نصائح للرئيس ترامب في كيفية كسب ود 'اسرائيل'

نصائح للرئيس ترامب في كيفية كسب ود 'اسرائيل'
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٩ - ٠٨:٥٧ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​اعترف ترامب بسيادة "اسرائيل" على اراضي الجولان السوري المحتل وذلك بعد مرور عام من اعلانه مدينة القدس المحتلة عاصمة أبدية لكيان الاحتلال الاسرائيلي وذلك نتيجة هوان الموقف العربي ازاء هذه الخطوة التي فتحت شهية ترامب لأهداء اراضي عربية اخرى للاحتلال الاسرائيلي.

العالمتقارير

ادان العالم بأسره وقاحة ترامب هذه لكن الموقف الرسمي السوري ودول محور المقاومة كان لافتا ازاء هذه الخطوة، فيما نصح المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الإدارة الأمريكية المعنية بالتكرم على "إسرائيل" بأن تتنازل عن ولاية أمريكية أو اثنتين بدل التطاول على ما لا تملك.

وقال الجعفري الأربعاء في جلسة مجلس الأمن الدولي "الجولان سوري وسيعود وعلى الأمريكي والإسرائيلي ألا يظنوا واهمين أن أرضا سورية يمكن أن تصبح يوما جزءا من صفقة لعينة وخبيثة وإذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تظهر الكرم ل"إسرائيل" فعليها ألا تتطاول على ما لا تملك فمساحتها واسعة ومترامية الأطراف وبالتالي فلتتنازل عن ولاية أو ولايتين من الولايات الأمريكية ل"إسرائيل" ما دامت حريصة على رضاها عنها".

وجدد الجعفري إدانة سوريا "الإعلان غير الشرعي" لترامب بخصوص الوضع القانوني للجولان المحتل مؤكدا أنها تعتبر ما قام به ترامب مجرد تصرف أحادي الجانب صادر عن طرف لا يملك الصفة ولا الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية ليقرر مصائر شعوب العالم أو ليتصرف بأراض هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.

وأشار الجعفري إلى أن 14 مندوبا من أصل 15 في مجلس الأمن باستثناء الأمريكي رفضوا الخطوة الأمريكية لأنها تخالف أحكام قرارات مجلس الأمن 242 و338 و497.

وأضاف الجعفري "أن سوريا كانت منخرطة في عملية التسوية لكن يبدو أن مندوب الكيان الإسرائيلي لا يعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين سلمنا عبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق وارن كريستوفر رسالة خطية مكتوبة "وديعة رابين" يقر فيها بأن الجولان أرض سورية بحدود الرابع من حزيران عام 1967 وكانت النتيجة أنه تم اغتيال رابين لأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد التسوية ولو كان يريده لكنا توصلنا إليه خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون".

وأكد المندوب السوري في ختام بيانه أن الجولان أرض سورية شاءت "إسرائيل" أم أبت وسواء حمتها أمريكا أم لم تحمها وعندما تتهرب "إسرائيل" من التسوية فإن البديل الوحيد سيكون استعادة الجولان بالقوة".

وشدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة في وقت سابق الثلاثاء، ان الاعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان حدث مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وهو يوجه ضربة قاضية لما يسمى عملية التسوية.

ولفت السيد نصر الله انه عندما سمح العالم لترامب ان يصادر القدس ويعلنها عاصمة ابدية لـ"إسرائيل" هو فتح الباب امام كل تجاوز من قبل الاميركي، وان وما جرّأه هو الموقف في العالم العربي والاسلامي تجاه مسالة القدس لذلك علينا ان نتوقع بعد مدة ان يخرج ترامب ليعترف بالسيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية.

واعتبر ان اضعف الايمان اذا كان هناك بقية حياة وشرف وضمير وشهامة في العالم العربي ان تقوم قمة تونس المقبلة باعلان سحب “المبادرة العربية للتسوية” عن الطاولة.

واشار السيد نصر الله الى انه امام هذه التجربة -اي القدس والجولان- يجب ان يقتنع من ما زال مترددا ان الخيار الوحيد هو المقاومة ليستعيد السوريون الجولان واللبنانيون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر ويحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.

بدوره حذر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، العرب ومسلمي المنطقة من إغتصاب أميركا والكيان الصهيوني مزيدا من الأراضي الإسلامية والعربية.

وكتب ظريف يوم أمس على موقع "تويتر": إن إعلان السيد ترامب التعسفي حول الجولان السوري المحتل بعد إعلانه السنة الماضية حول القدس المحتلة، هو تحذير لأشقائنا العرب والمسلمين، بأن أمريكا والكيان الإسرائيلي تمدان يد الصداقة إليكم، لكنهما تستمران في اغتصاب أرضكم بغض النظر عن مدى طاعتكم المطلقة لهم."

فيما وصف الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الذي اعترف فيه ترامب بسيادة الكيان الأسرائيلي على الجولان المحتل يوما اسود.

وقال عون خلال ، خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي، فيتشيسلاف فولودين يوم الثلاثاء: "اليوم يوم أسود بالنسبة لكل الدول العربية، لأن إعطاء الرئيس الأمريكي الحق لـ"إسرائيل" بضم منطقة الجولان، والتي هي منطقة سورية، وهناك أيضا قسم من الأراضي اللبنانية محتل".

وأكد عون أن لا يحق لرئيس دولة أجنبية بالتصرف بأراضي دولة أخرى وهذا يعارض القانون الدولي.

وأشار عون إلى خطر تفاقم التوتر في المنطقة بسبب هذا القرار، ناهيك عن أن مثل هذه القرارات تخالف علانية، القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.

و تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، يحذر فيه من ارتباط أراض لبنانية بمصير الجولان المحتل

وقال لحود، في تعليقه على الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى بيروت إن "الأمم المتحدة بعد التحرير ربطت شبعا وكفر شوبا اللبنانيين بالجولان المحتل، وبالتالي سيخسر لبنان الأراضي ومياه جبل الشيخ إن أصبح الجولان إسرائيلياً".

بدوره رد الفنان السوري دريد لحام على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بطريقته الخاصة .

ونشرت صفحة "الإخبارية" السورية مقطع فيديو للفنان دريد لحام يرد فيه على ترامب، حيث يظهر في الفيديو قيام لحام بالتوقيع على ورقة قرار مشابه لقرار ترامب الذي اعترف فيه بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل، قائلا إن قراره ينص إهداء ولاية كاليفورنيا الأمريكية للمكسيك.

وأشار لحام أن قيمة القرار الذي وقعه تساوي قيمة قرار ترامب.

وأكد أن الجولان سوري وسيبقى سوريا.

ووقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الاثنين، في البيت الأبيض، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل.

وقال ترامب، قبل لحظات من التوقيع على المرسوم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقاء بينهما: "إنني أتخذ اليوم خطوة تاريخية لدعم قدرات "إسرائيل" في الدفاع عن ذاتها والتمتع بمستوى عال من الأمن الذي تستحقه. "إسرائيل" سيطرت على مرتفعات الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة".

واعتبر ترامب أن هذا الإجراء كان يجب اتخاذه منذ عدة عقود، زاعما أن أي صفقة تخص التسوية في الشرق الأوسط يجب أن تعتمد على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.