معركة ادلب.. قضي الامر

معركة ادلب.. قضي الامر
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٩ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

لم يلق الرئيس السوري بشار الأسد السلاح من يده، لا بل إن يده على الزناد اليوم أكثر من أي وقت مضى.

العالم - سوريا

في مرمى أهدافه محافظة إدلب وشرقي الفرات، يبدو البارود أقرب إليهما من الدبلوماسية والسياسة، لذلك ترى الأسد قد توجه نحو إدلب لاستعادتها بالحسم والقوة فيتفرغ لاحقا لاستعادة الشرق بالقوة ذاتها.. تلك حقيقة وليست تكهنا، فالشرق وإن كان أكثر ضرورة لجهة استعادة الموارد المسلوبة، فإن تنظيم القاعدة في إدلب خنجر مسموم يجب انتزاعه قبل خوض معارك الفرات.

انتهت فرص السياسة وقضي الأمر في المحافظة الخضراء، حتى تركيا لم تعد - إلا حرجا - تتحدث عن اتفاق سوتشي الذي صار الان في مهب المدافع وراجمات الصواريخ المستريحة منذ أشهر طويلة وآن لها أن تعمل من جديد وفق ماتراه المؤسسة العسكرية السورية.

الجيش السوري يحارب على حدود إدلب بكامل عديده وعتاده، يحارب بفائض ذخيرة وفائض سلاح وفائض خبرة قتالية وفائض جنود وضباط، ويحارب ايضا بفائض الملل الذي أصاب خصومه الإقليميين والدوليين وبفائض عجز واندثار لـ"معارضة" يكاد لا يجتمع منها ثلاثة أشخاص على طاولة أو جلسة واحدة.

لن تلتفت دمشق نحو شط الفرات الشرقي قبل إنهاء ملف إدلب والذي يبدو اليوم أقل تعقيدا حتى بوجود نقاط المراقبة العسكرية التركية التي لا تتعامل معها القوات السورية كعوائق توقف أي تقدم ميداني، بل هي بالنسبة للقوات السورية الزاحفة مجرد نقاط مؤقتة ستنسحب عندما تقترب المعارك منها.. القضم الميداني التدريجي في إدلب تكتيك عسكري فعال قد تتخلله تسويات جزئية تحصل عندما تنحني التنظيمات المسلحة أمام رائحة البارود قبل أن تصل ناره إليها.

كامل صقر - عربي اليوم