العالم - مقالات وتحليلات
رغم ان اغلب المحللين السياسيين شككوا في الرواية الامريكية منذ اللحظة التي تم الاعلان عنها ، وازداد هذا الشك بعد ان كشف موقع "اكسيوس" الامريكي ، عن ان مصدر هذه المعلومات الامريكية جاءت من الكيان الاسرائيلي، الا ان الخبر الذي وضع النقاط على حروف قصة حاملة الطائرات الامريكية والاسباب الحقيقة التي كانت وراءها ، كان تسريب صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة من رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بعض بنود "صفقة القرن" التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية ، والتي اعلن عرابها ، صهر الرئيس الامريكي ، جاريد كوشنر ، من انه سيعلن عنها بعد شهر رمضان المبارك.
تضمنت التسريبات نصا في غاية الوضوح والخطورة يقول : "اذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق (صفقة القرن) ، ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، فسيتم اعتبار قادة حماس والجهاد الإسلامي مسؤولين، وفي جولة أخرى من العنف بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي".
من الواضح ان هذا النص يؤكد على ان امريكا ستتدخل عسكريا لفرض "صفقة القرن" على الشعب الفلسطيني ، وهو تدخل يحتاج الى قوة عسكرية كبيرة، فليست حماس او الجهاد ، فقط من ترفضان صفقة القرن ، فهناك محور المقاومة وكافة الشعوب العربية والاسلامية ، ترفض تصفية القضية الفلسطينية على طريقة ترامب البلطجية.
بات واضحا ان ارسال حاملات طائرات امريكية الى الشرق الاوسط والخليج الفارسي، يعتبر الشق العسكري لـ"صفقة القرن" ، فهذه الصفقة ، لا يمكن تمريرها بدون ان تكون خلفها قوة عسكرية هائلة ، فهي عدوان صارخ على الشعوب العربية والاسلامية.
اما السبب وراء ربط امريكا رسميا ، ارسال حاملة طائرات الى منطقة الشرق الاوسط ، بوجود "مؤشرات واضحة" على تهديد ايراني للقوات الامريكية ، فهو واضح كل الوضوح ، فامريكا تعتقد اذا ما نجحت في حشر ايران في الزاوية ، فمعنى ذلك انها حشرت محور المقاومة في الزاوية ، وعندها سيكون بامكانها الاستفراد بحماس والجهاد الاسلامي في غزة.
رغم ان امريكا و الكيان الاسرائيلي والسعودية والامارات ، خططوا بعناية لفرض "صفقة القرن" على الشعب الفسطيني والشعوب العربية والاسلامية ، وذلك بقوة السلاح والدولار ، الا ان هذا الرباعي المأزوم ، نسي او تناسى ، ان القضية الفلسطينية ، مزروعة في قلوب ووجدان وعقول اكثر من مليار ونصف المليار مسلم ، ولن تجد امريكا واتباعها ، مهما حاولوا ، مسلما واحدا ، بين هذا المليار ونصف المليار انسان ، يؤمن بدينه وعقيدته ، يمكن ان يوافقهم على تصفية القضية الفلسطينية ، حتى لو نقلوا كل ما يملكون من حاملات طائرات الى منطقة الشرق الاوسط.
ماجد حاتمي/ العالم