العالم- تقارير
غرد وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، اليوم الثلاثاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا "الموظفون الدبلوماسيون الأمريكيون، عليهم مغادرة أراضي فنزويلا في غضون 72 ساعة".
وذكرت الخارجية الفنزويلية في بيانها أن "وجود طاقم السفارة يمثل مخاطرة على السلم وسلامة واستقرار فنزويلا وذلك لأن العديد من المتحدثين باسم حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هددوا باستخدام القوة العسكرية لحماية الطاقم الدبلوماسي في كاراكاس".
هذا وأكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستسحب هذا الأسبوع كل من تبقى من موظفيها الدبلوماسيين في فنزويلا، لأن وجودهم هناك يحد من سياسة الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كانون الثاني/ يناير الماضي إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها لدى الولايات المتحدة بعدما قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن التي اعترفت بزعيم المعارضة ورئيس البرلمان خوان غوايدو رئيسا بالوكالة، في حين سحبت واشنطن بدورها دبلوماسييها "غير الأساسيين" المتواجدين في فنزويلا.
وفي المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أمرا يقضي بأن يغادر موظفوها "غير الأساسيين" البعثات الدبلوماسية التابعة لها لدى فنزويلا، دون تحديد عدد الدبلوماسيين الذين سيبقون هناك، مؤكدة أن هذه التعليمات صدرت عن الوزارة لصعوبة تحقيق الأمن الكامل لما يقارب 150 أميركيا يعملون في البعثات الدبلوماسية الأمريكية لدى فنزويلا، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك ستبقى السفارة الأمريكية في العاصمة كراكاس مفتوحة.
وفي سياق آخر، أعلن البرلمان الفنزويلي حالة الطوارئ تمهيدا لدخول "مساعدات إنسانية" متكدسة منذ شهر عند حدود البلاد مع البرازيل وكولومبيا، وذلك بناء على طلب غوايدو.
وأورد المرسوم الذي تقدم به غوايدو ووافق عليه البرلمان "أعلنت حال الطوارئ على كل التراب الوطني بسبب الوضع المفجع في البلاد جراء انقطاع الكهرباء"، مناشدا "التعاون الدولي" لمعالجة الأزمة في فنزويلا.
ويعارض الرئيس مادورو دخول المساعدات الاجنبية حاليا إلى البلاد، ويعتبرها "مسرحية سياسية" و"استفزازية"، مؤكدا رفضه لأي تدخل في شؤون فنزويلا.
وأدى انقطاع الكهرباء في كاراكاس إلى توقف عمل مترو الأنفاق والاتصالات والإنترنت. كما علقت الحكومة الفنزويلية، العمل بالمدارس والشركات بسبب استمرار انقطاع الكهرباء.
واستمر الانقطاع في أنحاء البلاد لليوم السادس على التوالي في حدث لم يسبق له مثيل مما أثار مخاوف السكان من آثاره المحتملة على منظومات الصحة والاتصالات والنقل.
وقال الرئيس مادورو، يوم السبت 9 مارس / أذار، إن "الإمبريالية الأمريكية" هي المسؤولية عن الحادث، بينما نفت وزارة الخارجية الأمريكية ضلوعها فيه.
وأضاف أن سبب انقطاع الكهرباء في بعض المناطق في فنزويلا جاء بعد هجوم إلكتروني استهدف نظام التحكم الآلي بمحطة توليد الطاقة الكهرومائية، مما استدعى إغلاقها مؤقتا.
وشهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس، احتجاجات، يقودها زعيم المعارضة خوان غوايدو، لمواصلة الضغط على مادورو لدفعه للتنحي.
وقالت وكالة "رويترز" إن انقطاع الكهرباء، الذي بدأ منذ الخميس الماضي، زاد من الشعور بالإحباط بين مواطني فنزويلا الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء.
ولفتت "رويترز" إلى أن منظمة أطباء من أجل الصحة، وهي منظمة غير حكومية، ذكرت السبت أن 17 مريضا بمستشفيات في أنحاء فنزويلا توفوا بسبب انقطاع الكهرباء، مشيرة إلى أنها لم تتمكن، بشكل مستقل، من الحقق من عدد الوفيات.
وعادت الكهرباء للعمل لفترة وجيزة في بعض أنحاء العاصمة كراكاس وعدد من المدن الأخرى يوم الجمعة الماضي لكنها انقطعت مجددا، السبت، فيما قال خبراء إن هذه هي أكبر موجة انقطاع للكهرباء في فنزويلا منذ عقود.
هذا وأعلنت فنزويلا، عن اعتقال شخصين بتهمة محاولة تنظيم عمل تخريبي في مرافق شبكة الكهرباء في البلاد. وفي السياق نفسه، قالت شركة الكهرباء الوطنية الفنزويلية عن وقوع أعمال تخريبية فى محطة "غوري" الكهرومائية، الأكبر في البلاد والمسؤولة عن توليد الكهرباء.
وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي: "تعرضنا لهجوم كبير تقف خلفه القطاعات الأكثر تطرفا في المعارضة، أيادي ماركو روبيو (السيناتور الأمريكي) وأعضاء آخرون من واشنطن واضحة".
وأضافت: "الهدف من الهجوم هو شل الحركة في البلاد...".
وتفاقمت الأزمة السياسية في فنزويلا بعد إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي، زعيم المعارضة، خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد لفترة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. فيما سارعت الولايات المتحدة للاعتراف به مطالبة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعدم استخدام العنف ضد المعارضة.
ومن جانبه شدد مادورو على أنه هو الرئيس الشرعي للبلاد، واصفا رئيس البرلمان والمعارضة بدمية في يد الولايات المتحدة.
واعترفت فرنسا إلى جانب ألمانيا، وإسبانيا وبريطانيا وهولندا رسميا بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا مكلفا إلى حين إجراء انتخابات، في حين أيدت كل من روسيا والصين وتركيا وايران والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو.
ويرى محللون، أن الولايات المتحدة شرعت في محاولة جديدة لتدبير انقلاب في فنزويلا، من خلال اعترافها بخوان غوايدو، رئيسا مؤقتا للبلاد، وفرض العقوبات على كاراكاس، من أجل السيطرة على مصادر فنزويلا النفطية، واكمال مخططها للهيمنة على سوق الطاقة العالمية من ناحية، و طرد موسكو (حليف فنزويلا الإستراتيجي) من محيطها الجغرافي.