هل استدعت إيران حليفها الأسد لزيارتها في طهران؟ فماذا عن “ابتسامة” القائد والعفويّة؟

هل استدعت إيران حليفها الأسد لزيارتها في طهران؟ فماذا عن “ابتسامة” القائد والعفويّة؟
الجمعة ٠١ مارس ٢٠١٩ - ٠٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

لا نفهم عن أيّ “استدعاء” هذا الذي تم تفسيره في قراءة الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، أي أن تبعيّة الأسد لحليفه الإيراني، “أجبرته” علی الذهاب إلی هناك، بل وغاب علمه، ومراسم استقباله الرسميّة، وكأنّما “تتعمّد” إيران إهانته، ودولته، وسيادته، “التي تُسيطر عليها”!

العالم- ايران

بحثٌ بسيطٌ في الصور، نجد أن قائد الثورة الإسلاميّة علي خامنئي، يستقبل ضيوفه بذات الطريقة، يظهر علم بلاده جانباً، وضيفه حتي لو كان الرئيس الروسي شخصيّاً فلاديمير بوتين، فإنّ علمه يغيب في حضرة القائد الإيرانيّ.

المُتتبّع لقسمات وجه القائد، ورئيس الجمهوريّة روحاني، وحتي رئيس فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، لا يستطيع أن يجد كُل تلك المُبالغات التي تم تقديمها عن زيارة الأسد، فابتسامة القائد والرئيس السوري التي وثّقتها الكاميرات، فور لقائهم سويّاً، ومُصافحتهما لبعضهما، دلالة وافية وكافية، علی عُمق العلاقات بينهما علی المُستوی الشخصي، وبين البلدين الحليفين.

مشهد الزيارة باعتقادي، أقرب إلی العفويّة، والمشهد الأخوي العائلي، أكثر منه مشهد سياسي علی أهميّة دلالاته وتوقيته، والنتائج المُترتّبة عليه، يلتزم فيه الضيوف والمُستقبلون بالبروتوكولات المُتّبعة، ولغة جسد الرئيس الأسد تحديداً، كانت تُوحي بأنّ الرجل، وكأنّه كما نقول “بعاميّتنا المحكيّة” “ببيت أهله وأعز″، ويلتقي الأحبّة بعد فراقٍ دام ثماني سنوات.

الرئيس السوري “مُتحالف” مع الإيرانيين، وحتی والده الراحل من قبله، وقدّمت إيران و “حزب الله” ما قدّموا من تضحيات علی الأرض السوريّة، وخلال ثماني سنوات من عمر الأزمة الحاليّة، ولم يزر الرئيس الأسد إيران، وتعمّد الأخير زيارتها في هذا التوقيت، وبشكل علني، في توقيتٍ، يطلب منه أهل الخليج (الفارسي) مُصالحته، و”إعادته إلی مُحيطه العربي”، أو بالأحری عودتهم إلی مُحيط سورية العربيّة الأصيلة، والابتعاد عن إيران، فيذهب الرجل زائراً إلی طِهران، فأيّ استدعاء هذا، وأي عدم احترام للسيادة، ولماذا لم يستدع الإيرانيون حليفهم من قبل “مُقابل خدماتهم”، إذا كان يأتي وفق “أوامرهم”، ومنذ ثمانية أعوام علی انطلاق “الثورة المزعومة”؟

يبدو أنّ “المذهولين” من صلابة، وعُمق العلاقة السوريّة- الإيرانيّة، لا يفهمون أنه يمكن أن يكون بين الدول علاقة مصالح، مصحوبة بالاحترام المُتبادل، والثقة، والتنسيق، فلقد اعتادوا علی أن تكون علاقاتهم علی طريقة الآمر والمأمور، ولعلّ أكثر من أصاب في التعليق علی تلك الزيارة، “دموع” السيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله”، والذي أدمعت عيناه حين شاهد لقاء الأسد وقائد الثورة.

الأطرف في استقالة ظريف!

نبقی في إيران، ونمر سريعاً علی تعليق إعلامي، ربّما من الأنسب وصفه بالطريف، فقد قدّم أحد المُحلّلين علی شاشة خليجيّة، تفسيراً حول استقالة وزير الخارجيّة الإيراني جواد ظريف، بالقول أنّ الرجل قرّر الاستقالة من منصبه، بعد نجاح زيارة الأمير محمد بن سلمان إلی كل من باكستان، والهند النوويّتين، وقد أدرك الرجل أن بلاده لن تنجح في مسعاها، للوصول إلی برنامجها النووي.

الرجل “ظريف” بالمُناسبة كان يُفاوض علی “حل وسط”، مع دول الخمسة زائد واحد في حينها، والوصول إلی الاتفاق النووي، واستقالته التي رفضها الرئيس روحاني، قد تأتي في سياق التصعيد الإيراني في ملفها النووي، والغايات الأمريكيّة الإسرائيليّة، لشنّ حربٍ عليها، وظريف هو رأس الدبلوماسيّة الإيرانيّة، فلماذا يستقيل علی وقع نجاح زيارة بن سلمان إلی باكستان، والهند، هل عاد الأمير إلی بلاده مُحمّلاً بالقنبلة النوويّة، ونحن لا ندري؟، فعلاً تفسيرٌ ظريف!.

الكاتب والصحافي الفلسطيني : خالد الجيوسي (بتصرف من قناة العالم)