حتى الأدب لم يسلم من عنصرية ترامب

 حتى الأدب لم يسلم من عنصرية ترامب
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

لم يبق الا الادب والشعر لم يتطاول عليه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومن يحيطون به من العنصريين الجشعين والفاسدين اخلاقيا وماديا.

العالم - كشكول

ففي اطار محاولاتهم لاستغلال كل شيء وتشويه كل شيء وتحريف كل شيء ، من اجل بث روح الكراهية في المجتمع الاميركي ضد كل ما هو غير ابيض ، في عنصرية عارية متوحشة، اقدم رئيس إدارة الهجرة الأميركية بالوكالة كين كوتشينيللي على التلاعب بكلمات القصيدة الشهيرة للشاعرة الأميركية ايما لازاروس المنحوتة على لوحة مثبتة عند قاعدة تمثال الحرية.

فعندما سئل كوتشينيللي خلال مقابلة على الاذاعة العامة الوطنية ان كانت قصيدة لازاروس “النَصَب الجديد” هي جزء من الأخلاقيات الاميركية، أجاب بالقول "تعالوا الي ايها المتعبون والفقراء، الذين يستطيعون الوقوف على أرجلهم ولن يتحولوا الى عالة على الحكومة".

والقصيدة الأصلية لا تتطرق الى الاكتفاء الاقتصادي لدى المهاجرين اذ تقول كلماتها "تعالوا الي ايها المتعبون والفقراء والجموع الحاشدة التواقة الى استنشاق الحرية، والبائسون المهملون الذين يملأون الشطآن".

وتلاعب كوتشينيللي بكلمات القصيدة في معرض مناقشته القوانين الجديدة لادارة الرئيس دونالد ترامب التي تهدف الى منع اعطاء الاقامة الدائمة “الغرين كارد” والجنسية الأميركية للمهاجرين الذين يتلقون هبات غذائية ورعاية صحية وتقديمات اجتماعية اخرى.

تعرض كوتشينيللي لهجوم عنيف من قبل النخب السياسية والثقافية في اميركا لتحريفه القصيدة ، واستخدام هذا التحريف لاغراض عنصرية ، وانضم الكثير من مستخدمي تويتر في انتقاد المسؤول الرسمي، وتساءل البعض ان كان لهذا المسؤول نفسه أجدادا من المهاجرين الفقراء.

ورفض كوتشينيللي هذا الغضب تجاه تعليقاته وقال لقناة سي ان ان “انا لا اعيد كتابة الشعر. أنا أقدم…سياسة".

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد أجاب عندما سئل عن تعليقات كوتشينيللي ان "الأمر يتعلق بأميركا اولا. لا أعتقد انه من الانصاف أن نجعل دافع الضرائب الاميركي يدفع كي يأتي الناس الى الولايات المتحدة".

ان ظاهرة تحريف التاريخ وتشويه الثقافة ، هي ظاهرة لازمت جميع الانظمة العنصرية والدكتاتورية في التاريخ، من اجل تبرير ممارساتها العنصرية ضد الاخر داخل الوطن وضد الشعوب خارجه ، وكل الفظائع التي ارتكبتها الانظمة النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا، وما ارتكبته اميركا بحق الشعوب واستخدامها السلاح النووي، وما ارتكبته انظمة دكتاتورية تقوم على الشوفينية والتفوق القومي والعنصري، كما في ظل حكم البعث الصدامي في العراق، ما كانت لتقع لولا غسيل الادمغة الذي مارسته هذه الانظمة ضد مواطنيها خلال عقود.

ان على النخب السياسية والثقافية والفنية ليس في داخل اميركا فقط، بل في العالم اجمع ان تدق ناقوس الخطر، ازاء ما تشهده اميركا اليوم في ظل ادارة عنصرية عارية وصارخة ، من ممارسات لا يجب ان يمر من امامها العالم مرور الكرام، فكل النار من مستصغر الشرر، فهتلر وموسليينيوصدام وكل مستبدي العالم، بدأوا حركتهم العنصرية والشوفينية ، باجراءات لم تثر في البداية اهتمام الاخرين، الا انها تحولت شيئا فشيئا الى وحش ابتلع ارواح الملايين من البشر.