زيارة عبد المهدي لطهران.. الاهداف والدلالات

زيارة عبد المهدي لطهران.. الاهداف والدلالات
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٣٦ بتوقيت غرينتش

زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للعاصمة طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع، كانت كفيلة بعكس طبيعة العلاقات الايرانية العراقية، والتي تعتبر نموذجا جيدا للعلاقات بين دول المنطقة.

العالم - تقارير

زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الى ايران لا تخرج عن سياق العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين، بل ستصل الى مستويات قياسية في المرحلة المقبلة.

هذا الواقع اكده قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي الذي اعتبر خلال استقباله عبد المهدي "ان تصريحات المسؤولين الاميركيين والسعوديين بشأن العراق تختلف ونياتهم الحقيقية. مضيفا ان الحضور العسكري الاميركي في العراق يضر بمصالح دول المنطقة وشعوبها، ولا بد ان تفعل السلطات العراقية على اخراج القوات الاميركية من البلاد باسرع ما يمكن. فالاميركيون ومعهم السعوديون يتوددون للعراق بعد انتصاره على داعش الوهابية بينما كانوا يدعمونها بالمال والسلاح".

كما اكد اية الله خامنئي "ان هذه الدول تعارض تحويل العراق الى الديمقراطية الحالية لانها تتعارض مع مصالحهم".

الرئيس الايراني حسن روحاني من جهته وخلال لقائه برئيس الوزراء العراقي اشار الى ان العمل جار على تعزيز التبادل التجاري بين طهران وبغداد، موضحا ان العلاقات التجارية بين البلدين علاقات جيدة جدا ونخطط الى ان يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى عشرين مليار دولار واتمنى ان نصل في القريب العاجل الى هذا الحجم.

بدوره اشاد عبد المهدي "بوقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب الشعب العراقي ضد الارهاب حتى تحرير كامل اراضيه، مؤكدا عزم الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع ايران في جميع المجالات والسعي المشترك لتنفيذ الاتفاقيات اضافة لتعزيز فرص التعاون مع جميع دول الجوار وعدم الدخول بمحور على حساب اية دولة ورفض سياسة المحاور والرغبة باقامة علاقات تخدم جميع شعوب المنطقة".

في سياق متصل، أعرب رئيس اركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي، خلال لقائه رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري في طهران عن امله بالمزيد من التعاون وتطوير العلاقات بين الجانبين.

ووصف الفريق الركن الغانمي مباحثات الرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي امس السبت بانها كانت جيدة وبناءة، لافتا الى تصريح عبدالمهدي بان بغداد لن تسمح لاحد بالاعتداء انطلاقا من الاراضي العراقية ضد الدول الاخرى خاصة ايران.

وفي تصريح ادلى به للصحفيين اليوم الاحد اثر لقائه رئيس اركان الجيش العراقي، قال اللواء باقري، ان لنا علاقات دافئة مع الجيش العراقي وقد اجرينا مباحثات في اللقاءات السابقة واجتماع دمشق الثلاثي. واضاف، لقد ساد التفاهم الكامل اجتماع اليوم حيث العلاقات بين البلدين عميقة جدا وان علاقاتنا مع العراق مميزة تماما عن العلاقات الدولية الاخرى.

زيارة عبد المهدي الى طهران تعد استكمالا لزيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لبغداد قبل اقل من شهر. والتي شهدت نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين اضافة لتوقيع عشرات اتفاقيات التعاون الاقتصادية بينهما.

وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف من جانبه اكد ان الهدف من الزيارة التي قام بها الوفد العراقي الى طهران "هو لتنفيذ توافقات الزيارة التاريخية للرئيس حسن روحاني الى العراق من أجل التفعيل الكامل لطاقات التعاون السياسي والاقتصادي والامني مع البلد الصديق والجار لنا العراق".

فما تظهره الزيارة من اشارات، يتمثل بكون الخطوات المشتركة للبلدين مبنية على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وان اظهار هذا المستوى المتقدم من العلاقات لا يحتاج الى مشاريع مستجدة وافتتاح قنصليات في كافة الاتجاهات، كما تفعله السعودية التي تسعى للدخول على خط العلاقات مع العراق على أساس استدراجه الى التمحور، وتظهر تجاه العلاقات مع بغداد عكس ما تضمر.

فالتحديات الموجودة على الساحة الاقليمية تخفي مشاريع ليست بريئة يعتمد تمريرها على سياسة محاور تستهدف بكل تفاصيلها وحيثياتها ايران والدور الايجابي الذي تلعبه في المنطقة لاستتباب الامن والاستقرار فيها.