الامتار الاخيرة على "داعش" ام "قسد" ؟!

الامتار الاخيرة على
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

يضيق ما يسمى " قوات سوريا الديمقراطية" الخناق على عناصر داعش في اخر امتار من معاقلها في بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي املا في طي صفحة الجماعة الارهابية نهائيا.فيما يضيق الخناق عليه بعد التهديد الأميركي بالتخلي عنه، ويضعه أمام ضرورة إعادة تقويم مراهناته على دعم واشنطن والدول الغربية.

العالم - تقارير

فبعد أشهر من القتال وبالرغم من الهجمات المضادة التي نفذتها داعش تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية" من التقدم تدريجيا والسيطرة على المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود العراقية، وحصر الارهابيين في مساحة صغيرة تقدر بحوالى نصف كيلومتر مربع.

واعلنت "قسد" إنها باتت تحاصر بقايا عناصر جماعة داعش الارهابية في منطقة صغيرة من بلدة الباغوز في دير الزور. كما بدات هذه القوات بعملية لاجلاء المدنيين من المنطقة، وذلك بهدف تسريع وتيرة عملياتها الميدانية.

مما دفع حسبما أفادت مصادر اعلامية، ارهابيي "داعش" للاستسلام جماعيا مع أسرهم في منطقة الباغوز شرقي دير الزور وتسليم سلاحهم لـ "قسد".

وأظهرت صور قيام قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع ما يسمى "التحالف الدولي" على نقل مسلحي تنظيم داعش وعوائلهم من آخر مواقعهم المحاصرة شرق الفرات، وذلك على خلفية إبرام اتفاق سري بين الأطراف الثلاثة .

وكشفت تواجد مسلحي تنظيم داعش الارهابي داخل الشاحنات الخارجة من مواقعه الأخيرة في منطقة الباغوز شرق الفرات ، في حين يعمل التحالف الدولي ومقاتلو قسد على تمشيط بقية المواقع .

وقالت مصادر إعلامية أن قسد عمدت إلى إبعاد القوات العربية "قوات الشعيطات " من جيب داعش المتبقي شرق الفرات ، في حين تولت قوات أمريكية وكردية عملية نقل مسلحي التنظيم خارج الجيب المحاصر .

كل هذا يؤكد ان داعش محاصر في الامتار الاخيرة وان نهايته سواء عسكريا او عن طريق اتفاق مسالة وقت وبذلك ينتهي الدور المزعزم لوجود قوات "التحالف الدولي " في سوريا وحجة ترامب بالتواجد في سوريا ودعمه لقسد .

لكن ذلك التهديد الأميركي بالتخلي عن التنظيمات الكردية في سوريا، يضع هذه التنظيمات أمام ضرورة إعادة تقويم مراهناتها على دعم واشنطن والدول الغربية لها. و يضعها أمام إعادة تقويم عمق الأزمة الفكرية والسياسية، في المراهنة على مقولات الديمقراطية الليبرالية الجديدة الداعية إلى تفتيت الدولة في إنشاء كيانات عرقية واثنية وطائفية.

وياتي التخلّي عن التنظيمات الكردية في سياق مستجدات السياسة الأميركية التي تسميها "الانتهاء من محاربة داعش". فقد وفّرت التنظيمات الكردية لأميركا الادعاء بمحاربة "داعش" إلى حين انتهاء دورها في جيب قرية "الباغوز"، ووفرت لها الاستناد إلى حلفائها في طموحات تفتيت الدولة السورية فضلا عن المشاركة في توزيع الغنائم السورية بدعوى الاستقرار والازدهار.

واتهام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بالسعي إلى تقسيم سوريا.واكدت موسكو على ان التواجد الامريكي في سوريا هو وجود غير شرعي.

واشار الخبير بالشؤون الروسية نزار بوش ان الولايات المتحدة تراوغ فهي تريد ان يكون لها موطئ قدم في سوريا عن طريق الاكراد.

وقال في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": "عندما يكون هناك دويلة في دولة ما وهناك تشكيل عسكري اي جيش باكثر من 30 الف مقاتل كردي هذا هو تقسيم بحد ذاته. بمجرد تشكيل هيئة عسكرية في اي دولة بالعالم. هناك هدف امريكي لتقسيم سوريا ووضع موطئ قدم لها في سوريا و وضع قواعد عسكرية.

لكن تقسيم سوريا من خلال رعاية مشروع إقليم كردي في شمال شرقي الفرات خط أحمر بالنسبة إلى روسيا وإيران وتركيا والدولة السورية بطبيعة الحال. تصريحات وزير الخارجية الروسي على ضوء هذا الواقع رسالة جماعية لمن يهمه الأمر في واشنطن.

فالدولة السورية لن تسمح بتشكيل دويلات فيها وهو ما بينه خطاب الرئيس بشار الاسد عندما وجه رسالة تحذيرية للجماعات التي تراهن على الأمريكيين بانهم لن يحموهم بل سيقايضونهم بالدولار الذي يحملونه.