الضفة الغربية الساحة الأخطر على 'إسرائيل'

الضفة الغربية الساحة الأخطر على 'إسرائيل'
الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:١٧ بتوقيت غرينتش

لم تتفاجأ المنظومة الأمنية الإسرائيلية من حدوث عملية في "غوش عتصيون" بالضفة الغربية، كيف لا؛ وقادتها ما زالوا يتحدثون على أن الضفة تجلس على بركان قد ينفجر في أي لحظة، وهذا ما حذرت منه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

العالم - فلسطين

العملية التي كانت ستقلب الموازين إن استطاعت الخلية الفلسطينية إخفاء الجندي المقتول، حيث يدور الحديث عن عملية أسر لجندي، أدت إلى مقتله وإلقاء جثته بسبب الظروف الأمنية التي تعاني منها الخلايا الفلسطينية، والتي تجد صعوبة في إخفاء المستوطنين والجنود الذين يقعون في الأسر، وذلك بسبب استباحة المدن والبلدات الفلسطينية من قبل الجيش الإسرائيلي، دون رادع ومنع من القوات الفلسطينية.

الخلايا الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية لم تكل أو تمل، وهذا ما يؤكده ضباط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين يقولون إن حماس والجهاد الإسلامي ما زالتا تخططان لتنفيذ عمليات كبيرة ردا على الغطرسة الإسرائيلية، ومواصلة اعتداءات المستوطنين والجنود على المواطنين الفلسطينيين كان آخرها هدم المنازل في وادي الحمص، واستمرار تدنيس المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.

إذن عملية الضفة الناجحة هي جزء من عشرات العمليات الكبيرة التي تم إحباطها خلال الفترة الأخيرة كان آخرها كشف العبوات المتفجرة في الخليل حسب ما قال جهاز الشاباك.

تعترف المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن الضفة الغربية هي الساحة الأخطر أمنيا على "إسرائيل"، وذلك تغول المستوطنات في البلدات والمدن الفلسطينية، أضف إلى ذلك عملية الاحتكاك المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقرب المدن الفلسطينية من مقرات الجيش والمدن الإسرائيلية، بمعنى أنه لو اشتعلت الضفة الغربية وصدر قرار من المستوى السياسي الفلسطيني في الضفة فإن عشرات القتلى الإسرائيليين سيسقطون يومياً، وهذا ما تتخوف منه "إسرائيل"، لذلك تسعى حكومة نتنياهو للحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية فهو بالنسبة لها العمود الفقري لاستمرار حالة الهدوء الهشة في الضفة الغربية.

لقد أوضحت احصائيات رسمية إسرائيلية ما قبل عام 2006 إنه وبسبب العمليات الفلسطينية المتواصلة إبان انتفاضة الأقصى شهدت المستوطنات "والدولة الإسرائيلية" هجرة عكسية وصلت ذروتها إلى مليون إسرائيلي..

فمليارات الدولارات التي تصرفها "إسرائيل" والمنظمات الصهيونية في الخارج من أجل تشجيع الهجرة إلى "إسرائيل" باءت بالفشل في فترة انتفاضة الأقصى بسبب خوف اليهود والإسرائيليين على حياتهم.

إن ساحة الضفة الغربية تعتبر الأخطر على "إسرائيل" وتستطيع القيادة الفلسطينية في الضفة تغيير كل المعادلات إن أوقفت التنسيق الأمني وأعطت المجال "للمقاومين الفلسطينيين" بواجبهم في الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني، والرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشجر والحجر والبشر.

من خلال متابعتنا لما يجري في ساحة الضفة الغربية فإن المرحلة المقبلة قد تشهد المزيد من العمليات ضد القوات الإسرائيلية، وهذه العملية ستعطي دافعية لدى الشباب الفلسطيني بمحاولة تنفيذها، وستعطي الأمل للفصائل الفلسطينية بفعل المزيد منها، فإن فشلت 99 عملية فإن عملية ما ستنجح، وستقلب الطاولة على كل من يراهن على ضعف الضفة.

سليم النتشة - موقع عكا