معارك ريف حماة الشمالي.. انتصارات الجيش وخسائر 'النصرة'

معارك ريف حماة الشمالي.. انتصارات الجيش وخسائر 'النصرة'
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩ - ١٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

حققت قوات الجيش السوري مزيدا من التقدم في ريف حماة الشمالي، ببسط سيطرتها مجددا على بلدتي "تل ملح" الاستراتيجية و"الجبين" بعد معارك خاضها مع إرهابيي "النصرة"، اثر هجوم مباغت نفذته القوات السورية على مواقع المسلحين في البلدتين.

العالم - تقارير

تمكن الجيش السوري، امس الاثنين، من استعادته السيطرة مجددا على قريتي الجبين وتل ملح شمال محردة في ريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والميليشيات المتحالفة معه والذين استقدموا قبل أيام تعزيزات كبيرة من أرياف حماة وإدلب ليزجوا بمواجهة الجيش على هذه الجبهة التي اعتقدوا أنهم لن يخسروا فيها أي معركة ولن يهزموا فيها من أي قرية احتلوها سابقا.

وأسفرت هذه المعارك عن مقتل العديد من مسلحي الجماعات الارهابية، وعرف من الإرهابيين القتلى في معارك تل ملح، الإرهابي خالد هيثم العمر وهو من أخطر الإرهابيين في "جبهة النصرة"، فيما لاذ من بقي حياً منهم بالفرار.

وتمكن الجيش من تحقيق تلك النتيجة خصوصا بعد قطع خطوط إمداد "النصرة" بين بلدة اللطامنة والزكاة بريف حماة الشمالي وتدمير طيرانه الحربي رتلا عسكريا قوامه 22 دراجة الية جبلية وعدة شاحنات بيك اب زودة برشاشات متوسطة وثقيلة كان متجها من أرياف المعرة يرافقه إرهابيون مما يسمى قوات النخبة في ميليشيا "العصائب الحمراء" التابعة لـ"النصرة".

وكان الجيش السوري بدأ، ليل الأحد الماضي، عملية عسكرية ضد مواقع "جبهة النصرة" داخل بلدتي تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي، واستطاع عبر الهجوم المباغت من تحرير البلدتين وقتل وجرح عدد من المسلحين.

ونتيجة لاستعادة الجيش السوري السيطرة على البلدتين، بات طريق محردة – السقيلبية آمنا بالكامل، وذلك بعد أسابيع من انقطاعه بفعل العمليات العسكرية.

وتعمل وحدات الجيش على تثبيت نقاط دفاعية بمحيط البلدتين تحضيرا ً للمرحلة القادمة من التقدم في المنطقة وطرد "النصرة" من المنطقة المنزوعة السلاح في ريفي حماة و إدلب.

ونشرت وكالة "سانا" السورية الصور الأولى من داخل بلدة تل ملح المحررة، والتي أظهرت بعض آليات المسلحين المدمرة في البلدة.

وتزامنت مع تلك المعارك زيارة نوعية لقيادات في الجيش السوري لجبهات ريف حماة، وهو ما قاله مدير شبكة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، مازن إبراهيم، عبر "فيس بوك"، بإن رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية، اللواء رمضان رمضان، وقائد اللواء الخامس، خيرت أحمد محلة، قاما بجولة ميدانية على جبهات حماة وإدلب.

وأضاف إبراهيم أن الجولة الميدانية للقياديين البارزين برفقة ضباط آخرين، كانت على "خط النار" على الخطوط الأولى للمعارك في ريفي حماة وإدلب، بالتزامن مع هجمات جديدة تشنها قوات الجيش السوري على مواقع الميليشيات الارهابية المسلحة في المنطقة.

هذا التقدم الذي حققه الجيش السوري انما اتى بسواعد ابناء سوريا وهذا حسب تصريح رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي، الذي كشف أن تحليق سلاح الجو الروسي في سوريا تم تقليصه إلى الحد الأدنى، ويتم كجزء من التدريب القتالي والاستكشاف الإضافي للوضع.

واضاف رودسكوي: أن كلا من روسيا وتركيا تتخذ التدابير لتحديد بشكل دقيق وتدمير نقاط النار التي تعود للمسلحين في سوريا والمعدات ومستودعات الذخيرة، قائلا "بالتعاون مع زملائنا الأتراك، نتخذ تدابير لتحديد وتدمير نقاط النار للإرهابيين ومعداتهم وأسلحتهم ومستودعات الذخيرة".

كما شن الطيران الحربي غارات مكثفة على الإرهابيين في السرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الغربي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين، على حين أغار الطيران الحربي على مواقع ونقاط انتشار تنظيم «النصرة» وحلفائه في خان شيخون وعابدين والأربعين والهبيط، ما أسفر عن مقتل العديد من أفراد التنظيم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي أيضاً.

وفي سياق متصل، مازالت تركيا تهدد بشن عملية عسكرية شرقي الفرات في حال عدم إقامة منطقة آمنة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من القوات الامريكية في شمال شرقي سوريا في حال لم تنجح المحادثات التركية الأمريكية.

وفي وقت سابق بحث وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار، والأمريكي، مارك إسبر، في اتصال هاتفي إقامة "منطقة آمنة" في سوريا.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع التركية، أن أكار قال لنظيره الأمريكي إن "تركيا تعتبر القوة الوحيدة القادرة على ضمان السيطرة على المنطقة الآمنة" بشمال سوريا، على حد قوله.

من جانبها تؤكد دمشق أن الجيش السوري سيتجه إلى شرق الفرات بعد تحرير محافظة إدلب. وكان الجيش السوري بدأ في مطلع شهر أيار الماضي عملية عسكرية ضد التواجد الإرهابي في المنطقة المنزوعة السلاح بعد فشل الضامن التركي في تطبيق اتفاق سوتشي وإخراج المسلحين وعتادتهم من المنطقة المتفق أن تكون منزوعة السلاح.

وتمكنت القوات السورية من تحرير عشرات القرى والبلدات في ريفي حماة وإدلب وسهل الغاب، وتخليص القرى المدنية من إرهاب مئات المسلحين بعد سقوطهم قتلى وجرحى بنيران الجيش السوري.