أزمة دبلوماسية بين لبنان وتركيا.. والسبب الإمبراطورية العثمانية

أزمة دبلوماسية بين لبنان وتركيا.. والسبب الإمبراطورية العثمانية
الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

توترت الأجواء في سماء العلاقات اللبنانية - التركية بعد بيان لوزارة الخارجية التركية حمل عبارات قاسية بحق الرئيس اللبنان ميشال عون ردا على ما حمله كلامه بالذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير من انتقادات للحقبة العثمانية في لبنان واصفا ممارسات الإمبراطورية العثمانية بإرهاب دولة.

العالم_لبنان

وزارة الخارجية اللبنانية أعربت في بيان عن استهجانها لـ"بيان الخارجية التركية" في معرض ردها على كلمة عون مؤكدة أن "كلمة رئيس الجمهورية تضمنت سردا لواقع بعض الأحداث التاريخية التي واجهها لبنان في ظل الحكم العثماني، وقد تخطاها الشعبان التركي واللبناني اللذان يتطلعان إلى أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية في المستقبل، حيث ما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفرقهما، والتحديات المشتركة كبيرة تستوجب العمل معا وليس التفرقة".
وشددت الخارجية اللبنانية في بيان على أن "التخاطب بهذا الأسلوب مع رئيس البلاد أمر مرفوض ومدان، وعلى الخارجية التركية تصحيح الخطأ، لأن العلاقات التركية اللبنانية أعمق وأكبر من ردة فعل مبالغ فيها وفي غير محلها. وستتابع الوزارة الإجراءات المطلوبة لتصحيح الخطأ بحسب الأصول الدبلوماسية ومنع الضرر بالعلاقات بين البلدين.
وكانت وزارة الخارجية التركية أوردت في بيانها أن ما أدلى به الرئيس اللبناني تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني واتهامات بممارسة الإمبراطورية العثمانية إرهاب دولة في لبنان، وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته.
وأضاف البيان أنّ "التصريح الصادر عن الرئيس عون بعد مرور أسبوع على الزيارة التي أجراها وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو للبنان، لا ينسجم مع العلاقات الودية القائمة بين البلدين".
بعد حرب البيانات بين بيروت وأنقرة، استدعت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم الثلثاء السفير التركي في بيروت "هاكان تشاكل" إلى الوزارة وذلك لاستيضاحه حول مضمون البيان الصادر عن الخارجية التركية.
لبنان أثناء الحكم العثماني
بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق في العام 1516، أعلن العثمانيون سلطنتهم التي حكم الخلافة الإسلامية في معظم العالمين العربي والإسلامي وامتدت إلى أجزاء واسعة من أوروبا. وكان لبنان من ضمن البلاد التي خضعت لحكمهم بقيادة السلطان سليم الأول الذي عين الأمير فخر الدين المعني الأول حاكما على لبنان المعروف في ذلك الحين.
وعرف لبنان حوادث كثيرة خلال حقبة الحكم العثماني، فقد وقعت في جبل لبنان خلافات طائفيّة حادة خاصة بين الدروز والموارنة عام 1841م، وكذلك عام 1845م، وكذلك شهد تحركا للفلاحين في كسروان عام 1855 عرف بثورة الفلاحين بقيادة طانيوس شاهين التي ساهمت إلى حد كبير في تقليص نفوذ السلطات العثمانية...
كما شهد لبنان تدخلات لدول أوروبية مستغلة التنوع الطائفي والمذهبي فيه، لتحقيق موطىء قدم لها في المنطقة.
بقي لبنان تحت الحكم العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918 حيث انسحبت القوات التركية وحلت محلها القوات الفرنسية، وفي 22 نوفمبر تشرين الثاني عام 1943 أعلن لبنان استقلاله، وتم جلاء جميع القوات الفرنسية عن أراضيه في العام 1964.

يرتبط الدولتان علاقات تاريخية لأن لبنان حصل على استقلاله من سوريا العثمانية على الرغم من أن الأمور بين أنقرة وبيروت لم تكن متوترة مطلقاً إلا أن معظمها كانت علاقات باردة بسبب هدوء السابق تجاه الانتفاضة الفلسطينية الثانية بسبب قربها من "إسرائيل"، ومع ذلك فإن العلاقات بين البلدين تأمل في أن تزداد حدة بسبب تصرفات رجب طيب أردوغان خلال الهجوم على غزة
و كانت الإمبراطورية العثمانية التي سيطرت على لبنان كجزء من سوريا العثمانية، حيث تعتبر لبنان أكثر المناطق تنوعًا في الإمبراطورية العثمانية، وكان هناك العديد من التوترات العرقية والدينية، لا سيما الحرب الأهلية التي اندلعت في جبل لبنان عام 1860 والتي دمرت لبنان وقد فرض العثمانيون حكمًا صارمًا في لبنان.
علاقات بين بيروت و أنقرة ليست سياسيا بل هناك علاقات تجارية بين البلدين و بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين لبنان وتركيا 1,3 مليار دولار في عام 2013، و ايضا هناك محاولة التركية لاثبات وجودها في لبنان و في هذا الطار تساهم وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في التنمية في لبنان، مع إنجاز 73 مشروعاً وهناك 12 مشروعاً يتمّ إنجازه بقيمة 50 مليون دولار أميركي، وأنشأت "تيكا" مشروع المستشفى التركي للحروق والحوادث في صيدا.
وبرأي المراقبين، نظرا لأهمية الموقع السياسي و التجاري للبنان، أن التوتر الحالي بين بيروت و أنقرة موقتة.

علي مولايي