العراق.. صف واحد في دعم الحشد الشعبي

العراق.. صف واحد في دعم الحشد الشعبي
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٩ - ٠١:٠٠ بتوقيت غرينتش

على خلفية وصف واشنطن للحشد الشعبي بـ"القوات الطائفية" طالب الحشد الشعبي في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي باستدعاء السفير الأميركي لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على هذه المزاعم، فيما توالت ردود الفعل الشاجبة لواشنطن من كافة الكتل السياسية العراقية.

العالم - العراق

قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي محور الشمال علي الحسيني، يوم السبت إن " المساس بهيبة الحشد الشعبي يعد انتهاكا لسيادة العراق كونه جزء من القوات الأمنية العراقية"، لافتا إلى ، إن "الحكومة ملزمة بالرد واتخاذ الإجراءات الرادعة لتلك التدخلات الأمريكية تجاه الحشد الشعبي ووضع حد لتدخلات ترامب الرعناء بالشأن الأمني والسياسي للعراق" .

وأضاف الحسيني، أن "صمت الحكومة على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية روبرت بلادينو بشأن وصفه الحشد الشعبي بالقوات الطائفية أمر غريب ومرفوض".

لجنة الأمن والدفاع النيابية أيضا اعتبرت، تصريحات الخارجية الأمريكية بشأن وصف الحشد الشعبي بالقوات الطائفية بأنه "مساس بسيادة العراق" .

واكد عضو اللجنة عباس الاسماعيلي، إن "قوات الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الأمنية التي دحرت الإرهاب وحققت النصر على جماعة داعش الإرهابية" ، لافتا إلى، إن " المساس بتلك القوات يعد بمثابة انتهاك لسيادة العراق وتدخل سافر بالشأن الأمني والداخلي للبلاد". وأضاف الاسماعيلي ، أن "واشنطن تحاول بشكل كبير حل الحشد الشعبي من خلال إدراج بعض فصائله ضمن لائحة الإرهاب لكنها فشلت في ذلك كون الحشد لا يبالي لتلك الضغوط ولا يسمح بان تكون أمريكا وصية على البلاد" .

وطالب الاسماعيلي الحكومة العراقية ووزارة الخارجية باستدعاء السفير الأمريكي لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج لانتهاك بلاده سيادة العراق والتعدي على هيئة الحشد الشعبي. وبين أن "تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية روبرت بلادينو بشأن وصفه الحشد الشعبي بالقوات الطائفية أمر مرفوض ولا يجب السكوت عنه". وتابع الاسماعيلي، أن " مجلس النواب سيكون له موقف خلال الأيام المقلبة من خلال جمع التواقيع لإخراج القوات الأمريكية من البلاد ".

حركة عصائب أهل الحق، ردت بدورها على التقرير الأميركي و أشارت إلى ان خسارة واشنطن السياسية في العراق كبيرة. وأفاد المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة محمود الربيعي، في تصريح صحافي، أمس السبت، 16 آذار 2019، بان "التقرير الأخير الذي أصدرته الخارجية الأميركية وفيه إساءة للحشد الشعبي، يؤكد أن الولايات المتحدة أيقنت أن خسارتها السياسية في الانتخابات الأخيرة في العراق (بفوز كتل معادية لها) أكبر من خسارتها العسكرية هناك"

وأضاف الربيعي أن "مثل هذه التقارير والمواقف الأميركية لن تدفع الحشد الشعبي وكتله السياسية إلى التراجع عن أهدافهم، ولن يكون ضمن محور واشنطن الرامي إلى جعل العراق ضعيفا".

تحالف الفتح أكد أيضا أن اجتماع لقادة الصف الأول في العملية السياسية في العراق سيعقد خلال اليومين المقبلين لمناقشة ملف التواجد الأمريكي في البلاد وإكمال الكابينة الوزارية.

وقالت النائب عن تحالف الفتح ميثاق الحامدي، إن " قرارات الاجتماع ستكون ملزمة للحكومة بتنفيذها كونها تمثل قرارات نيابية وسيتم التصويت عليها دخل مجلس النواب ". وأوضحت ، أن " الاجتماع سيكون حاسما لاخراج القوات الأمريكية المتواجدة في البلاد بشكل غير شرعي ". وتابعت الحامدي ، أن "سائرون والفتح ودولة القانون يمثلون الجزء الأكبر الرافض للتواجد الأمريكي في البلاد ، وهم قادرون على تحقيق الأغلبية لتمرير مسودة قانون إخراج لقوات الأجنبية من البلاد".

ويقول المحللون إن السعي الأميركي في منطقة الشرق الأوسط يأتي في إطار إبعاد العراق عن إيران ومحاولة التفرد ببغداد، فواشنطن تحاول عزل النفوذ الاقتصادي الإيراني في العراق، لأن النفوذ السياسي لا يمكن تقليصه؛ لوجود علاقات تاريخية وثيقة بين البلدين الجارين تعززها الزيارات الرسمية المتبادلة والتعاون على جميع الاصعدة ان كانت اقتصادية او امنية او اجتماعية ناهيك عن أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع القيام بشئ امام رغبة بغداد في المحافظة على حسن الجوار مع ايران.