التواجد الاميركي في سوريا مازال مثيرا لتساؤلات

التواجد الاميركي في سوريا مازال مثيرا لتساؤلات
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩ - ١٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

يبدو ان التحالف الاميركي الذي يدعي محاربة الإرهاب في سوريا يرغب في إطالة أمد الأزمة السورية. هذا السيناريو كان قد تكرر قبل ذلك عدة مرات فمن المعروف ان الولايات المتحدة وحلفاءها يتخذون محاربة الإرهاب ذريعة لشن حروب على الدول ونهب ثرواتها.

العالم- سوريا

رغم ان الممارسات الاميركية للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط مكشوفة للجميع حتى ولو وضع البعض رؤوسهم في الرمال الا ان امريكا تكرر نفسها دائما و كانت اخر هذه الممارسات ما اعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من عزمه على سحب قواته بزعم انه انتصر على الجماعات الارهابية لكن الحقيقة على الارض تقول شيء اخر فهو يساعدهم على الفرار من منطقة الى اخرى، والدليل على ذلك ما ذكره نشطاء أن عشرات الشاحنات التابعة لما يسمى بـ"التحالف الدولي" دخلت إلى البساتين الواقعة بين منطقة الباغوز وضفة نهر الفرات الشرقية شرقي دير الزور السورية، لإجلاء دواعش عالقين هناك وعوائلهم، وفق صفقة غير معلنة حتى اللحظة.

وقال مصدر قيادي في "قسد" لـ"فرانس برس" إن "داعش" لا يمتلك خيارات يتفاوض عليها لأنه محاصر في منطقة جغرافية ضيقة جدا وليس أمامه سوى الاستسلام، وطلب ممرا آمنا للخروج من الباغوز، إلى إدلب على أن يتخذوا المدنيين المتبقين معهم دروعا بشرية لضمان عدم استهدافهم وهذا ما ترفضه "قسد".

ولفت ما يسمى بـ "المرصد السوري حقوق الانسان " إلى أنه من المرتقب إعلان ما يسمى بـ"التحالف الدولي" والإدارة الأمريكية اليوم الأربعاء عن إنهاء تواجد التنظيم في جيبه الأخير بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور.

وواجهت السياسات الاميركية انتقادا شديدا من قبل روسيا حيث قال عميد الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، امس الثلاثاء، إن هدف الولايات المتحدة يكمن في تقسيم سوريا وإقامة شبه دولة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقال: "هدفهم الآن أصبح أكثر وضوحا... تقسيم سوريا وخلق شبه دولة على الساحل الشرقي، وهم بالفعل يستثمرون بنشاط في ذلك، وفي إجبار الحلفاء على دفع ثمن بناء وترتيب هذا الجزء من سوريا".

وبعد تصريح لافروف، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن واشنطن قد تستخدم استفزازات بالأسلحة الكيماوية للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، وتبرير عملياتها العسكرية المحتملة ضد دمشق.

الاتهام الروسي اثار غضب امريكا حيث اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو أن الجانب الروسي يخطئ عندما يقول ان الولايات المتحدة تحاول تقسيم سوريا وشرذمتها. وزعم قائلا: "نحن نؤيد الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا".

وفي هذا السياق قال الخبير العسكري والاستراتيجي امين حطيط ان داعش كتنظيم انتهى في سوريا قبل سنة من الان لكن امركيا ابقت على جزء من داعش على الحدود العراقية السوربة من اجل تمديد فترة البقاء الامريكي في سوريا لان وجود الامريكان مرتبط بوجود داعش وكانت استراتيجية امريكا في سوريا تقوم على اطالة امد الصراع. كما ان امريكا كانت بحاجة الى الميدان الذي ستنتقل اليه داعش، فداعش صنيعة امريكية بالتالي على امريكا ان تحضر لها الميدان ووجهة الاستعمال الجديدة بعد سوريا لذا كان لابد لها من هذه السنة الاضافية. واخيرا امريكا كانت بحاجة الى وجود داعش من اجل ترتيب بعض الاوضاع سواء بالاتجاه التركي او الكردي او روسيا او مجموعة دول العراق الاردن سوريا.لذلك هذه الظروف الثلاثة كانت تملي وجود هذا التنظيم في وظيفة محددة".

لكن وفي خضم كل هذا يتسائل البعض ما هو موقف الرسمي السوري من هذه الممارسات الاميركية الاجابة جائت على لسان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية، بثينة شعبان، التي اتهمت قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف بعرقلة تحرير المنطقة من الإرهاب، مشيرة إلى أن الإرهاب الدولي الذي يضرب في كل مكان ممنهج وممول من دول بعينها.

وما اكد على صحة الاتهامات السورية لامريكا ما ذكره الكولونيل، فرنسوا ريجي ليجرييه، قائد قوة المدفعية الفرنسية قرب الحدود السورية العراقية في مقاله الذي انتقاده استراتيجية الجيش الفرنسي في محاربة "داعش" في سوريا مما ادى الى استدعائه لفرنسا.

وقد انتقد الكولونيل ليجرييه، مسار معركة هجين ضد "داعش"، معتبرا أنه تم تحقيق النصر فيها ببطء شديد وبكلفة باهظة جدا وبدمار كبير، وذلك لرفض دول التحالف إرسال قواتهم على الأرض وتركيزهم على القصف الجوي المدمر.

وأضاف الكولونيل: "لقد أعطينا صورة سيئة لما يمكن أن يكون عليه التحرير"، متسائلا: "لماذا نملك جيشاً لا نجرؤ على استخدامه، هل هناك محاولة متعمدة من جانب التحالف الدولي، لإطالة أمد الحرب؟".

الاوضاع في شرق سوريا تتغير بوتيرة سريعة لكن المؤكد هو ان امريكا لا تريد الخروج من سوريا كما قال الروس مما يثير تساؤلات عديدة حول ما ستقوم به امريكا خلال الايام القادمة؟