بزعم استخدام اسلحة كيميائية..

واشنطن تطلق مزاعم مفبركة حول سوريا وتحذرها برد قاس جدا

واشنطن تطلق مزاعم مفبركة حول سوريا وتحذرها برد قاس جدا
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٩ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

جددت الولايات المتحدة تحذيراتها للدولة السورية على مزاعم لا تكاد تنفك تطلقها من اللجوء إلى استخدام السلاح الكيميائي، متوعدة برد قاس جدا، وفيما رفضت دمشق مرارا وتكرارا الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية، اعتبرت روسيا تسجيلات فيديو يتم نشرها لدعم هذه الاتهامات بأنها مواد مزورة.

العالم - تقارير

وفي تصريح صحفي أدلى به خلال لقاء عقده ممثلو الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم "داعش" الارهابي، في بروكسل، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشأن السوري، جيمس جيفري: "لقد بعثنا رسالة واضحة مفادها أننا سنتخذ خطوات قاسية بل وقاسية جدا في حال استخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب، وإمكانية حدوث ذلك واردة دوما".

وذكّر جيفري بأن الولايات المتحدة وجهت ضربات إلى سوريا مرتين ردا على استخدام "الكيميائي" من قبل دمشق، مضيفا أن بلاده على اتصال دائم مع موسكو بشأن الأزمة في سوريا، وأن واشنطن نبهت موسكو بعدم قبول استخدام هذا النوع من السلاح في إدلب.

ويوم 4 أبريل 2017، شهدت مدينة خان شيخون السورية في محافظة إدلب هجوما كيميائيا راح ضحيته نحو 100 شخص. وحملت معظم الدول الغربية والمعارضة السورية الحكومة المسؤولية عن هذا الهجوم، الأمر الذي رفضته دمشق بصورة قاطعة.

وفجر 7 أبريل، أطلقت الولايات المتحدة عددا من الصواريخ المجنحة على مطار الشعيرات العسكري قرب مدينة حمص السورية، بزعم أنه استخدم من قبل الطيران الحربي السوري لشن هجوم خان شيخون.

ويوم 7 أبريل 2018، رجحت المعارضة المسلحة السورية في غوطة دمشق الشرقية أن تكون القوات الحكومية قد استخدمت غازات سامة ضد المسلحين والمدنيين في مدينة دوما. وفي 14 أبريل، وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات على منشآت سورية عدة استخدمت، بحسب واشنطن وحلفائها، لتصنيع الأسلحة الكيميائية وتخزينها.

وفي وقت سابق قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لديها تقارير عدة تشير إلى التعرض لأسلحة كيماوية في هجوم شنته قوات الحكومة السورية في شمال غرب سوريا لكن لم تصل بعد إلى نتيجة قاطعة.

وحسب "رويترز" قالت المتحدثة مورغان أورتاغوس للصحفيين "لدينا بالفعل العديد من المصادر منها مقابلات مع أشخاص كانوا موجودين خلال الهجوم وقالوا إن عددا من المسلحين نقلوا إلى مستشفيات محلية وهم يعانون من أعراض تشبه التعرض لمواد كيماوية".، مضيفا "ليس لدينا نتائج قاطعة بعد ونواصل التحقيق".

من جانبها وردا على تصريحات أورتاغوس قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الولايات المتحدة تعتمد في مزاعمها عن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل القوات الحكومية في سوريا، على مصادر لم يتم التحقق منها، بما في ذلك مصادر الجماعات الإرهابية.

وقالت تعليقاً على ما أعلنته، في وقت سابق، وزارة الخارجية الأمريكية عن احتمال استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيميائية: "الحديث، على الأرجح، يدور عن الإعداد المسرحي الذي قامت به المعارضة السورية في بلدة كباني بريف اللاذقية". هذه المعلومة كانت منشورة على موقع تابع لمسلحي ما يسمى "هيئة تحرير الشام" الارهابية بشبكة الإنترنت.

وكانت مثل هذه المصادر المشكوك فيها سببا لتصريحات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي".

وأضافت "نحن مضطرون إلى القول مع الأسف أن التلميحات حول الاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية من قبل دمشق ضد شعبها، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من سياسات شركاء شمال الأطلسي في سوريا وفي الشرق الأوسط ككل".

ولفتت زاخاروفا إلى أن الغرب يفضل أن يتبع "طريق زعزعة الوضع بشكل دائم" بدلاً من المساهمة في تسوية سلمية.

أضافت زاخاروفا أن الولايات المتحدة والحلفاء يبدون استعدادهم "للرد الفوري والمناسب على هذا النوع من المعلومات".

مسرح مفبرك !!

قال ريام دالاتي المنتج في "بي بي سي" إن الهجوم الكيميائي في مدينة دوما السورية تمت فبركته، وأن بإمكانه تأكيد الطبيعة المفبركة للشريط المصور سيئ السمعة في المستشفى، بعد تحقيق استمر ستة أشهر، وشدد على أن أحدا لم يمت في المستشفى.

حادث الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في دوما، وقع في 7 أبريل 2018، وفقا لمنظمة "الخوذ البيضاء"، وقتل ما يصل إلى 70 شخصا في الهجوم. ومع ذلك، فليس هناك تأكيد رسمي لهذه المعلومات.

وفي الـ 16 من نيسان، قال ممثل روسيا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، إن الجانب الروسي تمكن من العثور على مشاركين في "تصوير شريط الفيديو المفبرك" عن الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.

وأضاف: "لم يتم العثور على شاهد واحد، ولا أي شخص من الذين تسمموا في المستشفى. لم يتم العثور على أي بقايا للذخائر الكيميائية. لكن تم العثور على مشاركين مباشرين في تصوير الفيديو المفبرك، الذي تم تقديمه كـ "دليل" على الهجوم الكيميائي". وأشار إلى أن "الخوذ البيضاء" تمارس البروباغاندا بأموال الغرب.

كما أكد مفتش الأمم المتحدة السابق للأسلحة الكيميائية في العراق، أنطون أوتكين، في محادثة مع شبكة الأخبار الوطنية، أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تتراخى في التحقيق بعواقب حادثة دوما.

فـ" لم تأخذ بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عينات من موقع الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية، ولم تأخذ عينات من الضحايا المزعومين. ولم تتمكن من الحصول على السجلات الطبية حتى من المستشفيات الرئيسية، حيث تم علاج العديد من الضحايا. جميع استنتاجاتها بنيت على شهادات شهود. استنتاجات من هذا النوع، إن لم تكن مشبوهة، فمتسرعة جدا. وبالنسبة إلى أخصائي على مستوى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هذا الأمر غير مقبول".

هذا وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، فيكتور كوبشيشين، أن وسائل إعلام أجنبية صورت مسرحية "موت" سبعة أشخاص في حماة بسبب استخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية.

وأشار كوبشيشين إلى أن مقاتلي الجماعات المسلحة لا يتخلون عن محاولات زعزعة استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي "وفقا للمعلومات التي تلقاها مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة، فقد قامت مجموعة من المراسلين الأجانب بتصوير مسرحية لهجوم كيميائي من قبل القوات الحكومية السورية، أدى إلى مقتل عائلة سورية في قرية مورك في ريف حماة".

كما أشار إلى أن المركز الروسي للمصالحة يحث قادة الجماعات المسلحة على التخلي عن الاستفزازات والمضي في طريق التسوية السلمية للوضع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.