’صفقة القرن’..الصمت العربي والجدار الحقيقي

’صفقة القرن’..الصمت العربي والجدار الحقيقي
الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٩ - ٠٩:٣١ بتوقيت غرينتش

في ظل صمت عربي قاتل، وعدم وجود موقف حازم لمواجهة الخطة الأميركية الجديدة لتسوية صفقة ترامب أو ما يعرف بـ "صفقة القرن" والتي تهدف إلى إذابة ما تبقى من حقوق الفلسطينين، نقل مصدر مطلع عن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر قوله إن "خطة السلام" الأمريكية في الشرق الأوسط (صفقة القرن) ستُعلن بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية وانتهاء شهر رمضان.

العالم- تقارير

وبحسب المصادر: "خطة السلام ستعلن بعدما تشكل إسرائيل حكومة ائتلافية في أعقاب فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانتخابات وبعد انتهاء شهر رمضان في أوائل يونيو حزيران المقبل".

وأشار إلى أن كوشنر حث مجموعة من السفراء على التحلي "بذهن منفتح" تجاه مقترح ترامب للتسوية مضيفًا أن "المقترح سيتطلب تنازلات من الجانبين".

وتعتبر "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها، رغم عدم الإعلان عن تفاصيلها بشكل رسمي، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وكان ترامب أعلن عن "إزاحة" القدس عن طاولة المفاوضات-المتوقفة منذ 2014-ونقل سفارة بلاده إليها وإعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي.

كما قطع الدعم كليًا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الشاهد الأخير على قضية اللجوء الفلسطيني.

ومؤخرًا، أعلن ترامب اعترافه بالجولان السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية.

وفي وقت تستعد فيه الادارة الاميركية لإعلان خطة ترامب بشأن تسوية الصراع في الشرق الأوسط، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الصفقة لن تشمل إقامة دولة فلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين (لم تكشف عنهم) أن "الخطة تركز بشكل أساسي على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين دون ضمان إقامة دولة فلسطينية منفصلة ذات سيادة كاملة".

وأشارت الصحيفة إلى أن تفاصيل هذه الخطة "ما زالت سرية".

وأوضحت أن التصريحات التي أدلى بها مستشار ترامب للسلام بالشرق الأوسط ، جاريد كوشنر، ومسؤولون أمريكيون آخرون تنم عن أن الخطة "تلغي مبدأ حل الدولتين".

هذا وكشف موقع خليجي أن السعودية إلى جانب الإمارات ومصر يمارسون ضغوطات كبيرة وغير مسبوقة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل منح الإدارة الأمريكية أملاً جديداً في تنفيذ ما يسمى "صفقة القرن".

ولعبتا السعودية والإمارات دورًا محوريًا في المساعدة على تنفيذ صفقة ترامب التي تتضمن تنازلات كبرى من أطراف عربية على رأسها السعودية والإمارات عن العديد من ثوابت القضية الفلسطينية، ومن هذه التنازلات حكم ذاتي وتبادل للأراضي مع مصر والأردن.

من جانب أخرى كشفت "صحيفة "الاخبار" اللبنانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية، طلبت من الأردن توطين مليون لاجئ فلسطيني، مقابل استثمار 45 مليار دولار بالمملكة.

وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها واشنطن، وحلفاؤها العرب المقربون من ترامب و"إسرائيل" على الأردن، بكافة مكوّناته، إلا أن عمّان تراهن للخروج من مستنقع هذه الصفقة، على إرث تاريخي، يقول إن القرارات المصيرية الكبرى لا يمكن تمريرها من دون توافر الرضى والقبول الشعبي، وإلا ستتحوّل إلى قنابل موقوتة.

وفي سياق متصل وبشأن تفاصيل عن صفقة ترامب، أورد كتاب صدر حديثا حقائق خطيرة عنها، ودور صهر الرئيس الأمريكي "كوشنر"، وزوجته "إيفانكا ترامب" في تنفيذ تلك الصفقة.

وتقول الكاتبة البريطانية فيكي وارد في كتابها تحت عنوان "شركة كوشنر.. الجشع والطموح والفساد.. القصة الاستثنائية لجاريد كوشنر وإيفانكا ترامب": إن الأردن وبموجب الصفقة، سيمنح الفلسطينيين بعض الأراضي على أن تتنازل له السعودية عن بعض أراضيها، بينما تحصل الأخيرة على جزيرتين من مصر دون معرفة ما ستحصل عليه القاهرة.

وذكرت الكاتبة في كتابها الذي يضم 300 صفحة،: "ما أراده كوشنر من السعودية والإمارات هو الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.. هناك خطط لمد أنابيب نفط من السعودية لغزة حيث يمكن بناء المصافي ومنصات الشحن مما يمكن من إقامة محطات تحلية المياه وخفض معدل البطالة" في القطاع.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قبل أيام أن مسؤولين أوروبيين قالوا إنهم ينددون بـ"صفقة القرن" ويدعون الاتحاد الأوروبي لرفضها.

وقد اقتبست الصحيفة مذكرة وقعها 25 وزير خارجية أوروبي سابق وستة رؤساء حكومات أوروبية سابقون أرسلت للاتحاد الأوروبي وسكرتيران سابقان لحلف الناتو، يدعون فيها لرفض صفقة ترامب وكل خطة أخرى لا تقود لدولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل" تكون القدس عاصمة مشتركة لهما.

وجاء في المذكرة أيضا إنه "قد حان الوقت أن تصمم أوروبا على المبادئ الأساسية لمسيرة السلام الإسرائيلي- الفلسطيني".

ويرفض الفلسطينيون صفقة ترامب جملة وتفصيلا، كونها لا تنظر الى حقوق الفلسطينيين التاريخية بما فيها حق العودة و القدس فضلا عن تجاهلها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

نائب رئيس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" صالح العاروري قد قال "إن القضية الأخطر على شعبنا الآن هي صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها بدعم من بعض الدول العربية"، مؤكدا أن "حماس هي الجدار الحقيقي أمام صفقة القرن، ولن تمر عبرها مهما كلفها ذلك من أثمان".

كلمات دليلية :