيذ أول إضراب عن الطعام من قبل المعتقلين، بعد نحو عامين من حملة توقيفات طالت مشايخ وحقوقيين، احتجاجا على سوء معاملة معتقلي الرأي، دون تعقيب من سلطات الرياض، التي عادة ما تقول إنها تقدم رعاية لكافة المحتجزين لديها.

العالم- السعودية

وكشف حساب "معتقلي الرأي" بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن بدء بعض المعتقلين في السجون السعودية الإضراب عن الطعام.

وشهدت المملكة، خلال العام الماضي، اعتقال المئات من النشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا التعبير عن رأيهم الذي يعارض ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.

وأكد الحساب المختص بنشر أخبار معتقلي الرأي بالسعودية، في تغريدات نشرها الأحد، أن عبد الله الحامد أعلن في بيان من داخل المعتقل بدء حملة الإضراب، بمشاركة عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية.

وأكد الحامد وفق المصدر ذاته، أن قرار الإضراب يأتي احتجاجا على سوء معاملتهم في السجون، مطالبا بالإفراج الفوري عن جميع نشطاء العمل السلمي وأصحاب الرأي.

وعبد الله الحامد (68 عاماً)، المعتقل حالياً، ناشط حقوقي، وأحد مؤسسي لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية "حسم"، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر، وكان ناقدا وداعية إصلاحيا، اعتقل ست مرات، آخرها في مارس/آذار 2009، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، والمنع من السفر. حصل عام 2018 على جائزة نوبل البديلة التي تبلغ قيمتها 350 ألف دولار رفقة اثنين من أشهر المناضلين السعوديين في مجال حقوق الإنسان.

وفي وقت لاحق، أعلن كلّ من المعتقل عبد الكريم الخضر أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة بجامعة القصيم والعضو المؤسس بجمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم)؛ والمعتقل عبد الرحمن العابد عضو هيئة التدريب بالكلية التقنية والعضو المؤسس بجمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم)، انضمامهما إلى الإضراب، ليرتفع عدد المضربين عن الطعام إلى خمسة معتقلين.

واستمر التغريد على الوسم (الهاشتاغ)، الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، دون تعقيب من السلطات السعودية التي عادة ما تقول إنها تقدم رعاية لكافة المحتجزين لديها.

وتفاعل العديد من النشطاء السعوديين مع الدعوة للإضراب وانتشر وسم "#اضراب_المشايخ_بالسجون"، الذي تصدر قائمة الاكثر تداول على "تويتر" بالسعودية قبل ساعات.

ومن أبرز الداعمين للاضراب والمشاركين فيه الدكتور عبدالله العودة نجل الداعية سلمان العودة، وقال عبدالله في إحدى التغريدات أن "الإضراب يلفت النظر أيضا للانتهاكات الممنهجة ضد كافة المعتقلين والمعتقلات، وأشار إلى أن الإفراج الشامل عن كافة المعتقلين والمعتقلات تعسفيا هو طريق الإصلاح والتصالح مع الشعب ومقدراته وعناصره".

وقال العودة في تغريدة أخرى: "معتقلو حسم يناضلون داخل السجون كما يفعلون خارجها، النضال لأجل الحقوق والحريات: إصلاح حقيقي يبدأ بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السعودية".

وقال المعارض السعودي سعد الفقيه ان الدكتور الحامد من خلال إعلانه الاضراب ارسل عدة رسائل منها: أن وضع المعتقلين سيء جدا أدى بشخص صبور وقوي التحمل مثله أن يعلن الإضراب أنه لم يكتف بمجرد الإضراب بل أعلنه في بيان حتى يحثكم على التحرك وأن المطلب ليس ذهاب السجين لبيته بل أن تتحقق الحرية والكرامة والعدل للجميع.

وصرح يحيى عسيري: إذا تصاعد الإضراب الذي أعلنه الدكتور عبدالله الحامد بانضمام معتقلين آخرين، فمن الممكن أن يزيد الضغط على السلطات السعودية في الداخل والخارج، ونحن نطالب تلك السلطات بأن تُفرج فوراً عن الحامد وكل الإصلاحيين والناشطين المعتقلين.

وقال تركي الشلهوب عبر حسابه بـ"تويتر"، إن معركة الأمعاء الخاوية صعبة جدا، فقد تؤدي إلى الموت، لكنها تكون ضرورة حتمية حين يتعلق الأمر بحرية الإنسان وكرامته.

وكتب المغرد بدر الحامد : إذا قام المعتقلين بالإضراب، فهذا يعني أنهم استنفدوا كل الحلول، ووصلوا إلى مرحلة لايوجد حل معها، بإنتهاك كرامة الإنسان بسجنه وسحله وتعذيبه ومنعه بل الآن نسمع عن حرقه وصعقه والتحرّش به !!

وتطالب العديد من المنظمات والهيئات الدولية السلطات السعودية، بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي، وكانت آخر المطالبات الدولية منذ أيام، عندما تبنّى البرلمان الأوروبي قراراً يدين احتجاز وتعذيب المدافعات عن حقوق المرأة في السعودية، وطالب بالإفراج الفوري عن الناشطين والمعتقلين كافة، وأعرب القرار عن صدمة البرلمان من التقارير الموثقة عن تعذيب ممنهج ضد معتقلين، بينهم لجين الهذلول.

وقد تطيح إنتفاضة معتقلي الرأي والتي انتشرت بشكل كبير في أنحاء المملكة العربية السعودية، وعلى وسائل التواصل الأجتماعي بعرش ولي العهد بن سلمان هذه المرة، إن إستمرت بقوة وزخم فلم يعد أحد يحتمل الظلم والتعذيب اليومي بدون محاكمات عادلة، مما خلق حالة من الإرباك داخل قصر الحكم، خصوصا بعد التقارير التي تخرج يوميا من عدة جهات حكومية تطالب السعودية بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي، خصوصا الناشطات اللاتي يتعرضن للتعذيب والتحرش و الإغتصاب.