شاهد: ماكرون في مواجهة غضب شعبي لاينطفئ

الأحد ١٧ مارس ٢٠١٩ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

يغرق الرئيس ماكرون اكثر فأكثر في ثنايا الاوضاع الاجتماعية في فرنسا، وملفاتها الضبابية، بينما لا يلوح في افق الازمة المستمرة غير الغضب الشعبي الرافض للحلول الحكومية المجتزأة.

العالم - أوروبا

في الاسبوع الثامن عشر من احتجاجات السترات الصفر، عادت شوارع باريس لتغرق في ازماتها. الاشتباكات والصدامات والاعتقالات كانت واضحة. هنا التحم الجانبان بشكل مباشر في مشهد يعود بالذاكرة الى اربعة شهور خلت عندما اشتعل الشارع الفرنسي غضبا على خلفية مطالب اجتماعية في السابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكن احتجاجات اليوم تحولت هي الاخرى الى اعمال نهب وسرقة وفوضى قال حيالها وزير الداخلية كريستوف كاستانير ان خبراء النهب واشاعة الفوضى كانوا ابطالها اليوم.

وقال أحد ناشطي السترات الصفراء لقناة العالم:"ماكرون يعد ولا يفعل، مثلا انظر لقد ارتفع سعر البنزين مرة أخرى. هذا ليس طبيعيا".

وقالت ناشطة من بين المتظاهرين:"طالما لم نحصل على أي نتائج، سوف نستمر بالاحتجاج. كل ما طلبناه زيادة الأجور والمعاشات التقاعدية والقوة الشرائية. ويجب أن يتوقفوا عن القول إننا عنيفون".

الحراك الشعبي الاسبوعي مستمر ومعه تستمر المطالب الشعبية للرئيس ماكرون بالاستجابة للمطالب. وقد اراد هؤلاء على قلتهم التعبير عن رفضهم للنقاش الكبير الذي وضع اوزاره دونما اية نتيجة، فهو مهزلة وحملة علاقات عامة بحسب رأيهم.

وضمن الدعوات التي كانت القتها الحركة الاحتجاجية، شارك في احتجاجات اليوم متضامنون من ايطاليا وبلجيكا وهولندا وبولندا، ضمن الوعد الذي قطعته حركة السترات الصفراء بمفاجآت وبحراك منظم.

وتأتي تلك التظاهرات بعد نقاشات نظمت في كل أنحاء فرنسا بمبادرة من السلطات، حيث ترغب الحكومة من وراء ذلك في ضبط مشاعر الغضب وتقديم مقترحات بينما شهد عدد المتظاهرين تراجعا مستمرا في الأسابيع الأخيرة.

ومن شعوره بالمسؤولية اطلق ماكرون الحوار الوطني، الذي انتهى في مرحلته الاولى على ان تتواصل المرحلة الثانية حتى نيسان/ابريل القادم. وينتظر الفرنسيون ما سيعلنه الرئيس في خطاب إلى الأمة عن المَحاور الرئيسية للجواب الحكومي والاتجاه الذي سيكون على الحكومة السير فيه.

في المقابل يرى اصحاب السترات الصفراء ان في ذلك خداع تقوم به السلطات لامتصاص الغضب وتضييع الوقت. فهل تتبدد تلك الغمامة ويصل الفرنسيون الى حقوقهم؟