بومبيو يعود بخفي حنين من لبنان

بومبيو يعود بخفي حنين من لبنان
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

الخبر:
لم تلق زيارة "بومبيو" الهادفة لإثارة الانقسام بين اللبنانيين بالترحيب في هذا البلد.

التحليل:

كثرت التحليلات حول زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى لبنان، ورکزت بمجملها علی أنها ستتطرق الی ملفات مهمّة، منها ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وملف النازحين السوريين، والعلاقات مع سوريا، ولاسيما ملفّ العقوبات على حزب الله.

وقد تبين للجميع أن بومبيو لم يزر لبنان أبدا من أجل دعمه في حلّ أزماته الإقتصادية والخدماتية وإنما لأجل ممارسة الضغوط على المسؤولين اللبنانيين كي يخضعوا لمطالب واشنطن بشأن تضييق وتشديد الحصار على "حزب الله" ، خدمةً للكيان الصهيوني، من خلال التخويف من حزب الله وايران وتشويه صورتهما لدی المسؤولين اللبنانيين وترديد مقولات باطلة عنهما تتعارض مع الواقع بل وتوجيه تهديد مبطن بأن الحزب قد "يقف عائقًا أمام أحلام الشعب اللبناني".

الزيارة هدفت أيضا لإجبار لبنان علی التنازل عن جزء کبير من حقوقه في حدوده البرية والبحرية بما يمكن العدو الصهيوني من تحقيق أطماعه في أراضي وثروات لبنان من نفط وغاز.

لکن شيئا من هذه المطالب والاملاءات لم يلق ترحيبا من قبل المسؤولين اللبنانين حتى ان وزير الخارجية اللبناني أحرج بومبيو امام العالم اجمع عندما أكد له ان حزب الله هو حزب لبناني غير ارهابي ويتمتع بدعم شعبي كبير ولديه نواب منتخبون.

رئيس مجلس النواب نبيه بري بدوره أكد ان حزب الله هو حزب لبناني غير إرهابي وموجود في البرلمان والحكومة، ومقاومته ومقاومة اللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي المستمر للاراضي اللبنانية.

بومبيو سمع من الرئيس ميشال عون ما لا يشتهيه ايضا إذ شدد عون علی أن الثروة النفطيّة اللبنانيّة غير قابلة للتفاوض، وما على الكيان الاسرائيلي سوى احترام حدود لبنان الخالصة، وأن الحزب مكوّن لبناني ولا يمكن معاقبته دون التأثير على كل لبنان.

الزيارة أثبتت للمرة الألف أن حزب الله عصي علی الهزيمة وعصي علی الأعداء بفضل حاضنته الشعبية، وانه جزء أساسي من نسيج لبنان ويتمتع بشعبية کبيرة بين اللبنانيين بل وکثير من المسلمين وأحرار العالم. فهو الذي حرّر أرض لبنان من المحتل الصهيوني، وحمی ومازال يحمي لبنان واللبنانيين الى جانب الجيش اللبناني ارض وحدود لبنان ويردع الصهيوني.

الاغلبية الساحقة من اللبنانيين اليوم يدركون أکثر من أي وقت مضی أهمية حزب الله في الدفاع عن سيادة لبنان، کما أنهم یستوعبون جيدا ان كل مايهم أميرکا هو مصلحة الكيان الاسرائيلي لاشيء آخر.