فض الاعتصام وسناريوهات المجلس العسكري

فض الاعتصام وسناريوهات المجلس العسكري
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٩ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

بلغ التصعيد ذروته بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقوى "إعلان الحرية والتغيير" التي تقود الاحتجاجات في البلاد، إذ نجحت الأخيرة في تنفيذ إضراب شامل يومي الثلاثاء والأربعاء (28 و29 مايو الجاري)، شمل جميع المرافق العامة والخاصة. وأفادت المعارضة بأن هدفها هو الوصول إلى مطالبها في إقرار السلطة المدنية الكاملة.

العالم - السودان - قضية اليوم

وعلى الرغم من أن المجلس العسكري لم يصدر أي تعليق رسمي حول الإضراب والنتائج المتوقعة، إلا أنه لم يغير موقفه المعلن لجهة تمسكه بغالبية المكون العسكري في مجلس السيادة، وهي نقطة الخلاف الوحيدة التي تعيق مسار تقدم العملية السياسية في السودان. ومع تمسك العسكر بموقفهم وبلوغ المعارضة أقصى مراحل التصعيد، ترتسم سيناريوهات متوقعة مستقبلاً بين الطرفين

من بين السيناريوهات المتوقعة، إنفراد العسكريين بالسلطة، وشروعهم في تكوين حكومة تمهد إلى قيام انتخابات مبكرة. وعززت من فرضية ذلك التوجه، الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام المحلية، عن تبني عدد من الأحزاب السياسية غير الموقعة على "إعلان الحرية والتغيير"، التي تطالب المجلس بالترتيب لتلك الانتخابات

في غضون ذلك، وجّهت المعارضة رسائل واضحة تشير إلى أن المجلس العسكري يمضي في تنفيذ مهام سياسية لا علاقة لها بالترتيب لفترة انتقالية تمهد إلى تسليم السلطة للمدنيين. وقال القيادي في تحالف الحرية والتغيير، وجدي صالح إن المجلس العسكري أصبح قيادة سياسية وليس مجلساً انتقاليا

لكن تلك الخطوة قد تصطدم بعقبات عدة، أهمها عقبة المجتمع الدولي الذي لم يعترف بسلطة المجلس، كما أن مجلس الأمن والسلم الأفريقي، حدّد مهلة 60 يوماً بدأت في مطلع مايو (أيار) الحالي لتسليم السلطة إلى المدنيين، كما دان الاتحاد الأفريقي الانقلاب العسكري في السودان، مؤكداً رفضه التام لأي تغييرات غير دستورية

ودعا الجهات الخارجية إلى الامتناع عن أي تدخل سيتسبب في تعقيد الوضع في البلاد. عقبة أخرى قد يواجهها العسكر إذا تبنوا خيار تشكيل الحكومة، وهي التصعيد المتوقع من جانب المعارضة، كتنفيذ إضراب شامل ومفتوح يفضي إلى سلطة مدنية كاملة ومن دون تنازل عن أي شروط

وأوضح ذلك القيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير" مدني عباس، بقوله "نحن لم نصل بعد إلى مرحلة الدعوة إلى إسقاط المجلس العسكري الانتقالي والعصيان المدني المفتوح

أما السيناريو الثاني المتوقع، عقب ارتفاع حدة التصعيد، فهو انقسام المعارضة نفسها، إذ يُعتبر تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، تحالف شُكل لإسقاط النظام السابق، وتأتي التعقيدات في تكوين التحالف نفسه، فهو ليس تحالف أحزاب سياسية منفردة، إنما تحالف لتحالفات سياسية، ويضم في داخله ثلاثة تحالفات سياسية كبيرة، هي تحالف نداء السودان، والتجمع الاتحادي المعارض، وتحالف قوى الإجماع الوطني

حتى اليوم، لم تنقسم المعارضة بصورة رسمية ومعلنة، ومع تماسكها، تنادي بتكوين مجلس سيادة بغالبية مدنية، ورئاسة دورية بين المدنيين والعسكريين في المجلس كأدنى حد من التنازل، ولإجبار المجلس العسكري على قبول خياراتها، اتجهت لتنفيذ الإضراب، ومن المتوقع أن تقدم على خطوات أكثر تصعيداً

ويتمثل السيناريو الثالث في عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، في الأيام المقبلة، خصوصاً أن المعارضة حققت نجاحاً كبيراً وكسبت العديد من النقاط، عبر إعلان الإضراب الذي أحدث شللاً تاماً في عدد من القطاعات الحيوية في البلاد، أهمها القطاع المصرفي.

الا ان المجلس العسكري لم يعد يخفي قراره بالاستفراد بالحكم، والتنكر لكل الاتفاقيات التي أبرمها مع قوى الثورة، ولكن ما هو أخطر من كل ذلك أن قرار فض الاعتصام صار أيضا جاهزا، وجاء التصريح بذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة وتداولت مواقع الاخبار السودانية عن مصادر خاصة مقربة من المجلس العسكري تؤكد أن خطة فُض الاعتصام قد اكتملت أركانها ،وقد أكد المصدر المطلع بأن ساعة الصفر المحددة سوف تكون( نهار )اول يوم في عيد الفطر بين الساعة ١١

صباحا والواحدة ظهرا .

بالمقابل دعا تجمع المهنيين السودانيين كل الثوار الى تسيير المواكب ودعم المعتصمين والمبيت بأرض الاعتصام، تأكيداً للالتزام بالثورة وسلميتها وتحقيقاً لاهدافها.وقال تجمع المهنيين في نداء عاجل وجهه للشعب السوداني , ان الثورة تمر بمرحلة حرجة ومحاولات التفاف متكررة.

اسامه الشيخ