على وقع خروقات المسلحين المتواصلة..

جبهة ادلب تشتعل من جديد .. ومعركة جديدة شرق الفرات

جبهة ادلب تشتعل من جديد .. ومعركة جديدة شرق الفرات
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٩ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

لم تصمد "الهدنة" وقف إطلاق النار في منطقة "خفض التصعيد" في إدلب ومحيطها سوى اربعة ايام على وقع مواصلة المجموعات المسلحة خروقاتهم لها والاعتداء على المناطق الآمنة، فيما استأنف الجيش السوري عملياته رداً على تلك الخروقات وكبدهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والمعدات، وعلى وقع انهيار الهدنة يجري الحديث عن عملية عسكرية تركية في شرق الفرات، بتنسيق امريكي.

العالم - تقارير

مصدر ميداني بين، أن المجموعات الإرهابية اعتدت ولليوم الرابع على التوالي وبالقذائف الصاروخية على نقاط عسكرية بريف حماة الشمالي الغربي وعلى قريتي الجيد والحاكورة في سهل الغاب، ما أدى إلى تضرر العديد من منازل الأهالي تضرراً كبيراً.

وأوضح المصدر، أن الجيش رد على هذه الخروقات واستهدف بمدفعيته الثقيلة مواقع المجموعات الإرهابية في قرى سهل الغاب بريف حماة الغربي ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من أفرادها وتدمير عتادهم الحربي.

بموازاة ذلك، استهدفت وحدة من الجيش بالأسلحة الرشاشة مجموعة إرهابية مؤلفة من أربعة إرهابيين على محور الأربعين بريف حماة الشمالي كانت تنفذ تحصينات ودشمة ما أسفر عن القضاء على جميع أفرادها.

على خط مواز، شن الطيران الحربي غارات مكثفة على مواقع المجموعات الإرهابية في كفر زيتا واللطامنة والزكاة في ريف حماة الشمالي، ما أسفر عن تدميرها بالكامل ومقتل كل من كان مختبئاً فيها من الإرهابيين.

كذلك، استهدف الطيران الحربي بغارات مكثفة نقاط انتشار الإرهابيين في خان شيخون والهبيط وحرش عابدين والناجية ومرعند والخدين وتل الزرزور بريف إدلب الجنوبي ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم وتدمير عتادهم الحربي أيضاً.

وبعد أن أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أمس، أن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، وسترد على اعتداءاتها، بعد أن رفضت تلك التنظيمات الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة، ذكر مصدر عسكري في وقت لاحق، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن قوات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي استهدفت بسلاح المدفعية مقرات التنظيمات الإرهابية المسلحة رداً على خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار.

وبالترافق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المسلحين أطلقوا ثلاث قذائف صاروخية باتجاه قاعدة حميميم الجوية الروسية في ريف اللاذقية، من دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية في القاعدة، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني.

وأوضحت الوزارة أن الدفاعات الجوية في قاعدة حميميم رصدت إطلاق القذائف، من الجانب الشمالي باتجاهها، وأكدت أن أياً من عسكريي القاعدة وكوادرها لم يصب بأذى جراء الهجوم، وأنها تعمل بشكل معتاد.

وأضافت: "حسب معلومات الجانب السوري، سقطت القذائف على قرية رويسة عفيف القريبة من القاعدة، ما أدى إلى إصابة 4 من أهاليها".

الجماعات الإرهابية وتحديداً جبهة النصرة، كانت أعلنت صراحة رفضها الامتثال لـ«وقف إطلاق النار» والانسحاب وفق ما نص عليه اتفاق «سوتشي»، حيث استمرت بخروقاتها، وصولاً للاستهداف الذي أصاب قاعدة «حميميم» في ريف اللاذقية بعدة من القذائف الصاروخية ظهر أمس.

على صعيد مواز، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن الجولة الثانية من المباحثات مع الجانب الأميركي بخصوص «إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا» ستُستأنف اليوم في العاصمة أنقرة. وبحسب ما أفادت به الصحف التركية، فإن المفاوضات حالياً متعثرة حول عمق «المنطقة الآمنة»، إذ تطالب أنقرة بشريط عرضه 30 كلم، فيما ينص الاقتراح الأميركي على 15 كلم فقط. كما تريد تركيا أن تسيطر وحدها على هذه المنطقة، بينما تريد واشنطن أن تكون شريكة فيها.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن العرض الأميركي، الذي وصفته بـ«الأخير»، يشمل «تنفيذ واشنطن وأنقرة عملية مشتركة لتأمين منطقة حدودية بعرض نحو 140 كلم وعمق 15 كلم، وانسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة، وإزالة تحصيناتهم وتسيير دوريات مشتركة في ثلث الأراضي بين نهر الفرات والعراق، قبل تطهير الثلثين المتبقيين لاحقاً».

ولاحقاً، قال متحدث باسم «البنتاغون» إن «النقاشات ستستمر طوال هذا الأسبوع»، آملاً «التوصل إلى نتيجة ملموسة وقريبة»، فيما أشارت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى أن «بلادها تواصل بحث موضوع المنطقة الأمنية مع السلطات التركية، وتعتبر هذا الحوار الطريقة الوحيدة لضمان الأمن في المنطقة الحدودية».

وكانت تركيا أكدت، مرات عديدة، أنه إذا لم تكن المقترحات الأميركية «مرضية»، فستشنّ عملية في سوريا لإقامة «منطقة آمنة بشكل أحادي»، وهو ما تتخوّف منه الولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن «واشنطن بوست» أشارت في تقريرها إلى أن «الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا تستعدّ لحرب ضد تركيا، حيث تم حفر كثير من الأنفاق وإقامة مستشفيات ميدانية تحت الأرض، وتحويل عشرات المنازل إلى مواقع محصنة»، فإن مسار المحادثات الجارية راهناً في أنقرة سيكون حاسماً في رسم الصورة المستقبلية لشرق الفرات.