بريطانيا بين مكاسب وخسائر سياسة التصعيد ضد ايران

بريطانيا بين مكاسب وخسائر سياسة التصعيد ضد ايران
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

الخبر و إعرابه

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، في تصريح ، ردا على مزاعم بريطانية حول محاولة اعتراض زوارق ايرانية لناقلة نفط بريطانية في الخليج الفارسي:"من الأفضل لإيران أن تكون حذرة. إنهم يدخلون أرضا خطيرة جدا .. يا إيران، إذا كنت تستمعين لما أقوله الآن، فمن الأفضل لك توخي الحذر".

الاعراب :

-من الواضح ان تهديدات ترامب لايران وهذا الدفاع المستميت عن بريطانيا، جاءت لتؤكد الرواية الايرانية، القائلة ان انخراط بريطانيا في عمليات التصعيد ضد ايران جاءت بأوامر أمريكية.

-جاءت هذه التهديدات لتؤكد ايضا حقيقة ما ذهبت اليه وزارة الخارجية الاسبانية من ان احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق جاء تنفيذا لطلب امريكي.

-تسابق اعضاء حزب المحافظين البريطاني في كسب ود ترامب، بعد وقوفهم وراء قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وحاجتهم لدعم امريكا، هو الذي يقف وراء سياسة التصعيد التي يعتمدوها مع ايران، رغم انه ليس لبريطانيا من ناقة او جمل في هذا التصعيد.

-يمكن تلمس حجم التخبط في السياسة البريطانية، في التصريحات الاخيرة لوزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت، تعليقا على احتجاز ناقلة النفط الايراينة في مضيق جبل طارق، و مزاعم اعتراض زوارق ايرانية في الخليج الفارسي، حيث أكد ان بلاده ليست في وارد التصعيد مع ايران، وان ايران ليست مقصودة من وراء احتجاز الناقلة في مضيق هرمز، بل المقصودة هي سوريا.

-تبريرات هانت عجزت عن اخفاء الدور التابع الذي تلعبه بريطانيا في التصعيد الامريكي ضد ايران، فالعالم كله بات على علم ان امريكا تسعى عبر ادواتها الى ايجاد ارضية لبلورة حلف عسكري يحول دون ان تقوم ايران بتصدير نفطها ، بذريعة حماية طرق الملاحة البحرية .

-تبريرات هانت تُخفي حقيقة الاسباب التي تقف وراء عملية احتجاز الناقلة الايرانية وتلفيق الاكاذب عن الزوارق الايرانية في الخليج الفارسي، وهي ان بلاده رضيت ان تتحول الى راس حربة في سياسة التصعيد الامريكي ضد ايران، بهدف دفع طهران للتفاوض.

-تخطيء بريطانيا الحساب، لو اعتقدت ان بمقدورها الحصول على مكاسب من امريكا، في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي، اذا ما انخرطت بهذا الشكل الفج في سياسة التصعيد التي يستخدمها ترامب ضد ايران، وعليها ان تفكر بحجم خسائر هذه المغامرة ايضا، فايران ليست بالبلد الذي يترك مصالحه يتلاعب بها الاخرون، دون ان يرد.