أهمية زيارة ظریف للعراق ورسائلها 'الخاصة'

أهمية زيارة ظریف للعراق ورسائلها 'الخاصة'
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٩ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر :

بعد ثلاثة اسابيع من الزيارات المتتالية الى بلدان مختلفة بدءا من الصين وروسيا والهند واليابان وإلى بلدان أخرى مجاورة، كان العراق الوجهة النهائية لرحلات ظريف الاخيرة.

التحلیل:

إن الرسالة المشتركة لزيارات ظريف إلى الدول هي في الحقيقة اهباط الادعاءات الأمريكية المبنية على اعتبار إيران كعامل لعدم الاستقرار في المنطقة. وكان اقتراح ظريف حول استعداد ايران لتوقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع الدول الخليجية المجاورة يأتي في هذا الاطار تماما.

والرسالة الاخرى لظريف من خلال هذه الزيارات هي الكشف عن الانتهاك الامريكي الجسيم في الانسحاب من الاتفاق النووي ومحاولة واشنطن استبدال "التهديدات الإيرانية" المزعومة للمنطقة بهذا الانتهاك للقانون الدولي بهدف حرف الرأي العام العالمي عن القضية الرئيسية.

تكتسب زيارة ظريف إلى العراق خصوصية أكثر مقارنة بالزيارات السابقة، حيث كشف للعلن أن السعودية والإمارات وقعتا في الآونة الأخيرة عقداً لشراء السلاح من أميركا بـ8 مليارات دولار، كما أن ترامب أوعز بإرسال 1500 شخص من القوات الأميركية إلى المنطقة، كما إن ما يميز الزيارة هو محاولة سوق الاتهامات باتجاه إيران والزعم بوقوفها خلف تفجيرات "الفجيرة" ومحطات "آرامكو" النفطية في السعودية والقصف الذي تعرضت له المنطقة الخضراء ببغداد.

تدل اجتماعات ظريف المكثفة مع معظم المسؤولين السياسيين وقادة مختلف الأحزاب والكتل في العراق على أن السياسيين العراقيين لم يکن لهم وجهة نظرة سلبیة ولا يوافقون الرؤیة الآمیرکية تجاه ایران.

وفي مقابل الدعايات المكثفة لوكالات الإعلام الأمريكية والسعودية والاماراتية وبالنظر الى ان اهداف زيارات السياسيين الايرانيين وفحوى هذه الزيارات والتصريحات المتبادلة بينهم وبين نظرائهم ستنتشر عبر وسائل الاعلام الدولية، فيبدو ان وزير الخارجية الايراني يسعى بفطنته الاستفادة من هذه الفرصة على أفضل نحوٍ ممكن.