العالم - مقالات وتحليلات
وتنص الوثيقة، المسماة "التقرير الشهري حول المملكة العربية السعودية"، على أن الرياض وضعت، في ربيع هذا العام، مجموعة من التدابير لمواجهة سياسات تركيا حول المملكة والمنطقة. الهدف من هذه الإجراءات، استخدام "جميع الأدوات الممكنة للضغط على حكومة رجب طيب أردوغان".
فعلى وجه الخصوص، تخطط الرياض لتحفيز "المشكلات الداخلية (في تركيا) على أمل أن تطيح المعارضة بأردوغان". هذه التوقعات حقيقية، بالنظر إلى انتصار خصوم أنقرة في الانتخابات البلدية.
ومع أن التقرير لا يذكر ما إذا كانت الرياض ستقدم التمويل والدعم السياسي لمعارضي الزعيم التركي، إلا أن هناك تفاصيل أخرى. فالقيادة السعودية، كما يقول واضعو التقرير، تريد "استهداف الاقتصاد التركي وممارسة التأثير في الاستثمارات السعودية في تركيا".
الدافع وراء مثل هذه الإجراءات القاسية ضد تركيا، مقتل خاشقجي، كما لفت مؤلفو التقرير. فحينها، قامت أنقرة بدور نشط في الكشف عن تفاصيل الجريمة، التي ارتكبتها أيدي قتلة سعوديين بناءً على أوامر شخصية من ولي العهد.
للسياسة السعودية المناهضة لتركيا أيضا بعد خارجي. الرياض، تحاول مواجهة التوسع التركي في المناطق الشمالية من سوريا. وبالتالي، فإن القيادة السعودية لا تكتفي بتخصيص الأموال للولايات المتحدة من أجل التدخل في شمال شرق سوريا، إنما وتلعب دورا دبلوماسيا نشطا في المفاوضات مع القبائل العربية المحلية، التي أعربت مرارا عن استيائها من هيمنة الممثلين الأكراد على الإدارات المحلية..
إيغور سوبوتين / روسيا اليوم