العالم - كشكول
قد يستغرب كل من يقرأ هذه السطور، وقد لا يصدق وجود مثل هذا الرئيس، الذي لا يمكن ان نرى مثله على ارض الواقع، فهل يمكن ان يعرض رئيس بلد ما شعبه للاهانة ، وتحريض بلد آخر ضده، وينفذ البلد الثاني هذه الاهانة جهارا ونهارا، الامر الذي يعتبره ذلك الرئيس انجازا مهما من انجازاته!.
صحيح انها حالة مستبعدة ، الا انها للاسف الشديد حالة حقيقة وواقعية، فهذا الرئيس هو الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والكيان الذي يخاطبه ويحرضة على مواطنيه، هو الكيان الاسرائيلي، اما مواطنيه فهما النائبتان الديمقراطيتان رشيدة طليب والهان عمر، اللتان تمثلان الشعب الاميركي، الذي تعرض للاهانة من قبل ترامب ورئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
النائبتان عمر وطليب ، قررتا زيارة فلسطين المحتلة، الا ان الرئيس الاميركي ترامب، اعلن ان النائبتين تكرهان "اسرائيل" واذا وافقت "اسرائيل" على هذه الزيارة ، فانها ستكون نقطة ضعف، داعيا نتنياهو الى رفض هذه الزيارة، وهو ما حدث.
الملفت ان هذه الحالة الشاذة، لا تجد لها سابقة بين الدول، الا في اطار شذوذ العلاقة بين اميركا و الكيان الاسرائيلي، حيث تدعي الاولى بانها اكبر ديمقراطية في العالم، بينما تدعي الثانية بـ"انها الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الاوسط ، بينما على الارض لا يرى العالم في "هاتين الديمقراطيتين"! الا ابشع الممارسات العنصرية بحق المسلمين والملونين، حتى لو تم انتخابهم من قبل الملايين من الناس.