على (القاسِمِ) انهالَتْ جميعُ سُيوفِهم

على (القاسِمِ) انهالَتْ جميعُ سُيوفِهم
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٢:١٨ بتوقيت غرينتش

قصيدة في مقام سيدنا القاسم بن الحسن (عليه السلام) .والقاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) له عدة مواقف منها ليلة عاشوراء عندما سأله سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) عن الموت، فقال أنه أحلى من العسل، وكذلك شجاعته عندما برز للقتال، ومن ثم استشهاده. ولد في المدينة المنورة، وقتل في واقعة كربلاء وهو يومئذ غلام لم يبلغ الحُلُم :

هو المجتبى في الغاضريةِ رائدا
فبورِكَ مِن شبلٍ تحدى الشدائدا

وقد أذهلَ المستذئبِينَ ببأسهِ
وكانَ كما كانَ الزكيُّ مُجاهدا

فتىً أخضعَ الأهوالَ تترى كأنهُ
مقيمٌ بريحانِ العقيدةِ لابِدا

حبيبٌ لقلبِ السبطِ يغمرُهُ جوىً
فقد كانَ تذكارَ الزكيِّ مَحامِدا

وسار إلى حيثُ الجيوشُ مُقارعاً
ذوي بغضةٍ لا يفقهونَ العقائدا

يُذكّرُهم بالأطهرينَ أَرُومةً
ولكنهم صَمُّوا وعَقُّوا الأماجدا

وكانَ هُدى الحسَنِ الزكيِّ مُدافِعاً
عن السِّبطِ عَمَّاً يستزيدُ مَراشِدا

يُنادي بهم إنَّ الحسينَ زعيمَنا
صدوقٌ لهُ رُوحي الفِداءُ مُسانِدا

أمامٌ أجلَّتْهُ الفضائلُ طاهرٌ
ومَن ذابَ في نهجِ الإمامةِ راشدا

علی القاسمِ انهالتْ جميعُ سيوفهِم
ولكنهُ استعصى عليها عَوانِدا

فحاربَ أجنادَ الضلالِ مُكافحاً
وأرهقَهم شأنُ الجبالِ مُصامِدا

فتىً حقَّرَ الدنيا الغرورَ ومَكرَهُا
وأنزلَهُا مِن شِسْعِ نعلٍ مُباعِدا

وقد نالَهْ الغدرُ الحَقُودُ تكالباً
بلحظةِ إهمالِ الهصورِ المكائدا

فراحَ الى باري الخلائقِ موقِناً
وصارَ بأخلاقِ البواسلِ خالدا

فتیً مِن بني طه الأمينِ وسبطهِ
مَضى راشداً في كربلاءَ وماجدا

عليه من الله السلامُ تحيةً
وأكرِمْ بهِ حُرَّاً تَتبَّعَ والدا
____________
9 محرم 1441
9 أيلول 2019
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي