اعصار ادلب قادم لا محالة.. وتركيا تستنجد

اعصار ادلب قادم لا محالة.. وتركيا تستنجد
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٩ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

يدفع الجيش السوري على قدم وساق بتعزيزات غفيرة من قواته وآلياته إلى جبهات أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، في إطار رفع جهوزيته وتحضيراته لتحرير المحاور الساخنة من جماعة جبهة النصرة الإرهابية واخواتها، في معركة اطلقت عليها إعصار ادلب.

العالم - تقارير

في غضون ذلك، تلقت سوريا قوة نارية نوعية اوصلتها روسيا عبر طائرات شحن عسكرية إلى مطار حميميم وسفن إنزال عسكرية روسية إلى ميناء طرطوس السوري محملة بأسلحة وذخيرة لدعم الجيش السوري والقوات الجوية الروسية لحسم معركة إدلب بشكل نهائي والتي حشد لها الجيش السوري أكثر من 100 ألف مقاتل.

وبعد إطلاق الجيش السـوري لعملية إدلب برزت مشكلة كبيرة أمام تركيا حيث تصر دمشق على استعادة إدلب فيما تصر أنقرة التي وقعت في مشاكل عديدة مثل موضوع النازحين من شمال حماة وإدلب بسبب إرهاب النصرة على إبقاء نقاط المراقبة التركية من دون أن تسحبها فيما تصر دمشق على طردها، ودعت تركيا كلا من موسكو وطهران إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف هجمات الجيش السوري.

وادعى وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تصريح أدلى به الأحد، ان دمشق هي من قامت بالهجوم على نقاط مراقبة تركية واعتبره "مخالفا" لمذكرة إدلب التي وقعتها تركيا مع روسيا، على حد تعبيره.

وتوعد تشاووش اوغلو بعدم التسامح مع ما وصفه بتحرشات الجيش السوري بالجنود الاتراك وسيتم وقفه عند حده. وقال: ان على الجميع أن يعرفوا حدودهم.. غاض النظر من ان قواته تتمركز داخل الاراضي السورية!!.

ووسط اكتفاء أنقرة بالتعليق فقط على قصف نقطة المراقبة التركية التاسعة في محيط مورك، شهد أمس اتصالاً لافتاً بين وزير الدفاع خلوصي أكار، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، بحثا خلاله تطورات الوضع في إدلب. وعلى حدّ ما نقلت وسائل الإعلام التركية عن فحوى الاتصال، فإن الطرفين أكدا الالتزام بتنفيذ اتفاقَي أستانا وسوتشي، إلى جانب بحث عدد من القضايا الخاصة بالملف السوري.

لكن الجانب التركي استبق الاتصال بتحريك رتل عسكري جديد من القوات الخاصة وسط إجراءات أمنية مشددة ودخوله من معبر كفر لوسين الحدودي مع لواء اسكندرون السليب إلى إدلب، ويتألف الرتل من 20 آلية عسكرية، متجهاً إلى النقاط التركية المنتشرة بذريعة تطبيق اتفاق «خفض التصعيد»، بحسب مصادر إعلامية معارضة.

وذكرت تقارير متواترة ان تركيا زودت المسلحين في الاونة الاخيرة بأحدث المعدات من الجيش التركي للحيلولة دون انكسارهم امام ضربات الجيش السوري الذي يسعى لتدمير مناطق منصات صواريخ الارهابيين التي تقتل المدنيين يوميا في حماه واللاذقية.

ووفق ما أوضحت وكالة «الأناضول» التركية، سيجري توزيع تلك الوحدات على النقاط الحدودية المحيطة بإدلب، داخل منطقة لواء اسكندرون.

ورغم التصعيد التركي وتوتير الاجواء لعرقلة تقدم الجيش السوري، ترد دمشق بهدوء على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، اليوم الثلاثاء، الذي قال إن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مسلحة مع الجيش التركي في إدلب شمال سوريا.

لكن المعلم شدد في مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني "وانغ يي" في بكين، انه على كل القوات الأجنبية الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي الخروج فورا من أراضيها، لافتا إلى أن إدلب محافظة سورية وسيتم القضاء على "التنظيمات الإرهابية" فيها ولا تراجع عن ذلك.

كما سبق تصريح المعلم، تاكيدات روسيا على ضرورة التصدي للجماعات الارهابية حيث قام وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، الاثنين، بتحليل الوضع في محافظة إدلب السورية، أمام الصحفيين. وقال: إن الجماعات التي رسخت وجودها هناك تنتهك بانتظام الاتفاق حول المنطقة المنزوعة السلاح. فهم يهاجمون مواقع الجيش السوري والتشكيلات المتحالفة معه، ويحاولون في كل فرصة مهاجمة قاعدة حميميم العسكرية الروسية بطائرات بلا طيار وصواريخ. وذلك كله، لن يترك دون إجابة. ولكي نكون أكثر دقة، سنقوم بـ"انتقام ساحق" ضد الارهابيين.