كل البومات علاء مبارك لن تغير من صورة والده الحقيقية

كل البومات علاء مبارك لن تغير من صورة والده الحقيقية
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

يبدو ان نظرة الانظمة الدكتاتورية لشعوبها مازالت تدور في نطاق نظرة الحكيم الى السفيه، والعالم الى الجاهل، والبالغ الى القاصر، فمن منظار هذه الانظمة، ليست الشعوب سوى كتل بشرية ساذجة يمكن ان تنطلي عليها اشياء كثيرة بمجرد مداعبة احاسيسها ومشاعرها.

العالم - مقالات وتحليلات

هذه النظرة الدونية الى الشعب ، هي التي دفعت ابن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، علاء الى نشر صورة وصفها بـ"التاريخية" للرئيس المصري الاسبق انور السادات ، ونائبه حسني مبارك وبعض مسؤولي الحكومة المصرية حينها ، وهم يصلون في سيناء "صلاة الشكر" على "استعادة" سيناء من "اسرائيل" وفق اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1978.

يعتقد علاء مبارك ان الشعب المصري ستنطلي عليه هذه الالاعيب ، التي عفى عليها الزمن، فهذا الشعب كان ومازال اذكى واعمق فهما من قادته، فهذا الشعب يعرف ان الحقائق لا تغيرها صور استعراضية، فمصر خسرت الكثير عندما وقعت اتفاقية " كامب ديفيد" بسبب سياسات السادات وخلفه مبارك ، فهي قوضت المشروع العربي ، وصفرت دور مصر الاقليمي، ودمرت النهضة الصناعية والاقتصادية والزراعية ، عندما فتحت ابواب مصر امام الاستيراد الملفت للبضائع الاستهلاكية تحت شعار الاقتصاد الحر ، ودمرت قيم المجتمع المصري ، بعد ان فتحت الابواب امام النسخة الوهابية السلفية التكفيرية المنغلقة ، لتغزو مصر ، التي كانت على الدوام رمزا للاعتدال والتسامح.

اما سيناء التي يصلي فيها السادات ومبارك ، فإان قصتها تدمي القلوب ، ويكفي مراجعة بنود اتفاقية "كامب ديفيد" حتى يقف الانسان على الاهانة التي نزلت بمصر بسببها ، فقد قسمت لمناطق ، ولكل منطقة قوانينها ، ولا يحق لمصر ان تحدد نوع الاسلحة وعدد جنودها الذين يجب ان ينتشروا فيها ، فأين سيادة مصر على سيناء ، وهذه السيادة بانت ضعفها و وهنها ، عندما رأى الشعب المصري كيف اييد جيشه في محاربة الجماعات التكفيرية التي تعشعش في سيناء ، بسبب القيود التي تفرضها "كامب ديفيد" عليه.

اخيرا ، قيل ان السادات وقع "كامب ديفيد" من اجل تحسين الوضع الاقتصادي للشعب المصري ، ولكن الذي حدث هو عكس ذلك بالضبط ، فانهار الاقتصاد المصري وانتشر الفقر وازدادت الفواصل الطبقية بين الاغنياء والفقراء ، وتبخرت الطبقة الوسطى ، واخذ المصريون يجدون الخلاص بالهجرة ، وهذه التطورات ، وقبلها رفض الشعب المصري لاتفاقية كامب ديفيد ، كانت من اهم اسباب حملة الاعتقالات التي قام بها السادات ، طالت نحو الفين من النخب السياسية والاعلامية والفكرية والدينية في مصر خريف عام 1981 ، والتي انتهت بعد ايام في حادثة المنصة التي شهدت نهاية لعهد السادات.

حال مصر في عهد مبارك ، الذي ينشر ابنه اليوم صورة ابيه وهو يصلي في سيناء ، لم تكن بافضل من حالها في عهد السادات ، وقد قال الشعب المصري كلمته في حقه في 25 يناير 2011 ، ولن تستطيع كل البومات علاء ان تغير صورة والده لدى الشعب المصري ، فكل ما تعانيه مصر والبلدان العربية اليوم من ويلات ونزاعات وفتن وتجبر الصهاينة والاعداء ، هو بسبب سياسات السادات وخلفه مبارك.

منيب السائح / العالم