راي اليوم..

هل هناك علاقة بين طرد بولتون وتجسس "إسرائيل" على البيت الأبيض؟!

هل هناك علاقة بين طرد بولتون وتجسس
السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٥٨ بتوقيت غرينتش

هما سؤالان مُهّمان بقيا بدون جوابٍ: هل هناك علاقة بين التسريب الأمريكيّ عن تجسس كيان الاحتلال على واشنطن وبين طرد “نتنياهو-أمريكا”، جون بولتون من منصبه كمُستشارٍ للأمن القوميّ؟ والسؤال الثاني ما هي العلاقة، طبعًا إنْ وُجِدت بين قيام الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بالسماح للإعلام العبريّ بالنشر عن عميلٍ عربيٍّ مُفترضٍ، مع أنّ القصة ما زالت مُستمرّةً وتؤثّر سلبًا بطبيعة الحال على عمله وعمل الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكريّة التي قامت بتجنيده وتقوم بتفعيله، وفق النشر الذي صادقت عليه الرقابة العسكريّة في خُطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ تؤكّد أنّ وراء الأكمة ما وراءها.

العالم - الأمريكيتان

و تحدثت جريدة رأي اليوم عن تفاصيل الحادث بأن إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب اقتنعت إلى أنّ "إسرائيل" مسؤولة عن وضع معدات مراقبة هواتف خلوية بالقرب من البيت الأبيض وفي مواقع حساسة أخرى في واشنطن، حسبما أفادت صحيفة “بوليتيكو” يوم الخميس، ورفض رئيس الوزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو بسرعةٍ هذا الاتهام باعتباره “كذبةً صارخةً”.

و نقلت الجريدة عن مسؤول أمريكي رفيع سابق على دراية بالأمر إنّه يُفترض أنّ الأجهزة كانت تهدِف للتجسس على الرئيس الأمريكيّ وكبار مساعديه، رغم أنّه لم يكن من الواضح ما إذا كانت المحاولة ناجحة. وذكر التقرير أنّه خلافًا لحالات التجسس الأجنبيّ الأخرى، رفضت واشنطن معاقبة "إسرائيل" أوْ توبيخها في هذا الشأن.

ووفقًا للتقرير، الذي اعتمد على محادثات مع ثلاثة مسؤولين أمريكيين رفيعين سابقين على دراية بالقضية، فإنّ الأجهزة الصغيرة، المعروفة باسم “StingRays”، تخدع الهواتف الخلوية للكشف عن مواقعها ومعلومات تمكن التعرف عليها من خلال محاكاة أبراج خلوية، وجاء إنّ تحليلاً مفصلاً للأدلّة أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي كشف أنّ الأجهزة قد زُرِعت من قبل "إسرائيل".

وتولت وزارة الأمن الداخلي والجهاز السري دورًا في التحقيق، والذي قد يكون له علاقة أيضًا بوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية، CIA، وفقا لما ورد في صحيفة “بوليتيكو”، وقال مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع سابق: كان من الواضح أنّ الإسرائيليين هم المسؤولين. وقال مسؤول آخر إنّ هذه التحقيقات تقودها عادة شعبة مكافحة التجسس التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لافتًا إلى أنّ الأجهزة ستُختبر لإخباركم قليلاً عن تاريخها، ومن أين تأتي القطع والأجزاء، وكم عمرها، من تعامل معها، وهذا سيساعد بالوصول إلى أصولها، على حدّ تعبيرها.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإحتلال بيانًا حول التقرير، قائلا إنّ الاتهام “كذبة صارخة”، وتابع: هناك التزام طويل الأمد، وأوامر من الحكومة الإسرائيلية بعدم القيام بأي عمليات استخباراتية في الولايات المتحدة، ويتِّم تنفيذ هذه الأوامر بصرامة ودون استثناءٍ، على حدّ تعبير البيان. وذكر التقرير أنّ إدارة ترامب لم تُوبِّخ الحكومة الإسرائيلية لمحاولة التجسس المزعومة، لا علنًا ولا سرًا.

وبحسب القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ قال مسؤول مخابرات أمريكي سابق رفيع المستوى: كان ردّ الفعل مختلفًا تمامًا عمّا كان سيحدث في الإدارة الأخيرة، وتابع: مع الإدارة الحالية، هناك حسابات مختلفة فيما يتعلق بالتعامل مع ذلك، مُنتقدًا في الوقت عينه نهج الإدارة في هذا الشأن. وقال: لست على علمٍ بأيّ مُحاسبةٍ على الإطلاق، على حدّ قوله.

ولفت التلفزيون العبريّ إلى أنّ مسؤولاً استخباريًا رفيعًا سابقًا في واشنطن قال: الإسرائيليون عدوانيون جدًا في عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية. يهمهم فقط حماية أمن دولة "إسرائيل"، ويفعلون كلّ ما يشعرون أنّه يتعين عليهم لتحقيق هذا الهدف.

وأصدر وزير الخارجية في تل أبيب، يسرائيل كاتس بيانًا نفى فيه بشكلٍ قاطعٍ قيام "إسرائيل" بعمليات تجسسٍ في الولايات المتحدة. وقال كاتس: هناك مشاركة كبيرة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في الكثير من المعلومات الاستخباراتية وتعملان معا لمنع التهديدات وتعزيز أمن البلدين، ومن ناحيته قال عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قال إنّ التقرير هو ليس أكثر من أخبارٍ كاذبةٍ ومُعادٍ للسامية، على حدّ تعبيره.

ونفى المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، لصحيفة “بوليتيكو” وضع "إسرائيل" الأجهزة في واشنطن، قائلا: هذه الادعاءات هراء مطلق، و"إسرائيل" لا تجري عمليات تجسس في الولايات المتحدة، نقطة. وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إنّ البيت الأبيض لا يُعلِّق على الأمور المتعلقة بالأمن أوْ المخابرات، فيما رفض مكتب التحقيقات الفيدراليّ (FBI) التعليق على تقرير “بوليتيكو، ولم ترُدّ وزارة الأمن الداخليّ والجهاز السريّ على الطلبات للتعليق، كما أكّدت وسائل الإعلام العبريّة، التي طغت قضية الـ”تجسس” على أجندتها منذ الخميس.

وأشارت المصادر إلى أنّ اعتراض الهاتف الخلوي المُفترض الذي تمّ كشفه يوم الخميس ليس أوّل حالة تجسسٍ مُفترضةٍ بين الحليفين المقربين، أيْ واشنطن وتل أبيب، مُذكّرّةً في الوقت عينه أنّه كان قد حُكِم على اليعوديّ الأمريكيّ، جوناثان بولارد، بالسجن المؤبد عام 1987 بسبب نقله الإسرار للكيان.