فورين بوليسي: هذه هي دوافع ظهور البغدادي الاخير

فورين بوليسي: هذه هي دوافع ظهور البغدادي الاخير
الجمعة ٠٣ مايو ٢٠١٩ - ٠٨:١١ بتوقيت غرينتش

العالم- العراق

ارجعت مجلة فورين بوليسي الاميركية، دوافع ظهور زعيم جماعة "داعش" ابوبكر البغدادي في تسجيل فيديو بعد 5 سنوات على اختفائة الى تقاطعات الأحداث الأخيرة، واحتياجات تنظيمه على المدى الطويل، لحشد المؤيدين والمسلحين وتشجيعهم على القيام بهجمات.

وذكر تقرير للمجلة، امس الخميس، انه "من ناحية التوقيت، فإن الظهور قد يهدف الى ان يكون متزامنا مع قدوم شهر رمضان، وهي فترة شهدت عادة ارتفاعا في هجمات المنظمات المتطرفة و أتباع داعش في جميع أنحاء العالم".

واضاف انه "من الناحية التكتيكية فإن الرسالة قد تكون تهدف لحشد المؤيدين ومسلحي التنظيم وتشجيعهم على القيام بهجمات، خاصة الإرهابيين الذين يقومون بهجمات منفردة، والذين يفكرون في القيام بهجوم باسم التنظيم".

وينوه التقرير، إلى أن "البغدادي اختفى لفترة طويلة، ما يجعل ظهوره المفاجئ يساعد على رفع معنويات مؤيدي داعش ومن تبقى من مسلحيه، بصفته مساعدا للأشخاص والمجموعات الصغيرة للقيام بفعل، وعلى مستوى أكثر جوهرية قد يكون ببساطة يريد أن يثبت لأتباعه أنه لا يزال حيا، بالرغم من عدة ادعاءات من الروس عن مقتله".

واوضحت فورين بوليسي، ان "ظهوره يأتي أيضا بعد هزيمة داعش في سوريا، ويذهب البغدادي إلى أبعد الحدود لطمأنة أتباعه بأن مسلحي التنظيم قاتلوا ببسالة في باغوز، ورفضوا التسليم، وبذلوا دماءهم لإيقاف قوات التحالف".

وزاد التقرير،ان البغدادي يقوم بتذكير أتباعه بالطبيعة الأزلية للصراع، التي لا يمكن قياسها بالأشهر والسنوات، فقال في الفيديو: "الحقيقة أن حرب الإسلام والمسلمين مع الصليبيين حرب طويلة، ومعركة باغوز انتهت، لكنها جسدت قسوة ووحشية أمة الصليب تجاه أمة الإسلام".

وتابع التقرير، ان " البغدادي أكد ثانية في الفيديو عدم التخلي عن الخلافة، لكن تم احتلالها، وأن أي انتصار عسكري للقوات الغازية سيكون مؤقتا، ودليل على هذا فإن البغدادي لا يزال يستقبل البيعة من مجموعات جديدة في أماكن، مثل بوركينا فاسو ومالي، والهدف من ذلك هو الإثبات أنه بالرغم من خسارة التنظيم للأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا، إلا أنه قادر على التمدد في أماكن أخرى".

ويورد التقرير، أن "هناك أسبابا أخرى ربما تكون جعلت البغدادي يشعر بضرورة الظهور في فيديو، فبعد هجمات سريلانكا شكك الكثير في الإعلام وغيره في دور "داعش"، وأبدوا شكوكا واضحة في إمكانية أن يكون التنظيم احتفظ بما يكفي من الإمكانيات ليعقد شراكات مع مجموعات محلية، وبالإشارة إلى الأحداث الأخيرة، بما فيها هجمات عيد الفصح في سريلانكا، فإن البغدادي يؤكد قيادته، ويشير إلى أنه لا يزال على رأس الشبكة لما تبقى من التنظيم، وليس فقط في العراق وسوريا، لكن أيضا في فروعه البعيدة".

وخلص التقرير الى أن "حديث البغدادي ينقصه التوجه المستقبلي، فمن الواضح أنه يرى أهمية توسيع نطاق التنظيم، لكنه لم يقل شيئا عن كيفية قيام فروع هذه الجماعة الارهابية في جنوب آسيا بتجنب مصير التنظيم الأم في العراق وسوريا، كما وتفتقر الى الرؤية الاستراتيجية الشاملة لكيفية التأقلم مع الأرضية المتغيرة، وهذا على خلاف ابن لادن، الذي كان خلال اختبائه في باكستان قادرا على أن يجد الوقت الكافي لدراسة التكتيكات والاستراتيجيات عندما يخطط لمستقبل تنظيمه".